x

نيوتن الشرطة والتطوير الضرورة نيوتن الجمعة 12-12-2014 21:07


لو عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلا. لوجدنا أن أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ كانت تستهدف الشرطة بالدرجة الأولى. لذا اختاروا لها ذلك التاريخ ٢٥ يناير. هو فى الأصل عيد الشرطة. كل الناس كانت قد ضجت من تعاملات رجال الشرطة. من تجاوزاتها. من فسادها. تلفيق القضايا. انتهاك حرمات البيوت. الضرب والقمع فى الشوارع. التعذيب والقهر فى الأقسام. وصل الأمر إلى الإهانات الجنسية. كل يوم نقرأ عن ضابط متورط فى تهريب. سرقة. إتاوات. استغلال نفوذ. رشاوى. إلى غير ذلك من كثير مما فاحت به الرائحة. حتى أصبحت هذه المهنة النبيلة مرتبطة بكل ما هو سيئ.

■ ■ ■

استهدف الثوريون كما البلطجية تماما عناصر الشرطة. لا فرق بين ضابط أو مخبر أو جندى. الثوريون يرون فيهم أساس الفساد وحمايته. والبلطجية يرون فيهم تصفية حسابات. كم من التجاوزات ارتكبوها معهم خارج إطار القانون. رجل الشارع العادى أيضا لم يعترض. كان طوال الوقت يرى الممارسات غير الكريمة لرجال الشرطة. يراها فى تزوير الانتخابات. يراها فى التستر على المجرمين الحقيقيين. يراها فى زوار الفجر. يراها فى الرشاوى والإكراميات التى يجب أن يسددها حال قضاء أى مصلحة. رآها فى إدارات المرور. كما فى الأقسام. كما فى المديريات. بالتالى الجميع استهدف رجال الشرطة. رأوا أن الثورة الحقيقية يجب أن تبدأ من هنا.

■ ■ ■

بالفعل. فقدت الشرطة من أبنائها. الذين هم أبناؤنا. ما يزيد على ثلاثمائة شخص فى السنة الأولى للأحداث. رغم انسحابهم من الشوارع بعد مرور يومين اثنين فقط. فقدت المئات من سياراتها. العشرات من المقار الشرطية. الخسائر كانت فادحة. فادحة للدولة ككل. دافع الضرائب هو الذى سيعيد إصلاح كل ذلك. الأرواح لن تعود. إلا أن الخسائر المادية أيضا ليست قليلة. لم يتساءل رجال الشرطة أبدا لماذا كان استهدافنا بالذات دون غيرنا. لماذا لم يتم استهداف آخرين؟. الفساد ينخر فى نواحٍ أخرى فى القضاء. كما فى الإعلام. كما فى المحليات. كما فى كل مفاصل الدولة. الفرق هو أن الشرطة هى الملاذ الوحيد الطبيعى للمواطن. الملاذ الوحيد للاستغاثة. لذا كان استهدافهم أمرا حتميا.

■ ■ ■

الغريب فى الأمر هو أن أحدا لم يتعلم. لم يتم استيعاب الدرس. لم تتم إعادة تأهيلهم نفسياً وتكنولوجياً كما حدث فى كل الدول المتقدمة. لا أتكلم هنا عن أمريكا وأوروبا. بل أتكلم هنا عن التحديث الذى طال دول الخليج. دول أمريكا الجنوبية. حيث معاقل نقل المخدرات. ليس مجرد معاقل زراعتها. الكاميرات هناك تسجل كل همسة. فى كل مكان. الاستجابة لكل استغاثة لا تتجاوز دقائق. ولكنهم عادوا كأنهم ينتقمون. مازالوا الشرارة التى يمكن أن تؤجج المجتمع من جديد. لا بديل عن إعادة التأهيل. لا بديل عن تطوير تكنولوجيا الوسائل. وليكن هذا أولية أولى للدولة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية