واشنطن قلقه من انهيار المفاوضات المباشرة .. والرباعية الدولية تضغط لتجميد الاستيطان

تصاعدت الدعوات الدولية لإسرائيل لتمديد تجميد الاستيطان وأحدثها بيان الرباعية الدولية اليوم الثلاثاء، فيما أعربت السفارة الأمريكية في تل أبيب عن قلق واشنطن من انهيار المفاوضات المباشرة بسبب الاستيطان، وفيما نفي مصدر بالسفارة وجود صفقة أمريكية إسرائيلية تربط تجميد الاستيطان بالإفراج عن جاسوس لإسرائيل في واشنطن «جوناثان بولارد».

فقد دعت اللجنة الرباعية للوساطة للسلام في الشرق الأوسط إسرائيل لتمديد تجميدها للاستيطان معتبرين، بحسب مشروع بيانها الذي أطلعت عليه وكالة رويترز، أن التجميد الذي من المقرر أن ينقضي أجله في 26 سبتمبر الجاري له أثر إيجابي بينما يسعى الجانبان للتوصل إلى اتفاق سلام في غضون عام.

وأعربت الرباعية مجدداً عن أملها في التوصل في غضون عام إلى اتفاق يشهد قيام دولة فلسطينية لها مقومات البقاء جنبا إلى جنب إسرائيل، وحثت الجانبين على الامتناع عن "الأعمال الاستفزازية والتصريحات الملتهبة" ودعا إسرائيل إلى المزيد من تخفيف القيود على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي خطوة يقول البنك الدولي إنها ستكون مهمة من اجل بقاء الدولة الفلسطينية المستقبلية على المستوى الاقتصادي.

وأكد بيان الرباعية أهمية اتفاقات السلام الموازية بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان ودعا الدول العربية إلى "دعم المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية والتقدم على المسارات الأخرى باتخاذ خطوات جريئة لتعزيز قيام علاقات ايجابية في المنطقة كلها ومكافحة العنف والتطرف".

وفيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» أنه يسعى لطرح مشروع قانون يقضي بإجراء استفتاء عام في حال التوصل إلى أي معاهدة سلام مع السلطة الفلسطينية، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لا ينوي المشاركة في مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين المقررة هذا الأسبوع في نيويورك.

جاء ذلك فيما أعرب السفير الأمريكي لدى إسرائيل «جيمس كالينجهام» عن قلق بلاده العميق من احتمال انهيار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الأيام المقبلة عندما يصل الجانبان إلى طريق مسدود بشأن بناء المستوطنات في الضفة.

ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين قولهم إن السفير الأمريكي أكد أنه بدون حل لذلك الموضوع لن يكون هناك أي سبيل لتحقيق تقدم في المفاوضات، وقالت الصحيفة نقلا عن دبلوماسي أوروبي حضر اجتماع مع سفير واشنطن قوله "إن القلق الحقيقي هو أن المفاوضات إذا فشلت لن تحيا بعد نهاية عطلة الأسبوع".

من جانبه، نفى مصدر أمريكي مسئول بالسفارة وجود صفقة أمريكية إسرائيلية بالإفراج عن جاسوس إسرائيل في واشنطن «جوناتان بولارد» مقابل تمديد قرار تجميد البناء في المستوطنات لمدة 3 أشهر.

ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الثلاثاء عن «داني دايان» رئيس مجلس المستوطنين اليهود قوله موقفه حول الأنباء بشأن تلك الصفقة قوله "هذه الفكرة تعد بمثابة شكل من أشكال الابتزاز القبيح، وبهذه الطريقة هل ينبغي أن نتنازل عن مرتفعات الجولان في مقابل الجندي الإسرائيلي المختطف من قبل حركة حماس جلعاد شاليط؟".

وأوضحت الصحيفة أنه من المتوقع أن تواجه الصفقة معارضة شديدة من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي رفضت أي محاولات للإفراج عن بولارد في السابق، ولفتت الجارديان إلى أن القادة الإسرائيليين ضغطوا باستمرار من أجل الإفراج عن بولارد مثلما حدث في محادثات السلام عام 1998 عندما قال نتنياهو للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إنه "إذا وقعنا اتفاقا مع عرفات أتوقع أن يكون هناك عفو عن بولارد".

وصرح كلينتون في وقت لاحق أنه كان يفكر في إطلاق سراح بولارد ولكن أجهزة الاستخبارات الأمريكية عارضت بشدة هذه الفكرة.

ميدانياً، سقطت قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة سقطت مساء أمس في أرض خالية بالنقب الغربي الإسرائيلي المتاخم لشرق غزة دون أن تسفر عن سقوط ضحايا أو أضرار.