x

ياسر أيوب القناة الجديدة وكرة القدم ياسر أيوب الأربعاء 05-08-2015 21:42


تحتفل مصر اليوم بافتتاح قناتها الجديدة التى تبقى قيمتها ومعناها أهم وأجمل وأكبر من أى مكاسب وحسابات اقتصادية مباشرة.. ولا أظن أن لكرة القدم مكانا أو احتياجا وضرورة وسط هذا الاحتفال العالمى الضخم بتلك القناة الجديدة.. ولن يلتفت اليوم أحد لكرة القدم أو حتى سيراها وسط هذا الزحام الأنيق الحافل بالفرحة والأحلام.. ورغم كل ذلك تبقى من حقى محاولة السباحة ضد التيار والتفتيش عن كرة القدم حتى فى ذلك اليوم الذى لا صوت فيه سيعلو على صوت قناة السويس وفرحة المصريين بها.. وقد اكتشفت أنه ممكن جدا باستخدام كرة القدم استرجاع حكاية مصر كلها مع قناة السويس نفسها..

قناة حفرها المصريون لكن الذى أدارها منذ البداية كانوا الأجانب والغرباء.. وبعد الاحتلال الإنجليزى وميلاد الإحساس المصرى المجروح بضرورة التحدى والمقاومة.. لعبت كرة القدم فى مدن القناة هذا الدور بشكل صريح ومباشر.. فتأسس النادى المصرى والإسماعيلى أيضا عام 1920 ثم اتحاد السويس عام 1923 للمحافظة على الهوية المصرية والدفاع عنها فى مواجهة غرباء القناة وخواجاتها وضباط الاحتلال وعساكره.. وفى الثلاثينيات تأسس ناد جديد اسمه بدران فى الإسماعيلية، وبدأ يشارك فى مباريات منطقة القناة مع الإسماعيلى والمصرى واليونان وهوستريا وفورتس وشكاريا والوندرورز والكنال إيريا.. وحين بدأ المصريون مقاومة الاحتلال بالسلاح فى منطقة القناة.. قررت هيئة قناة السويس إعلان حيادها بين المصريين والإنجليز فضمت نادى بدران إليها وتنفق عليه وتغير اسمه ليصبح أوليمبى القناة، وأداره الفرنسى بول بلان وتأهل النادى للدورى الممتاز سنة 1954.. وبعد استقلال مصر قرر عبدالناصر تأميم القناة وأيضا كرة القدم فى هيئة القناة لتعيش الكرة داخل الهيئة أزهى فتراتها حتى جاء عام 1964 ليفوز نادى القناة بكأس مصر ويحقق أول بطولة كروية رسمية لمدينة الإسماعيلية.. وبعد الكأس هبط نادى القناة فى الموسم التالى ثم تكررت حكايات الصعود والهبوط والحضور والغياب ووقع الخصام بين هيئة قناة السويس وكرة القدم.. وبدلا من أن تلتفت هيئة القناة لمعنى ودور كرة القدم وأنديتها الحقيقية مثل المصرى والإسماعيلى واتحاد السويس.. بقى هذا الحرص غير المفهوم على نادى الهيئة الذى لم يعد له أى دور وليس له أى جمهور أيضا.. وبقى ذلك الفكر القديم كرويا وسياسيا واقتصاديا الذى لم يساير أى جديد فى مصر أو العالم كله حولها.. وإذا كانت مصر تحتفل اليوم بقناة جديدة.. فما الذى يمنع الهيئة من الإبقاء على ناديها القديم لهواية موظفيها وعمالها على أن يكون دعمها المالى الحقيقى للأندية الشعبية الثلاثة فى بورسعيد والإسماعيلية والسويس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية