x

جيهان فوزي الحمل الوديع «بيبى» جيهان فوزي الجمعة 09-10-2015 22:46


غريب أمر بنيامين نتنياهو، لديه قدرة عجيبة في قلب الحقائق واخراج نفسه من دائرة الاتهام إلى تقمص دور الضحية المجنى عليه، يتهم نتنياهو الفلسطينيين بأنهم يحرضون على الارهاب والعنف ضد المستضعفين في الارض المستوطنيين واليهود الآمنيين الوديعيين الودوودين الذين لا حول ولا قوة لهم أمام الارهاب الفلسطينى !!

لذا ليس هناك من مفر أمام حكومته سوى اعلان حالة التأهب القصوى والاستعدادات المكثفة، لمواجهة موجة جديدة من الارهاب الفلسطينى غير المنظم «انتفاضة ثالثة» الذي يشجعه التحريض على الكراهية من جانب السلطة الفلسطينية وحركة حماس وبعض الدول العربية!! وليس أمامه من مفر سوى الحزم في مواجهة العنف والتلويح بالعصا طوال الوقت حتى لو لم يكن هناك حلول سحرية تطل في الأفق على المدى المنظور لمحاربته .

نتنياهو يتوعد الفلسطينيون «الارهابيين المتوحشيين» بالضرب بيد من حديد واطلاق يد الجيش الاسرائيلى بلا ضوابط حتى ينتصر على ارهابهم الوحشى، المستوطنون العزل الذين يريد نتنياهو حمايتهم من هذا الوحش المتمدد في القدس والضفة الغربية الذي يحرم شعبه من نعمة الاحساس بالأمن والأمان، هذا الشعب الوديع الذي لا يتشكل من متطرفين يمينيين عنصرين، ولا من حاخامات تدعو ليل نهار لابادة الفلسطينيين، ولا من مستوطنيين يعتدون على الأرض والعرض يقتلون كل يوم ويعيثون فسادا ويحرقون كل ما تطاله أيديهم حتى الأطفال الرضع !!

نتنياهو يريد تطهير الأراضى المقدسة من هذا الروث المسمى بالفلسطينيين، فلا مكان لهم بين أبناء شعب الله المختار الآمن الوديع ومزاحمته في أرضه المقدسة التي وجدت خصيصا له، ولا تستقيم الأمور إذا ما استمر هذا الصداع المسمى بالسلطة الفلسطينية التي تذكره بعار التزامات واستحقاقات دولية أبرمها أسلافه من رؤساء الحكومات، أراد التنصل منها ومحوها من مجلدات التاريخ ووثائقه، الفلسطينيون مجرد نبت شيطانى طفيلى يريد مقاسمة الاسرائيلين قوتهم وأرضهم وسكنهم وأمانهم، فهم مجرد لاجئين لا مأوى لهم , ولا أرض تاريخية تنسب إليهم , ولا تاريخ يجمع شتاتهم , ولا جغرافيا تقتسم معهم نكبة التقسيم الذي جعلهم لاجئى مخيمات موزعين في أصقاع الأرض ليس إلا , فما هذا التطفل والتعدى السافر والاعتداء على سيادة الدولة العبرية الخالصة النقية التاريخية ؟؟!!

ولأن الحمل الوديع «بيبى نتنياهو» يعايش هذه الأيام كابوس الارهاب الفلسطينى الغير منظم الذي يهدد الأمن والسلم المجتمعى الاسرائيلى، والذى يساهم بشكل مباشر في تدهور الوضع الأمنى داخل اسرائيل الوديعة المسالمة التي جل طموحها أن تنعم بالأمن والسلام، فقد قرر اطلاق يد الجيش الاسرائيلى دون ضوابط في اطلاق النار على كل ما يهدد أو يكدر هذا السلم حتى وإن كان بحجر، كما يتباهى وزير أمنه الداخلى «جلعاد أردان» لمواجهة هؤلاء الارهابيين المتوحشيين !

الفسطينيون هم من يصادرون أراضيهم ويتخلون عنها طواعية! يجرفون الأراضى الزراعية ليشيدون بدلا منها المستوطنات واحدة تلو الأخرى حتى اختفت فلسطين التاريخية من الخريطة وتحولت إلى بؤرة جغرافية متطفلة في بحر المستوطنات الشرعية!! وهم من يعتدون على أقصاهم ويقومون بأعمال الحفريات تحت المسجد الأقصى بهدف هدمه وتدميره، هم من يعتدون على أنفسهم ويحرقون بيوتهم وأطفالهم لاستدرار التعاطف الدولى، هم من يقتلون ويعتقلون أنفسهم ويحاصرون مدنهم ويقيمون الحواجز ويمارسون الاعتداءات اليومية دون كلل أو ملل !!

إذن ليس من حقهم الافتراء والادعاء بأن اسرائيل حكومة وشعبا يمارسا القمع والتنكيل بهم!! اسرائيل حمل وديع ينكل بها ليل نهار، وواجبها الدفاع عن نفسها من الارهاب الفلسطينى وأخذ الحيطة والحذر والتأهب والاستعداد لحرب شرسة طويلة الأمد ضد هؤلاء الطفيليين الذين ابتلاهم الله بهم، وأصبح من واجبها القومى محاربتهم وإبادتهم إذا لزم الأمر، وتسليح المستعربين للقبض على الارهابيين منهم وقتلهم أو اعتقالهم أو طردهم أوهدم بيوتهم، فطالما أن اذرع الدعاية والاعلام والاقتصاد يسيطر عليها عتاة اليهود الصهاينة في أمريكا وأوروبا والدول العربية مشغولة بهمومها، والتحالفات الدولية على أشدها بما تقتضيه المصلحة , والعالم كله مشغول بأزماته الاقتصادية وصراعاته السياسية , فلا مناخ أفضل من ذلك ولا فرصة مواتية مثل تلك الفرصة , ولاخوف على شعب الله المختار ولا هم يحزنون!! .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية