فى الوقت الذى أكد فيه العديد من المسؤولين الفلسطينيين الحكوميين والمستقلين رفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودى، لأن من شأن تلك الخطوة تهديد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، شددوا على أهمية أن تكون ورقة غزة عاملاً لتقوية المفاوض الفلسطينى مع إسرائيل وليس ورقة ضغط عليه لإضعاف موقفه، وذلك بعد انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الجانبين فى القدس المحتلة دون تحقيق تقدم يذكر، بسبب إصرار إسرائيل على رفض تمديد تجميد الاستيطان، الذى تنتهى مهلته فى 26سبتمبر الحالى.
ونقلت وكالة «فلسطين برس» عن عضو وفد منظمة التحرير للمفاوضات نبيل شعث، أن موعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان الذى أعلنته إسرائيل، سيكون يوماً حاسماً لتحديد ما إذا كانت المفاوضات المباشرة ستستمر أم لا، وجدد «شعث» رفض القيادة الفلسطينية الاعتراف بيهودية الدولة، وقال من السابق لأوانه الحديث عما نفعله حال فشلت المفاوضات، وما إذا كانت السلطة ستنهار أو تحل. وشدد شعث على أن الرئيس محمود عباس «أبومازن» والوفد المفاوض متمسكون بالثوابت الفلسطينية، ولن يقدموا أى تنازل لإسرائيل.
بدوره، رفض ياسر عبدربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فكرة الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، لأن ذلك يعنى الخضوع للمبادئ الأيديولوجية لليمين الصهيونى. وقال المحلل السياسى الفلسطينى سميح شبيب إن فكرة الاعتراف بيهودية إسرائيل تشكل خطورة على السلام والمنطقة لأنها تصادر الحقوق الوطنية الفلسطينية، وأكد أن واشنطن تريد فرض الفكرة إرضاء لإسرائيل.
على صعيد متصل، أكد عدد من المسؤولين الفلسطينيين أن المفاوضات مع إسرائيل يجب أن تركز على ورقة غزة وأن تكون فى مصلحة المفاوض الفلسطينى وليست وسيلة ضغط من نتنياهو لإضعاف أبومازن، محذرين من أن نتنياهو سيسعى لاستغلال غزة للتهرب من أى ضغوط دولية عليه لإنجاز تسوية مع الفلسطينيين من خلال الادعاء بعدم قدرته لإبرام اتفاق نهائى مع السلطة فى الضفة، فى ظل سيطرة حماس على غزة. وأكدوا فى تقرير لوكالة «معاً» الفلسطينية أنه لا يمكن الوصول لاتفاق نهائى بدون قطاع غزة.
وبينما شككت قيادات سياسية تابعة لحماس فى إمكانية وصول المفاوضات إلى حل نهائى سواء بطرح قضية غزة أو بدون طرحها، صعدت الحركة هجومها على حركة فتح والسلطة الفلسطينية، وقال محمود الزهار، القيادى بحماس، إن «فتح» غير مدركة للتسوية ومخاطرها على قضايا الوضع النهائى مثل المياه والقدس والحدود وتواصل أراضى الضفة، وأضاف أن الكيان الصهيونى يخطط لابتلاع أكبر حجم من الأرض الفلسطينية، وألقى الزهار باللوم على رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض، وقال إن ثمرة تعاونه مع إسرائيل هو اغتيال إياد أسعد شلباية، القيادى فى حماس، أمس الأول، فى الضفة.
من جهة أخرى، أعلنت حملة قافلة شريان «الحياة الدولية 5» أنها ستطلق خلال ساعات قافلتها المتجهة نحو غزة لفك الحصار بقيادة السياسى البريطانى جورج جالوى، وأكد المتحدث الإعلامى باسم الحملة زاهر البيراوى أن الحملة ستنطلق من وسط لندن وستمر على فرنسا وإيطاليا واليونان وتركيا قبل أن تصل سوريا بداية الشهر المقبل، بينما تعتزم الحملة الأوروبية لرفع الحصار الإسرائيلى عن غزة تسيير قافلة «الحرية 2» خلال الشهر المقبل من خلال نفس منظمى حملة قافلة الحرية 1»، التى اعتدت عليها إسرائيل فى المياه الدولية.