x

عن الحلقة (1) من «حارة اليهود»: «المعبد» لكل الأديان (تحليل)

الأحد 21-06-2015 01:58 | كتب: أحمد بلال |
مسلسل حارة اليهود مسلسل حارة اليهود تصوير : آخرون

ركز مؤلف المسلسل في مشاهده الأولى على حقيقة الحياة في حارة اليهود بشكل كبير، فالحارة لم تكن «جيتو يهودي»، كما كان الوضع في أوروبا، وإنما سكنها مسلمون ومسيحيون ويهود، عاشوا إلى جانب بعضهم البعض كمصريين، وفي وقت الخطر لجأوا جميعهم إلى معبدمصري، يتعبدفيه المؤمنون بالديانة اليهودية، ويأوى إليه وقت الخطر المؤمنون بإله اليهودية والمسيحية والإسلام.

وكما أوضحت الحلقة الأولى حقيقة أن حارة اليهود لم تكن «جيتو يهودي» في القاهرة، أوضحت أيضًا أنها بدأت في إرساء أسس أخرى لبناء الأحداث التالية عليها، أهمها أن المصريين اليهود لم يكونوا كتلة صماء، وإنما كانوا منقسمين إلى طوائف دينية، ومتشددين دينيًا ومتحررين، ومنتمين إلى طبقات مختلفة، وحتى علاقتهم بالوطن والصهيونية مختلفة.

لجأ مؤلف المسلسل إلى الرمزية في موقف يهود مصر من قضية الصهيونية، فيظهر ليلى «المريضة بحب الوطن.. مصر المحروسة»، والتي تعيش قصة حب مع «علي»، الضابط بالجيش المصري، الذي يحارب الكيان الصهيوني في فلسطين، والتي تجمع تبرعات للفقراء، وتسلمها لشقيقها الناشط في منظمة «هاشومير هاتسعير» الصهيونية، دون أن تعلم، على ما يبدو، حقيقة نشاطه.

ورغم أن المسلسل بدأ أحداثه بفترة حرب فلسطين، إلا أنه أظهر اليهود المصريين يعيشون حياة طبيعية جدًا كغيرهم من المصريين، وأنهم لم يتعرضوا إلى هذه اللحظة لأي اعتداءات، كما أشار إلى أن هناك من يضمر بهم شرًا، كجماعة الإخوان المسلمين، التي جاء على لسان أحد قياداتها في الحلقة، معلقًا على حماس شباب الإخوان لقتال «اليهود»: «اليهود هنا زي ما هم في فلسطين»، في إشارة إلى استهداف الجماعة للمصريين اليهود، الذين يعيشون جنبًا إلى جنب مع غيرهم من المصريين.

والواقع يقول إن استهداف جماعة الإخوان المسلمين للمصريين اليهود بدأ قبل هذا التاريخ بفترة ليست بقصيرة، وازدادت حدة الهجمات في أعقاب قرار تقسيم فلسطين، الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1947، وشملت الهجمات محلات يملكها مصريون يهود، إلى جانب استهداف الحارة نفسها قبل حرب فلسطين.

أظهرت الحلقة الأولى أيضًا أن ثمة جهدا بحثيا ليس بقليل يقف وراء هذا العمل، إلا أن هذا الجهد يبدو أنه انصب في الأمور المرتبطة بأوضاع المصريين اليهود فقط، دون الانشغال بقضايا أخرى مثل قضية الأسلحة الفاسدة في حرب 1948، التي شككك الكثيرون فيها، وأكدوا عدم صحتها.

على كل حال، جاءت الحلقة الأولى من «حارة اليهود» بشكل جيد وبداية موفقة وأرست أسسا هامة لفهم بقية الحلقات من خلال تقسيم مجتمع حارة اليهود لشرائح مختلفة، سيكون لكل منها مواقفه المتميزة من الأحداث في الحلقات المقبلة.

كتب مسلسل «حارة اليهود»، الدكتور مدحت العدل، ويخرجه محمد العدل، ويشارك في بطولته منة شلبى، وإياد نصار، وهالة صدقي، وريهام عبدالغفور، وسلوى محمد على وسامي العدل، وسيد رجب، وأحمد حاتم، ووليد فواز.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية