يجب ألا يحزن الرئيس لتعبير عابر. نطق به أحد المذيعين. المذيع يرتجل معظم الوقت. المذيع ليس عليه حرج فى أن يخطئ. أولاً وأخيراً هو مجرد مذيع فى الفضائيات. مع كثرة الفضائيات. أصبحت هناك ندرة فى المذيعين. ندرة تتطلب دفع مبالغ من المال لم نسمع بها من قبل. أصبح أجر المذيع الشهرى يتقارب من كشف مرتبات شركة أو مؤسسة ولكن مع ازدياد المواهب. وبالتعرف إليها سيستقر الحال وتعتدل الأجور. أما ارتجال الرئيس. فهذا شىء آخر. الرئيس هو الدولة. الدولة لا ترتجل. لا اعتراض على الأسلوب. له أن يختار أسلوبه. الاعتراض قد يكون على العفوية. إلا إذا كانت مدروسة ومن خلال إعداد مسبق. أعتقد أن الرئيس حتى إذا ارتجل- فهو ارتجال مقصود. ارتجال مدقق ومدروس. الرئيس يتمتع بشعبية تزداد كلما تكلم. كلما شاهدناه. نبرة صوته مصدقة. ولذلك يجب أن يكون حريصاً كما وعد على الخطاب الشهرى. حتى لو كان من خلال الراديو فقط. بلا تليفزيون.
■ ■ ■
نقطة الشكوى. فهى فى أن الحلقة حوله تضيق مع مرور الوقت. كان متاحاً للجميع. يستمع لكل رأى. خصوصاً على من يمكن أن يقترب من عقله وذهنه. من حوله كانوا حريصين على ذلك. أصبح الآن منشغلاً بالتنفيذ ذاته. إذا نفذ هو فمن يستمع إذاً؟ من يوجه بالأفكار السديدة. المشكلة والمأساة أيضاً. أن عقله وذهنه يجب أن يكون مفتوحاً طول الوقت. يستقبل أى إشارة مضيئة. بها يستطيع تعديل مسار. تطوير وسيلة. اختصار طريق. تحقيق هدف أبعد مما يرمى إليه المنفذون. ليس مطلوباً منه الابتعاد عن اجتهادات الآخرين. ثم ينتهى الأمر أن يكون هو مخترع الأفكار. كان من حوله حريصين جداً على هذا التواصل. كيف ينفذون ذلك والرجل غير متاح. غير متاح لأفكار من خارج الدواوين. من خارج القنوات الرسمية المعتادة.
لا يوجد فى العالم من يخترع أفكاراً من فراغ.. يوجد فقط من يعجب بفكرة فيطبقها فى مجال آخر. يضيف إليها. هكذا يكون التراكم الإنسانى على مر التاريخ.