x

سليمان جودة تختبئ خلف جابر نصار! سليمان جودة الجمعة 09-10-2015 20:45


سياسة الطبطبة التى تمشى عليها الدولة، مع السلفيين، وغير السلفيين، لن تؤدى بها، ولا بنا، إلى شىء أبداً، وإذا أدت إلى شىء، فسوف يكون هذا الشىء هو العودة إلى المربع صفر، بكل ما وراءه من أهوال!

آخر وجه من وجوه سياسة الطبطبة هو قرار اللجنة العليا للانتخابات، بعدم السماح للمنتقبة بالتصويت فى الانتخابات المقبلة إلا بعد كشف وجهها!

ورغم أن القرار، من حيث شكله، يستحق الإشادة، إلا أنه، من حيث مضمونه، يكشف لك عن مدى الضعف الذى وصلنا إليه، كدولة، وليس أدل على ذلك، إلا أننا لا نملك الشجاعة الكافية لأن نقول للأعور، فى عينه، إنه أعور!

ولو امتلكنا مثل هذه الشجاعة لكان الأجدى أن نقول بكل وضوح وقوة، إن المنتقبة ممنوعة أصلاً من دخول أى لجنة، بل ممنوعة من دخول أى مكان عام بنقابها، وإنها إذا كانت تراه حرية شخصية، فحريتها الشخصية فى بيتها.. وبيتها فقط.. وليس فى أى مكان آخر!

ولكننا كدولة، مكسوفون كما ترى، ونطبطب على المنتقبة وغير المنتقبة، كما تشاهد، ونتكلم فى الموضوع بخجل وحياء شديدين، كما يبدو لك، ونكاد نقول للمنتقبة: حقك علينا.. لكن بعد إذنك، كمنتقبة، حاولى أن تكشفى وجهك يوم التصويت.. حاولى لو سمحتِ، وبعد إذنك.. وفى ساعة التصويت فقط.. فهل رأيت أنت خواء أكثر من هذا؟!

هل تنصلح أمور دولة بحجم مصر، بمثل هذه «الليونة» فى التعامل مع أمور خطرة كهذه؟!.. إن كلمة «الليونة» هى أقل لفظة يمكن استخدامها من جانبى، فى هذا السياق، ولو شئت من ناحيتى، لوصفت الأمر بما يجب أن يوصف به فعلاً، وأظن أنك تعرف هذا الوصف، وأنك تحس به، فى كل لحظة من حياتك!

إن الدكتور جابر نصار أثبت أنه يملك من الشجاعة أكثر مما تملك الدولة كلها، وإلا فما معنى أن يقرر هذا الرجل الشجاع منع المنتقبات من إلقاء المحاضرات فى جامعة القاهرة، فيكتشف عند الجد، ونكتشف معه، أنه تقريباً يخوض المعركة وحده، وأن الدولة تخذله، وأنها تستحى من الوقوف بجانبه، بدليل أننا لم نسمع من مسؤول كبير فى الدولة.. أى مسؤول.. أن النقاب ليس قضية الدكتور جابر بمفرده، وأنه قضية دولة بكاملها، تريد أن تطبق القانون فى كل جامعاتها، دون استثناء، وفى أماكنها العامة جميعاً، وأن النقاب ممنوع بحزم فيها كلها، وأن قراراً للمحكمة الدستورية العليا فى مايو 1996، يؤيد الدولة، ويدعمها، ويسندها فى هذا الاتجاه، وأنه إذا كانت هناك منتقبة تراه حرية شخصية، ففى بيتها، ومع نفسها!

هكذا تُدار الدول، التى تريد أن تكون لها مكانة تحت الشمس، أما إذا لم تكن تريد، مثل حالتنا، فإنها تختبئ خلف جابر نصار!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية