عندما تسلم الجنرال ديجول رئاسة جمهورية فرنسا، بدأ أولاً بتغيير ملابس الشرطة. هل هذا شىء مهم؟ هل هذا يؤثر فى حياة المواطن؟ طبعاً لا. ولكنه كان رمزاً لنظام جديد. يراه كل مواطن فى الشارع. يبث فيه الأمل. يؤكد له أن من اختاره مختلف.
■ ■ ■
فى مصر عند إخلاء وسط البلد من الباعة الجائلين. كان احتلالاً فوضوياً. بصرف النظر عن أن الدولة دبرت للباعة أماكن جديدة. مجرد إخلاء وسط البلد أعطى المواطن جرعة أمل. كذلك سيكون هدم مبنى الحزب الوطنى- الذى كان مبنى الاتحاد الاشتراكى من قبل. سيرفع من الروح المعنوية.
■ ■ ■
هناك ماض مرفوض. بالتالى هناك حاضر ومستقبل مطلوب منا أن نصبر فى انتظاره. ولكن مطلوب لكى نصبر علامات تدل على تغير الحال. مثلاً. العمارة الموجودة أمام نادى الجزيرة. المهجورة منذ سنوات وسنوات هى رمز لعجز الدولة. يسميها محافظ القاهرة Tower of Shame أى «برج العار». فإما أن يوجد لهذا الأمر حل بإيجاد جراجات، أو تُزال تماماً. ولكن هذا الانتظار العاجز لا يرضى أحداً. وضع حل له لحفز معنويات الناس جميعاً. هناك مبنى مشابه فى جاردن سيتى. يقف مكانه منذ أكثر من 25 عاماً. يطل على السفارة البريطانية. مثله مبان أخرى على نيل المعادى. كل هذه رموز محبطة. حلها هو رمز الدولة الجديدة.
■ ■ ■
مشكلة البورصة- تصويب الخطأ وبسرعة. إن كان هناك خطأ، يجب أن يكون أحد معالم الدولة الجديدة. الاعتذار للمواطنين هو أحد معالم الدولة الجديدة. فيه شجاعة. وفيه احترام للمواطن.
■ ■ ■
ما أثاره الكاتب سليمان جودة عن مشروع هدم فندق مريديان المغلق. يدور حول نفس المعنى. مطلوب موقف حاسم من الدولة. قرار لا يقبل الالتفاف أو المناورة بعد ذلك. بالتأكيد سيكون عنصراً مهماً من الرموز التى أتحدث عنها. نضم لهذا شيراتون الغردقة التاريخى. أول فندق فى هذه المدينة. يعانى نفس ما يعانيه مبنى المريديان. من اللافت والمريب أن المريديان ومبنى جاردن سيتى المهجور ومبنى شيراتون الغردقة المغلق هى لنفس المالك السعودى. نعم كل ما ذكرناه هو أمور صغيرة. ولكن إتمامها يعطى المواطن أملاً. يجعله أكثر قدرة على الصبر والاحتمال. وهذا بالتأكيد ما سوف تتطلبه المرحلة القادمة إذا أردنا أن نحقق أحلامنا على الأرض.