x

تحليل سوانزي 2-1 مانشستر يونايتد: نصف ملعب كرة قدم

نجح مونك في إثبات تفوقه الكاسح على فان جال، ليمنحنا مباراة مثيرة ودسمة تكتيكيًا
الأحد 30-08-2015 23:07 | كتب: لؤي فوزي |
مباراة مانشستر يونايتد وسوانزي مباراة مانشستر يونايتد وسوانزي تصوير : رويترز

تعرض مانشستر يونايتد لهزيمته الأولى في البريمييرليج هذا الموسم بعد أن نجح مضيفه سوانزي في التفوق عليه بهدفين لهدف على ملعب الحرية، ليتقدم الفريق الويلزي للمركز الرابع ويتأخر الشياطين للخامس بفارق الأهداف عن أرسنال وليفربول.


عانى سوانزي من غياب الجناح الخطير مونتيرو بعد أن تعرض لإصابة قبل المباراة اضطرت الإنجليزي جاري مونك مدرب الفريق الويلزي للبدء بروتليدج البديل على الجهة اليسرى، بينما إستمر غياب كلٍ من جونز وروخو عن دفاع الشياطين ليستمر بليند في موقعه كقلب دفاع بجانب سمولينج.

الرسم الذي وضعه فان جال لثلاثي الوسط جاء على غير المتوقع، فبدأ بثنائي إرتكاز من شنايدرلين يتقدمه شفايني في تكرار لنفس خطأ المباراة السابقة أمام نيوكاسل، ولا نعلم كم نقطة سيخسرها فان جال قبل أن يدرك خطأ هذا التكتيك خاصة مع وجود بليند في قلب الدفاع، تقدم ثنائي الوسط الرائع هيريرا كصانع ألعاب وحيد خلف ثلاثي الهجوم روني، ماتا وديباي.

وكان الأفضل للهولندي العنيد موازنة خط وسطه بتوزيع المهام الدفاعية الثقيلة على الثلاثي شنايدرلين، شفايني وهيريرا في مثلث تقليدي يترأسه شنايدرلين جهة مرماه، ورغم أن المهام الدفاعية كانت موكلة لكل من الفرنسي والألماني إلا أن حالة شفايني البدنية المزرية وضعف مساندته لشنايدرلين في التغطية شتت جناحي الشياطين ديباي وماتا بين واجباتهم الهجومية وتلك الدفاعية، وعطل ديناميكية الفريق الهجومية في كثير من أوقات المباراة، بالإضافة لأنه كوّن مع شو المتقدم دائمًا وبليند التائه الثغرة التكتيكية الأبرز في المباراة، والتي تعد جريمة تكتيكية في وجود لاعب كأندريه أيو في نفس الجهة، وكان من الحكمة تبديل مراكز شفاينشتايجر وشنايدرلين، ليتمكن الألماني من التقدم بأريحية جهة اليمين الآمنة بوجود سمولينج ودارميان، ويتفرغ الفرنسي الرائع لسد تلك الثغرة بمجهوده الدفاعي الوافر.

على الناحية الأخرى عانى مونك من كارثة إسمها فردريكو فرنانديز، الأرجنتيني الدولي كان أسوأ لاعبي فريقه – وربما البطولة – في كأس العالم الأخيرة، ولم يستدعه مارتينو مدرب منتخب بلاده للكوبا الصيف الماضي من الأصل، ولم يكن التعاقد معه فكرة صائبة بأي حال من الأحوال، فكان نقطة ضعف الفريق الويلزي الوحيدة طوال المباراة وأرهق رفيقه آشلي ويليامز الذي تكفل بتغطية كل أخطاء الأرجنتيني تقريبًا ليستحق أعلى تقييم في دفاع الفريق الملقب بـ«البجع».

بدأت المباراة بهياج هجومي من الشياطين فحاولوا تسجيل هدف مبكر يصدر الضغط لخصمهم العنيد، جاءت أولى فرص اليونايتد في الدقيقة 2 بتسديدة ديباي الذكية من ركلة حرة للشياطين نجح فابيانسكي في التصدي لها، نجح مونك مدرب الفريق الويلزي في إمتصاص فورة الشياطين وهدأ إيقاع اللعب نسبيًا حتى الدقيقة 19 عندما لاحت لروني فرصة للإنفراد بالمرمى من تمريرة شو الخرافية خلف فرنانديز، ولكن رعونة الجولدن بوي سمحت لويليامز بإنقاذ الموقف ببراعة، بعدها بدقيقتين ظهر هيريرا في أول لقطة عندما إستلم كرة ديباي على حدود المنطقة ونجح في تمريرها وسط ثلاثة مدافعين لماتا غير المراقب، لكن الزاوية الصعبة لم تساعده على التسجيل وسدد في الشباك الجانبية.

بدأت المرحلة الثانية من خطة مونك للتحكم في سيناريو المباراة، فأعلن لاعبو سوانزي أن الشياطين قد نالوا فرصتهم وأن دورهم قد حان، استخلص شيلفي المتألق الكرة من ديباي ليمنح أيو فرصة لهجمة مرتدة، إستغل الغاني المتعملق المساحة خلف بليند المتقدم بلا أي داعي ليمرر بوجه قدمه الخارجي واضعًا جوميز في مواجهة مباشرة مع المرمى، في جملة تكررت أكثر من مرة تحت نظر فان جال، لكن المهاجم الفرنسي سدد بقوة في المدرجات، صنع شيلفي الخطورة مرة أخرى من ضربة حرة مررها أرضية لجوميز داخل منطقة الشياطين، ليهيئها الفرنسي بشكل رائع لسيجوردسون الذي مرت تسديدته بجوار القائم، ثم عاد جوميز من نفس الجهة ليراوغ بليند وسمولينج ويسدد في القائم في أخطر فرصة لفريقه في الشوط الأول، أعقبتها تمريرة هيريرا الأرضية لروني خلف فرنانديز للمرة الثانية، ولكن لمسة نجم الشياطين لم تكن كافية لإسكانها الشباك.


الجملة التكتيكية المتكررة والتي تمكن مونك من تكرارها حتى نجحت في ظل غيبوبة فان جال وتظهر ثغرة أخرى خلف دارميان فشل مونك في إستغلالها

إنتهى الشوط الأول المتكافىء في الفرص تقريبًا بعد أن إنحصر اللعب في جهة واحدة للفريقين دفاعًا وهجومًا، وكأن المباراة أقيمت على نصف ملعب فقط لا غير.

انحصر اللعب في نصف الملعب الأيسر هجومًا ودفاعًا للفريقين



بدأ الشوط الثاني ساخنًا، لم تمر سوى أربع دقائق حتى كلل شو مجهوداته الهجومية بعرضية ممتازة أخطأها فرنانديز المتأخر دائمًا ليتركها روني للقادم ماتا على القائم البعيد، ويسجل الإسباني محرزًا الهدف الأول للشياطين، بعد الهدف بدا وكأن لاعبو سوانزي يحاولون الصعود تدريجيًا، فإنحصر اللعب في منتصف الملعب حتى أشرك مونك الجناح كي سونج بدلًا من روتليدج، ليستغل الترحيل الذي يسببه بليند في دفاع الشياطين، والذي يجبر سمولينج – وبالتبعية دارميان على الدخول للعمق للتغطية خلف المدافع الهولندي، تاركين الجبهة اليمنى بلا حماية.


هدف الشياطين الأول - تقدم شو يمنحهم الأفضلية لكن يظل مخاطرة في ظل ضعف تغطية شفايني عكس الجهة الأخرى التي يغطيها شنيدرلين المتأخر

عاد هيريرا بتمريرة ذكية أخرى ليضع ماتا في مواجهة المرمى في الدقيقة 60، ولكن الإسباني فشل في التسجيل، زاد ضغط سوانزي في الجهة اليسرى وبدأ مونك المخاطرة، بعدها بدقيقة أكمل ثلاثي سوانزي الهجومي الأيسر دورة كاملة عكس عقارب الساعة، فتسلل أيو الحر لمنطقة جزاء الشياطين وإحتل سيجوردسون مكانه على الجهة اليسري ليتلقى بينية شيلفي المعتادة ويمرر عرضية أسكنها الجناح الغاني شباك روميرو برأسية ممتازة مستغلًا ميل جوميز جهة سمولينج ليشتته بين تأدية مهام مركزه والتغطية على رفيقه الهولندي، ولم تمر خمس دقائق حتى تكررت المهزلة التكتيكية مرة أخرى من سيجوردسون لأيو الذي مرر كرة بوجه القدم الخارجي لجوميز على القائم القريب أودعها الفرنسي المرمى من لمسة واحدة بعد أن نجح في الهروب من بليند للمرة المليون في ساعة لعب.


