x

صلاح الغزالي حرب احذروا فتنة الدستور صلاح الغزالي حرب الأربعاء 30-09-2015 21:33


جملة واحدة قالها الرئيس السيسى فى أحد خطاباته الأخيرة بخصوص الدستور المصرى، خرجت بعدها آلاف التعليقات التى يمكن تقسيمها إلى فريقين.. فريق عبر عنه بوضوح الإعلامى أحمد موسى حين قال حرفياً فى مقال له بالأهرام: «المؤكد أن هناك فى الدستور مواد كارثية لأنها قزمت من دور رئيس الدولة وجعلته مكتوف الأيدى» (!!) و«أنه كتب بطريقة لم تراع مصالح الوطن بالقدر المأمول، ووارد أن تتعطل كل المشروعات وتوقف جميع الاتفاقيات».. هكذا!!

وفريق آخر عبر عنه الكاتب حسام مؤنس فى «المقال»، حيث قال: «إن الهدف من الدعوة لتعديل الدستور هو إجهاض أى إمكانية للتطور الديمقراطى الحقيقى، والعودة إلى النظام الرئاسى المطلق، ويعود الرئيس فرعوناً لا ينازعه أحد».. هكذا!! أيضاً.

وانطلق كل فريق يدعو إلى ما يراه فى كل وسائل الإعلام، ومن هنا يجىء هذا التحذير من هذه الفتنة الجديدة فى هذا الوقت الحرج الذى يتطلع فيه المصريون جميعاً إلى إنجاز الاستحقاق الأخير لخريطة الطريق إلى المستقبل المنشود.. وهو انتخاب البرلمان المصرى الجديد.

إننى أطالب ببيان رئاسى يوضح ما يلى:

أولاً: الدستور - أى دستور - ليس كتاباً مقدساً، وإنما هو اجتهاد بشرى يحتمل الخطأ والصواب ولكن فى نفس الوقت لابد من أن يحترم بعد أن وافق عليه الشعب بالأغلبية الساحقة، وأن يعطى الفرصة الكافية للتطبيق فى وجود مجلس شعب منتخب.

ثانياً: فى الوقت المناسب يمكن بالطبع إدخال بعض التعديلات فى الدستور إذا رأى ذلك ممثلو الشعب فى البرلمان، والأمر فى النهاية سيكون للشعب فى استفتاء حر.. وعلى سبيل المثال فإن المادة الخاصة بوضع شيخ الأزهر، والتى تنص على أنه غير قابل للعزل، من المواد التى أتمنى أن تعدل، لأنه موظف عام، ومن المهم أن تكون له مدة محددة، فلا يوجد - على حد علمى - فى جميع الدساتير موظف غير قابل للعزل!!

ثالثاً: يجب أن يعلم الجميع أن الشعب المصرى العظيم الذى قام بثورتين تاريخيتين لن يرضى بالوصاية، ولن يقبل بعودة حكم الفرد، وسوف يتمسك بحقه فى أن يكون، بنص الدستور، صاحب السيادة ومصدر السلطات.

كما يجب ألا ننسى أن هذا الشعب هو الذى اختار رئيسه بأغلبية قاربت على الإجماع.. كما أن هذا الرئيس أكد، أكثر من مرة، أنه لن يقبل بالبقاء ساعة واحدة فى الحكم إذا شعر بأن تلك هى رغبة الشعب.

رابعاً: التخوف من تركيبة المجلس القادم تخوف مشروع لأسباب كثيرة تتعلق بمناخ سياسى غير واضح الملامح، مع حالة السيولة التى يشهدها الشارع المصرى عقب ثورتين.. ومع ذلك يجب أن نحترم اختيار الشعب لنوابه بحرية كاملة بعيداً عن أى تهديد، أو وعيد، أو ابتزاز من أى نوع.

وتبقى كلمة.. إننا أشد ما نكون حاجة للم الشمل وتوحيد الصف، ولسنا نمتلك رفاهية الحديث عن أمم سبقتنا بعقود من الزمن فى مجال الديمقراطية.. فالطريق طويل، وشاق، ولكن إرادة الشعب المصرى العظيم قادرة بإذن الله على اجتيازه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية