«يعملها» أردوجان، و«يقع» فيها الشعب الغلبان.. الشعب هو الذى راح ضحية غدر الإرهاب.. لم يسقط واحد من رجال الحكم فى تركيا.. لم يسقط ابن الرئيس، ولا ابن الوزير.. سقط بسطاء الناس فى الشارع ضحية الإرهاب.. طبعاً مش معقول داعش تضرب بشار، وتطبطب على أردوجان.. داعش تضرب أى نقطة ضعيفة.. تبدأ بمن ربَّى الأفاعى أولاً.. لأنها تعرف أنه خسيس أيضاً.. وهكذا كان أردوجان!
الانفجارات التى وقعت فى قلب أنقرة أصابت قلب أردوجان.. رسالة واضحة لكل من يُربِّى الأفاعى.. رسالة أيضاً لمن موَّلوا داعش من حكام العرب.. لا نريد أن يحدث لهم ما جرى فى تركيا.. ولا كنا نريد أن يحدث ما حدث فى تركيا.. المسلم الحقيقى لا يشمت.. الإنسان الحقيقى لا يشمت.. لا أحد يشمت فى الموت، إلا الإخوان.. وجودهم فى تركيا سوف يكون بلاء على تركيا.. قد يُعجِّل برحيل أردوجان مبكراً!
هالنى عدد الضحايا.. اختيار الزمان والمكان مدروس بعناية.. فقد وقعت التفجيرات وقت ذروة.. الضحايا بالعشرات، والجرحى أضعاف ذلك.. حتى كتابة السطور زاد العدد على 90 قتيلاً.. العدد مرشح للزيادة.. معناه أنها كانت مجزرة.. معناه أن أردوجان ينبغى أن يقدم كفنه أو استقالته.. ينبغى أن يعرف حدوده.. معناه أنه ينبغى أن يراجع مواقفه من جديد.. الضرب أصبح فى القلب.. لا فى الأطراف!
أنحنى لموقف مصر المحترم.. لم تلعب سياسة.. قدمت نموذجاً أخلاقياً.. لا تشمت.. إنما تجدد موقفها الرافض للإرهاب.. لعل أردوجان يستوعب الدرس.. حكام العرب ينبغى أن يفهموا الدرس أيضاً.. اللعب بالنار يحرق أصابع من يلعب بها أولاً.. السعودية ينبغى أن تستوعب ما جرى.. تغيير السياسات فجأة يخلق المتاعب.. ويجلب وجع الدماغ.. دعوة القرضاوى تُشجع كل الدواعش، ولا تغيظ مصر!
الدعم الأردوجانى لداعش لم تسلم منه تركيا.. دفعت الثمن من دم أبنائها.. تمويل داعش من أموال البترول لا يُعفى الممولين من الدمار.. يجعلهم فى مرمى النيران أيضاً.. لا شىء شفع لأردوجان ولا لتركيا.. لا شىء سوف يشفع للسعودية.. داعش تعض اليد التى تُطعمها.. على السعودية أن تنتبه.. تركيا مثلاً استضافت الجرحى.. وباعت لهم النفط.. حرضتهم على سوريا، وفى النهاية ذاقت المرار!
الإرهاب لا دين له.. صنعته أمريكا وموَّله حكام البترول.. بدءاً من أفغانستان، وحتى سوريا، وليبيا.. مروراً بالعراق طبعاً.. صحف أمريكية اعترفت بأن المخابرات الأمريكية «C.I.A» مولت داعش لإسقاط بشار.. مولت أيضاً المعارضة بالسلاح.. داعش اعتبرت سوريا بوابة أوروبا.. فلما استعصت بعد دخول القيصر الروسى بقواته، وجدت تركيا أقرب.. وجدت أنها النقطة الأضعف.. البديل هو الإطاحة بأردوجان!
خريطة العالم الآن مثل رقعة شطرنج.. عندما تقول كش ملك يسقط الوزير.. وعندما تقول كش وزير يسقط الحصان أو الطابية.. هناك خسارة لا محالة.. فمن سيخرج أولاً: بشار أم أردوجان؟.. ثانياً على أى حصان تلعب السعودية؟.. وتلعب مع من؟.. هل تضرب فى سوريا وفى اليمن؟.. مش على قد لحافك تمدد رجليك؟!