هدف سوانزي الأول - دورة كاملة سمحت لأيو بالدخول للعمق لتوفير الكثرة العددية على مدافعي الشياطين مع خروج سيجوردسون لمكان أيو على الجناح

بعد الهدف لاح بصيص من الأمل بعد أن ظهر شنايدرلين للمرة الأولى على الجهة اليسرى من دفاع الشياطين لينجح في إستخلاص الكرة من أيو المندفع، الأمر الذي فشل فيه الألماني الغائب طيلة المباراة، تبدد الأمل في الدقيقة 70 بتغيير ثنائي أجراه فان جال بنزول يانج بدلًا من ماتا وإرتكاب جريمة تكتيكية أخرى بخروج شنايدرلين ونزول كاريك، ليعود الحال لما كان عليه قبل الهدف وتستمر الثغرة بإستمرار شفايني في مكانه الذي بدأ فيه، ما يوحي أن متوسط الميدان الفرنسي كان أكثر وعيًا من مدربه، فجاء تحركه للجهة اليسرى عفويًا بلا تعليمات، ثم أخرج المدرب الهولندي أندر هيريرا الرابط الوحيد بين الوسط والهجوم في ظل غياب أجنحة الشياطين لنصف ساعة تقريبًا، وأشرك فيلايني بدلًا منه ليعلن فشله رسميًا في صناعة اللعب على الثلاث جبهات ويقصر هجوم اليونايتد على الكرات الطويلة للبلجيكي ذي الـ194 سم داخل منطقة جزاء سوانزي.



النتيجة الإيجابية الوحيدة التي جاء بها تبديل فيلايني كانت تحرير روني من مهاجم المهاجم الصريح وهبوطه لمناطق راحته في منتصف الملعب، وبدا وكأن الجولدن بوي تذكر كرة القدم أخيرًا وبدأ في تنويع اللعب ولعب أفضل 10 دقائق له في المباراة، توجها بإختراق رائع من القلب مر فيه من شبح فيرنانديز ليواجه المرمى قبل أن ينقذ ويليامز الموقف كالمعتاد في كرة مثيرة للجدل طالب لاعبو مانشستر بإحتسابها ركلة جزاء.

إنتهت المباراة ولا يبدو أن عناد فان جال سينتهي، قد يكون مفهومًا لماذا يبدأ الهولندي بمواطنه بليند في قلب الدفاع في ظل ظروف إجبارية تمثلت في غياب جونز وروخو، وربما لم يكن الهولندي المظلوم في غير مركزه هو من أفقده نقاط المباراة، بل تكفل بذلك شفاينشتايجر أسوأ صفقات اليونايتد حتى الآن، فخلال 90 دقيقة لم ينجح متوسط الميدان الألماني سوى في تدخلين من أصل 4 كلهم كانوا بعيدين عن ثلث ملعب الشياطين الدفاعي، لم يعترض أي تمريرة أو هجمة، وقام بتشتيت كرة واحدة من الياردات الست أمام المرمى، ولم يبرر ضعف أداءه الدفاعي إنشغاله بالهجوم وصناعة اللعب، فلاعب البايرن السابق لم يسدد كرة واحدة على المرمى ولم ينجح في صناعة فرصة واحدة أو تمريرة بينية طوال 90 دقيقة، لذلك ربما تبدو الآن الأنباء التي ترددت خلال الأيام الأخيرة عن سعي فان جال للتعاقد مع لوكاس بيليا إرتكاز لاتسيو، منطقية إلى حد كبير، لكنها تظل غير مفهومة في ظل إبقاءه على شفاينشتايجر طول المباراة بل وإخراج شنايدرلين أفضل لاعبي اليونايتد في الوسط الدفاعي.


خريطة شفاينشتايجر الدفاعية والهجومية - الألماني لم يحضر المباراة من الأصل وغاب عن كل من التغطية الدفاعية والمساندة الهجومية


على الجهة الأخرى نجح مونك في إثبات تفوقه الكاسح على فان جال، ليمنحنا مباراة مثيرة ودسمة تكتيكيًا، تعاقدات المدرب الإنجليزي كانت رائعة في الصيف الحالي وساهمت في منح الفريق الويلزي شخصيته الهجومية الرائعة، لم يعيبها سوى ضم فرنانديز أسوأ لاعبي فريقه على الإطلاق بما في ذلك الإحتياطيين، ونجاحه في ضم قلب دفاع أفضل سيمكنه من ممارسة هوايته المفضلة في إحراج الكبار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية