■ رغم خيبة الأمل فى «مؤسسة الرئاسة».. التى انفردت بالسلطة.. وتجاهلت أهل الخبرة وأصحاب التجارب، من المتخصصين المبدعين أصحاب الخيال!! ورغم الصدمة والذهول من غياب «الرؤية» فى أبسط معانيها، وهى ترتيب الأولويات.. أخشى أن نكون حالياً (عاملين زى عيِّـل ورث من أبوه «هيكل خرسانى» لعمارة سكنية.. ولاد الحلال نصحوه إنه: يستلف من البنوك، ويبنى عمارة جديدة «باسمه هو».. الفلوس خلصت قبل تشطيب الجديدة.. فى النهاية لقى نفسه مالك لهيكلين خرسانيين.. فعجز عن السَّـداد ودخل السجن، فحجزت البنوك على الهيكلين) وأصبح كمن رقص على السلالم!!
■ ورغم أن «حكومة ورا حكومة» ثبت لنا أنها مجرد «سكرتارية» تتحرَّك بتوجيهات السيد الرئيس.. ولا تملك من أمرها شيئا (بلا مبادرين أو خلاَّقين)!! والحكومة الحالية بالذات خرساء.. فاقدة النطق والطعم واللون.. حكومة (مالهاش دعوة بأسئلة الشارع ولا تساؤلات الناس).. حكومة صمَّـاء، لا تسمع أوجاع المصريين وبؤسهم.. وجايبين محافظين (على ما تفرج) وبلا صلاحيات.. وسايبين الفساد للحلقوم بالأجهزة الإدارية.. وبيتفَّرجوا على بلد متكتِّفة (مصانع بتقفل، ومزارع بتفلِّس، وشباب ضايع)!!
■ ورغم وجود «إعلام» ثلاثة أرباعه يستحق «الإعدام»، لما «يبثُّونه» من «انحطاط» وجهل وتخلُّف وسموم، وشق لصفوف المجتمع (ولا أحد يُبالى)، بالعكس تجد بعضهم فى مُقدمة الصفوف، وأغلبهم لا يستحق أكثر من أن يكون «مُنادى ميكروباص»!!
■ ورغم أن «النُخبة» فشلت فى أن تتجمَّع، لتقدِّم «مشروعاً حضاريا متكاملاً».. يحتوى على مشروعات قومية: فى التعليم والبحث العلمى.. فى الزراعة والصناعة والتجارة.. فى الطاقة والثروات المحجرية والمعدنية.. فى العلوم والفنون والثقافة والآداب.. فى الرياضة ودور الشباب.. فى كل مناحى حياتنا ولمستقبلنا (باستثناء بعض الأفراد والمجموعات) التى أجهدت نفسها، وأعدت «تصوُّرات» ودراسات، لم تجد من يطلبها أو يستعين بها!!
■ ورغم أن «الشعب» أدار ظهره لفقده الأمل.. بعد أن كان مُستعداً، منذ عام مضى، أن «يُـشمِّر» عن سواعده، من السابعة صباحاً، ثقة وحُباً فى الزعيم والقائد (الذى خلَّصه من جحافل التتار، المتآمرين.. أعداء الواطن والدين) وهذا الشعب (معروف أنه لا يتحرك إلا فى حالة الخطر، أو حول «مشروع» قومى كبير) للأسف وصلته رسالة قالت له: (ريَّح نفسك.. أنا هعمل كل حاجة نيابة عنَّك).. إنت أُقعد «أيَّدنى وحبِّنى» واللى يتكلم عليَّه أو ينتقدنى سكِّته، قول له: سيب الراجل يشتغل!!
■ رغم كل ذلك وأكثر.. مازال عندى أمل.. إزاى؟
بقول لنفسى: يمكن الرئيس يُعيد حساباته.. ليه؟
لأنه وعد الشعب: أن يصبُر عامين: ليرى «بشاير» الإصلاح.. ليتذوَّق ثمار التنمية.. ليصل جنيه فى جيبه!!
وبما أن الرئيس مُلتزم بوعوده، ولا يُمكنه أن يخذل شعبه.. وبما أننا مُجمعون على أن مصر حبلى بالكنوز والموارد المُهدرة، وبالعقول الفذة المُستبعدة (التى تُقدَّم لكل مُشكلة ألف حل).. وبما أن «العد التنازلى» للعامين قد بدأ.. فحتما سوف يتنبه أن الوقت قد سرقه وسرقنا جميعاً، ولا مفر من تغيير منظومة «إدارة الحكم»، والحاشية البزرميط!!
