x

رشا علام «ماسبيرو أمن قومي» رشا علام الأربعاء 13-05-2015 21:33


جاء تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه الثالث للشعب بأن «ماسبيرو أمن قومي» ليؤكد أهمية وجود إعلام وطني يعبر عن الشعب ويهدف لخدمته.

وبناء عليه يجب على ماسبيرو أن يبدأ فعلياً في عمليات إصلاحه الهيكلية (المالية والقانونية) والبرامجية والهندسية، حتي يستطيع أن يقابل مسؤولياته الجسيمة كإعلام وطني في ظل ما تمر به مصر في المرحلة الانتقالية. فوجود كثير من التحديات الآن يتطلب إعلاماً جماهيرياً للشعب يوفر مصدراً آمناً للمعلومات ويلبي طلبات المواطن ويعبر عنها.

يعاني ماسبيرو من وجود عجز ضخم في الميزانية بسبب تقديمه خدمات متنوعة للعديد من الوزارات دون مقابل أو عائد، بالإضافة إلى الاعتماد على الدعم الحكومي كوسيلة رئيسية للتمويل، مما ينتج عنه فقر في جودة البرامج، وعدم قدرة على توفير برامج ينفرد بها التليفزيون المصري. إن غياب إستراتيجية تُعرف معنى الإعلام الوطني Public media على المدى القريب والمتوسط والبعيد وتحدد رؤيته ورسالته وأهدافه، نتج عنها حيود في مساره وقدرته التنافسيه وإشكاليات لابد من مواجهتها الآن.

ينص الدستور بالفعل على إنشاء مجلس وطني لتنظيم الإعلام المصري العام والخاص، وفيه يجب أن يلعب ماسبيرو دوره الفعلي في تقديم إعلام عام خدمي، خاصة أن لديه الموارد البشرية التي تستطيع أن تقدم إعلاماً مهنياً يلبي طلبات المواطن ويعبر عنه. ولكن يحتاج ماسبيرو لعملية إصلاح من الناحية الإدارية الهيكلية والناحية المادية (مصادر التمويل) حتي يستطيع أن يكون محافظاً على مكانته كمصدر أساسي لإعلام الشعب، في ظل توغل الإعلام الخاص وليكون قادراً على إنتاج محتوى برامجي مميز يتواصل مع مختلف الشرائح العمرية من خلال منابره التقليدية والجديدة.

يتطلب هذا مجهوداً رفيع المستوى من الإدارة من حيث تقديم برامج متنوعة ومتعددة تلتزم بالمقاييس الفنية والإنتاجية لجودة البرامج. كذلك ضرورة تطويره لخطابه الإعلامى ليعكس كل الاهتمامات والمبادئ والأفكار، من خلال العملية الإعلامية ليعبر عن جميع القوى الوطنية بمرجعيتها السياسية واختلاف مستوياتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وحتى تطبق تلك المبادئ، فلابد أن يتحول ماسبيرو لإعلام وطني حر ومتكامل يهتم بالمواطن ويضعه دائمًا نصب عينيه. كان ماسبيرو منبراً أساسياً للثقافة والمعرفة، ليس فقط في مصر ولكن للأمة العربية جمعاء، وعلينا جميعاً أن نتكاتف ليرجع لنا ماسبيرو رافدًا للمعرفة، منيرًا للوطن مدافعًا عن مبادئه وثوابته وقيمه، فهو تاريخٌ لنا وحافظٌ لمستقبل وطننا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية