ليست هناك أى مشكلة إن لم يكن لديك ما تكتبه، لأنك وقتها ستجد ألف كلمة ممكن أن تملأ بها أى مساحة من الورق الأبيض.. المشكلة الحقيقية أن يكون لديك بالفعل الكثير الذى تود التوقف أمامه والكتابة عنه ولا تجد مساحة كافية فوق الورق أو تقود من يقرؤك لهذا الخيط الرفيع الذى يربط بين وقائع وأحداث تدور كلها أمامك، وتظن ألا علاقة بينها.. فبينما جاء فرناندو سانز دوران.. المسؤول فى اتحاد الكرة الإسبانى عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. إلى القاهرة الثلاثاء الماضى لتوقيع عقد شراكة بين الاتحاد الإسبانى ودورى بيبسى للمدارس بحضور ورعاية وزارتى التعليم والرياضة، وأيضا الاتحاد المصرى لكرة القدم.. وتم الإعلان أن المتميزين فى هذا الدورى الخاص بالمدارس سيستضيفهم اتحاد الكرة الإسبانى فى معسكرات إعداد وصقل للمواهب.. كان هناك فى نفس الوقت بعض المدربين الذين أرسلهم ريال مدريد الإسبانى للضفة الغربية لتدريب أطفال فلسطين على مهارات كرة القدم.. وكان هناك أيضا.. فى نفس الوقت.. وفد من نادى برشلونة الإسبانى أيضا فى العراق يقوم بتوقيع عقد مع شركة شل لتدريب أطفال مدارس مدينة البصرة وإكسابهم مهارات كرة القدم.. وهناك حكايات إسبانية أخرى وفى أكثر من بلد دارت كلها خلال الأيام الماضية تؤكد أن إسبانيا قررت استخدام كرة القدم مفتاحا لها سياسيا واقتصاديا فى الشرق الأوسط.. وهنا أول درس علينا فى مصر تعلمه وهو أن إسبانيا حين قررت ذلك التفتت للأطفال واستخدام الكرة وأحلامها وغرامها طريقا لقلوب وتعاطف واهتمام وذاكرة أجيال عربية جديدة..
ولم تفكر إسبانيا فى إقامة أى دورات أو بطولات ودية أو مباريات بين الريال وبرشلونة مع أى فريق عربى كما يفكر المسؤولون دوما فى بلدى حين يريدون استخدام كرة القدم لمزيد من التقارب مع دول حوض النيل أو أفريقيا وعربيا أيضا.. أما الدرس الأهم بالنسبة لنا فى مصر فهو عدم الاستخفاف بهذا الأمر، حيث يمكن الاستفادة منه وبنفس القدر الذى تخطط له إسبانيا.. فإذا كان واجبا علينا كلنا الآن أن نتقدم بالشكر لشركة بيبسى ومديرها العام أحمد الشيخ، وأيضا محمد الطويلة كفارس مجهول كان هو والشركة وراء إنجاز كروى ضخم تمثل فى إقامة دورى منتظم لمدة 12 سنة، شارك فيه 960 ألف تلميذ مثلوا 7500 مدرسة.. ونجح المشروع فى تقديم ستين لاعبا محترفا لمصر، أبرزهم محمد صلاح نجم إيطاليا حاليا، وأحمد الشناوى، وأحمد حسن، وحسام عرفات، وحسين السيد، وحسام حسن.. إلا أننا مطالبون أيضا بعد واجب الشكر بالالتفات لما قاله مسؤول الاتحاد الإسبانى حين أعلن استعداد بلاده لتنظيم دورات لتعليم مدربى الكرة أفضل السبل الجديدة للكشف عن المواهب الحقيقية.. فهذا هو ما نحتاج إليه كثيرا وجدا، لأننى لا أصدق أن مصر فقيرة فى المواهب الكروية، إنما هى مشكلتنا وعجزنا نحن عن اكتشافها وأيضا عن رعايتها إن اكتشفناها.. وأتمنى أن يلتفت أحمد الشيخ بكل ما يملكه من إمكانات وطموح لهذا الأمر، وأن يسانده اتحاد الكرة، ووزارة الرياضة، والإعلام الرياضى المصرى أيضا.