وبالمنطق السليم.. أتوقَّع تغييرا جذريا (بكسر الدائرة التى أحاط بها نفسه، أو فُرضت عليه بشكل أو بآخر) وأنه سينفتح على خبراء مصر المتخصصين، ويطلب مشورتهم، وتكليفهم كمتطوعين، لوضع «رؤية» لمستقبل مصر، تنتُج عنها «خطط» و«سياسات» و«برامج» و«آليات» «وبرامج زمنية محدَّدة»، «وقواعد للمحاسبة»، «وشخوص» للتنفيذ ينطبق عليهم المواصفات والمعايير العالمية وإن لم تجدهم نستأجرهم من الخارج (رئيس البنك المركزى البريطانى «كندى»، ونائبته مصرية/ إنجليزية)!!
■ باختصار:
بعد 16 شهرا من حُكم الرئيس السيسى، الذى أعطاه الشعب ثقة وحُبا مُطلقا.. وجب علينا أن «نُُنبِّهه» ولا أقول نُحذِّره من أن الوقت كالسيف، والسيف على رقابنا جميعاً.. فلم يُعد لنا أمل فى الإنقاذ سوى أن «يُغـيِّر» طريقته فى الحكم.. بالتخلى عن «الانفراد بالسُلطة» حتى لا يُحمِّـل نفسه ما لا طاقة له به!!
ووجب علينا جميعاً أن نتحمَّـل مسؤوليتنا أيضا كمتطوعين «خدامين لمصر» لنفتح صفحة جديدة.. نُعيد فيها ترتيب الأولويات، وتحديد المسؤوليات!! فيكفى الرئيس ملفاَّت هو ناجح جدا فيها.. زى: استعادة مصر لدورها الإقليمى، وإعادة بناء الجيش وتسليحه، وملف الإرهاب.. بالإضافة لأخطر الملفات وهو: سد خراب مصر (الذى فشلنا فيه)!!
■ والحكومة: تقوم بدورها فى إدارة شؤون البلاد والعباد، لإنقاذ الوطن من اضطرابات اجتماعية قادمة.. ستؤدى إلى «فوضى».. مصر لا تتحملها.. وواجبنا من الآن تفاديها!!
ومجلس النواب: يُشرِّع لنا حزمة قوانين يومياً لتنفيذ الدستور (المركون) لنتخلَّص من أخطر تحد (واقف حالنا) وهو: الـ 401 ألف قانون وقرار، من أيام الهيمنة العثمانية مرورا بالترزية من سنة 1952 حتى اليوم!!
■ صدقونى: الفُرصة مازالت سانحة.. قبل أن تمر الأيام والشهور.. لأننى أخشى أن يكون عنوان المقال فى يونيو القادم هو: «فااات المعاااد.. فاااات، وبقينا بُـعااااااااد».. وهو نفس العنوان لمقال كتبناه مرَّة للمخلوع، ثم للمشلوح !!.. أرجو وأتمنى وأدعو ألاَّ نُكرِّره مرة ثالثة!!
■ السؤال: بعد كل هذا الإحباط نقدر نخلِّيها قد الدنيا بجد؟
الإجابة: نقدر ونُص.. كل المطلوب «رؤية» نتوافق جميعاً عليها.. تُبعدنا عن العشوائية، والرؤى الشخصية.. وتجعلنا جميعاً مشاركين، مسؤولين.. ولهذا أقول: لسه الأمانى مُمكنة!!
اللهم إنى قد بلَّغت، اللهم فاشهد!!
■ ملحوظة: للسفر خارج البلاد.. أعتذر عن عدم الكتابة.. وأستأذنكم بقراءة على النت لمقالات سابقة بعنوان «حلم قابل للتحقيق» بتاريخ 31 مارس 2008 بـ«المصرى اليوم»، وفيها قُلنا لمبارك: إن الثورة ستحدث فى 2011 (وماسمعوش الكلام)!!
والثانية لمرسى بعد إعلانه الانقلابى على الدستور، وقُلنا له: يا تهرب.. يا تسلم نفسك لأقرب قسم شرطة.. تحت عنوان: «ليلة القبض على مرسى» قبل القبض عليه بأربعة أشهر (بجريدة الوطن)!!
■ هتسألنى: بتعرف قبلها إزاى؟
هقولك: «يا عزيزى تعلَّمنا من الصغر: «أن المُقدمات تُظهر النتائج».. ما عليك إلا أن تقرأها وتتفحصها بدقة وعناية!!
■ باى.. باى.. ونلتقى على خير، ومصر فى أماااان إن شاء الله.