اليونسكو ومصر وفساد الرياضة
ياسر أيوب
الإثنين 21-09-2015 20:58
خلافنا الاستراتيجى والسياسى والإعلامى مع قطر لا يعنى تجاهل كل ما يحدث فى الدوحة وعدم الالتفات إليه لمجرد أنه هناك فى الدوحة.. ومنذ أيام قليلة استضافت العاصمة القطرية مؤتمراً عالمياً لليونسكو لمناقشة إعلان برلين.. وكان وزراء ومسؤولو الرياضة والشباب فى معظم بلدان العالم قد اجتمعوا فى برلين قبل عامين واتفقوا على ضرورة وضع آليات لمحاربة فساد الرياضة فى العالم، وأصبحت اليونسكو.. أو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.. هى المسؤولة عن تنفيذ إعلان برلين باعتبارها الأمانة العامة للجنة الحكومية الدولية للرياضة والتربية البدنية.. وكان مؤتمر الدوحة منذ أيام هو أول خطوة رسمية لليونسكو فى هذا المجال.. وسافرت إلى هناك أنجيلا ميلو.
مديرة الشباب والرياضة باليونسكو.. لحضور هذا المؤتمر، وكانت كلمتها هى الختام، حيث قالت ميلو إنه لا أحد فى العالم كان يتوقع حجم تجارة المراهنات الكروية غير المشروعة أو النظيفة، حيث بلغت تلك المراهنات على مباريات الدورى الإنجليزى فقط مليار جنيه استرلينى كل سنة.. وزاد حجم تلك المراهنات الكروية غير المشروعة فى العالم كله على تريليون دولار.. وأضافت أنجيلا ميلو حكايات ووقائع أخرى تؤكد كلها أن الفساد كان يخنق الرياضة وسيقضى عليها إن لم يتحرك العالم بحسم وجدية للقضاء على كل أشكال الفساد الرياضى.
وبقدر اللوم والعتب على مصر وإدارتها الرياضية وإعلامها الرياضى أيضا لتجاهلهم هذا المؤتمر تماما لمجرد انعقاده فى الدوحة.. بقدر قناعتى بأن الدوحة حاليا ليست هى المدينة المناسبة للحديث عن مواجهة ومحاربة الفساد والأموال غير المشروعة فى الرياضة، خاصة أن هناك تحقيقات لاتزال تجرى بشأن الأموال الكثيرة التى دفعتها قطر لتشترى دون وجه حق مونديال 2022.
كما أننى أرفض أيضا هذه المبالغات القطرية فى أهمية المؤتمر الذى استضافوه، إذ على الرغم من أنه بالفعل الخطوة الأولى لليونسكو لمحاربة فساد الرياضة فى العالم، إلا أنه ليس الحدث الرئيسى فى هذا المجال.. ففى شهر نوفمبر المقبل ستستضيف باريس المؤتمر العام لليونسكو الذى ستشارك فيه معظم بلدان العالم وسينتهى على الأرجح بإصدار بيان أو إعلان أو ميثاق دولى جديد للرياضة والتربية البدنية فى العالم، سيصبح هو النقطة الفاصلة الحقيقية فى علاقة حكومات العالم بالرياضة سياسيا واقتصاديا وأمنيا وأخلاقيا.. وأتمنى ألا تتجاهل مصر أو تغيب عن المشاركة فى هذا الأمر.. وأتمنى أن يكون خالد عبدالعزيز حاضرا فى باريس، وأن يرسل اتحاد الكرة لليونسكو قائمة بكل المباريات الودية المعروضة عليه، خاصة أن مصر كانت خلال السنوات الماضية من ضحايا تلك المراهنات وعصاباتها.
