من المؤكد أن تصريحات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز «أطال الله فى عمره».. يعلم بها المسؤولون فى المملكة، فى التو واللحظة حيث يحاط الجميع علما بتفاصيل هذه التصريحات، كما يحاط سفراء المملكة فى الخارج علما بها، لذلك أسأل السفير السعودى فى القاهرة:
هل اطلع على تصريحات خادم الحرمين خلال استقباله للدكتور عادل الطريفى، وزير الثقافة والإعلام بالمملكة، وبرفقته عدد من كبار المثقفين ورؤساء تحرير الصحف والكتاب والإعلاميين؟.. أكيد رأى كيف كان خادم الحرمين رائعا وهو يفتح لهم قلبه مع باب قصره، وفى تواضع قال لهم: إن «أبوابنا وهواتفنا مفتوحة، ورحم الله من أهدى إلى عيوبى». هذا هو سلمان الملك البسيط المتواضع وهو يضع إعلام بلده فى عيونه.. ويطالب الإعلاميين إذا كانت فيه عيوب بأن يكشفوا له عنها.. هذه هى عظمة أبناء عبدالعزيز آل سعود.
لذلك كنت أتمنى أن يكون السفير أحمد قطان صورة مثل خادم الحرمين فى التواضع، وسعة الصدر.. يفتح كل الأبواب وهو يرحب بالنقد الذى لا تشوبه سوء النوايا، والمفروض أن يساند كل قلم محب للمملكة بترحاب وبقلب مفتوح.. لا يصفى حساباته مع من ينتقده بموضوعية وليس عن كراهية، وخاصة عندما يكون هذا القلم من الأقلام المحبة للمملكة ولحكومتها وشعبها، وعلى السفير ألا يحمل لهذا القلم غلا أو يرصد اسم كل من يختلف معه فى الرأى فى قائمة سوداء تستبعده عن حضور اللقاءات التى تتم داخل البيت السعودى بقصد التواصل وتوطيد علاقات الحب بين البلدين.
أنا شخصيا ليس بينى وبين السفير السعودى خصومة، لكن لله فى لله الرجل لا يهضمنى بسبب مقال عاتبته فيه على الاحتفالية التى أقامها فى سفارته بمناسبة اليوم الوطنى عندهم، فى الوقت الذى تمتلئ فيه شوارع «منى» فى مكة بجثث ضحايانا الحجاج بعد حادث «منى»، وقد تعفنت، وضاعت معالمها.. وكان من باب أولى أن يشاركنا آلامنا وأحزاننا عليهم، ويؤجل هذا الحفل.. هذا هو السبب فى «قمصته» منى، وأحمد الله أننى لم أطالبه يوما بتأشيرة زيارة أو حج لأحد معارفى أو أقاربى، ولم أقدم له قوائم كغيرى لأحصل لهم على تأشيرات من باب المجاملة.. لذلك لم أعط اهتماما لمقاطعته لى، لأننى لست صاحب مصلحة، ولا أحب أن أكون.
مع أنه يعرف مواقفى التى هى حق للمملكة على كل كاتب نزيه.. يعرف وقفتى من قضية المحامى المصرى الذى ضبط فى مطار جدة بكميات من المخدرات، وادعت أخته أنه تعرض للسحل والتعذيب، وأن هذه القضية ملفقة له من رجال الجمارك السعودية.. وقد أظهرت نتائج التحقيقات والاعترافات التى أدلى بها المحامى فى حضور قنصلنا فى جدة حقيقة الواقعة.. آلمتنى الافتراءات المكذوبة التى تبناها عدد من البلطجية وتجمهروا أمام سفارة المملكة بالقاهرة.. فاضطر السفير إلى مغادرة القاهرة مستاء من هذا التجمهر.. لم يتوقف هذا القلم عن تصحيح صورة الواقعة لدى الشارع المصرى الذى كان غاضبا ورافضا أى احتجاج ضد المملكة.
المصيبة أن السفير يعرف بمواقف كثيرة لى ولم يعلق، وآخرها موقفى من إيران يوم أن خرجت علينا وهى تطالب بتدويل الحج وانتزاعه من المملكة فى أعقاب كارثة «منى» ويومها طالبت العالم الإسلامى بأن يشجب هذه الدعوة الباطلة، ويتصدى لها، ويؤيد السعودية بأن تنظيم الحج حق من حقوقها الشرعية، يكفى أنها تشرفت باحتضان الحرمين، ومن يطل على مشاريع عمارة وتطوير وتوسعة الحرمين الشريفين، يجد أنها دخلت فى مئات المليارات لراحة ضيوف الرحمن.. ومع هذا لم يعترف صاحبنا بهذه المواقف التى هى حق للمملكة، وليست مَنًّا.
على أى حال، هذه الصحيفة وهذه المساحة تشهدان على مواقف عديدة ساندت فيها السفير الذى أصبح ينسى أو يتناسى.. ومع ذلك لم تعد تصرفاته أو أنه يضع اسمى فى قائمته السوداء لها وزن عندى، لأن كرامة القلم من كاتب هى الأكبر وزناً.. يكفى أننى استمتعت بتصريحات خادم الحرمين الشريفين لرجال الإعلام فى المملكة.. كم رأيته عظيما فى تواضعه وسعة صدره.. لذلك طالبت سفيره فى القاهرة أن يكون صورة مثله فى التواضع وسعة الصدر!.