x

محمد أمين خناقات الحوارى! محمد أمين الأحد 01-11-2015 21:18


الخناقات فى الإعلام أصبحت تشبه خناقات الحوارى.. تصل فيها التجاوزات إلى الشتائم والردح.. منها خناقات بين مذيعين، آخرها بين ريهام سعيد وإيمان الحصرى.. وهناك خناقات بين قنوات وتليفزيونات.. آخرها خناقة التليفزيون الرسمى مع (mbc).. أصبح الإعلام فرجة للرأى العام.. كل فريق يريد تكسير عظام الآخر.. فى النهاية هناك سباق على تورتة الإعلانات.. البيزنس رهيب يستدعى فعلاً حالة الحرب!

تلقيت عدة تعليقات على مقال أمس.. كنت انتقدت فيه تأخر تليفزيون مصر عن سكاى نيوز والحدث وروسيا اليوم، مع أن الطائرة سقطت على أرض مصر، واستغربت أن رئيس الوزراء أبلغ الوكالة الفرنسية، ولم يُبلغ الوكالة المصرية الرسمية.. الصديق الدكتور خالد حسن قال: عايز الصراحة؟.. الإعلام المصرى انتظر ليعرف وجهة نظر الدولة فى سقوط الطائرة، لكى «يظبط» وجهة نظره.. إنها عملية «تظبيط»!

أما الدكتور سامى سعد فرأى أنها «خيبة».. وشرح فكرته بإيجاز، فقال: «رئيس التليفزيون السيد عصام الأمير بدلاً من الارتقاء بمؤسسته- التى ثبت تدنى مهنيتها يوماً بعد يوم- حريص كل الحرص على كرامة شكلية، يرى أنها أُهدرت ببرنامج ساخر، تناول تدنى مهنية التليفزيون، فى إحدى الفضائيات، ويصر سعادته على اعتذار علنى!.. يا أخى عالج مثالب مؤسستك، لتفرض احترامها أولاً، قبل أن تدخل فى معركة»!

وكنت قد طالبت عصام الأمير، أمس، بأن يتقدم باحتجاج لرئيس الوزراء.. خاصة أنه لم يخُصّ تليفزيون الدولة بالخبر، وهى ليست مسألة شكلية.. وقلت إن الحس الإعلامى لا يقل أهمية عن الحس السياسى.. خاصة إذا كان يتعلق بكارثة إنسانية تمس الأمن القومى، وتمس الاقتصاد القومى، فى الوقت نفسه.. الكلام الآن أصبح عن ضرب السياحة، كما أصبح يتكلم عن إسقاط الطائرة وليس سقوطها.. والفارق كبير!

كما تلقيت تعليقاً من الأستاذ أحمد أبوشادى قال فيه: «عمودك، أمس، أثار قضية من أخطر وأهم ما تعانى منه مصر منذ سنوات.. وهى تَخَلُّف منظومة الإعلام (صحافة وإذاعة وتليفزيون)، ومعها الإبداع السينمائى، والمسرحى، والفنى بشكل عام.. وليس من العدل لوم الحكومة الحالية على الانفصام، الذى وقع بينها وبين الإعلام فى مصر، والذى يقترب أحيانا من درجة الجفاء، وربما العداء.. إنها جريمة الحكومات المتعاقبة!

السبب فى ذلك أن منظومة الإعلام المصرية الرائدة قبل 1952 تم اغتيالها بالتأميم، والاضطهاد والنفى، ثم عادت للازدهار شكلياً، من خلال منظومة الإعلام التعبوى، التى مَوَّلتها الدولة الشمولية، واعتمدت فى إدارتها وإنتاجها على مواهب وكفاءات تربت وتعلمت قبل 1952، ثم رحلت واندثرت.. كما أن تدمير منظومة التربية والتعليم، والانهيار الذى طال كافة المرافق، أدى لانهيار المنظومة الإعلامية، فتَخَلَّفت كما نرى»!

خناقات الحوارى سهلة، والنفاق استسهال لا يبنى وطناً.. وبدلاً من الدخول فى خناقات، علينا أن نعمل بجدية.. المهمة شاقة، ولكنها ليست مستحيلة.. فلنبدأ بقناة تليفزيونية واحدة اسمها «مصر الإخبارية»، وإذاعة بنفس الاسم.. ساعتها لن يكون عندنا وقت للخناقة، أو الكلام عن الريادة.. سيبوكم من المعارك الجانبية!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية