x

زاهي حواس كيف نبنى المتحف المصرى الكبير؟ زاهي حواس الإثنين 11-05-2015 21:23


مصر هى البلد الوحيد على وجه الأرض التى بها العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب العالم القديم وهى هرم الملك خوفو! فكم يساوى ذلك بلغة السياحة؟ ولغة الاقتصاد؟.. سؤال يصيبنا بالخجل من أنفسنا عندما نفكر فى الإجابة عليه والنظر إلى الواقع المؤسف الذى يعود إلى ضيق الأفق؛ وقلة الحيلة؛ والضعف؛ وعدم الفهم لقيمة ما نملك. هذا الكلام بمناسبة ما شاهدته وقرأته على مدار الأشهر القليلة الماضية عن جدوى مشروع المتحف المصرى الكبير؟!.. نعم هناك البعض الذى خرج علينا يتساءل لماذا نكلف الدولة كل هذه المليارات لبناء متحف بهذا الحجم؟ ونحن نعانى مشاكل جمة.

تستحق منا توجيه هذه المليارات فى نواحٍ أكثر فائدة من بناء متحف؟!

يجب أن نعى أن المتحف المصرى الكبير ليس مجرد متحف وإنما ضرورة يستحقها تراثنا الحضارى الذى لا نملك سواه، وواجبنا هو الحفاظ عليه للأجيال القادمة. ولماذا تتكفل ميزانية الدولة المصرية تكاليف بناء المتحف؟ ونحن نملك من الأفكار ما يمكننا من جلب الأموال دون أخذ مليم واحد يخرج من ميزانية مثقلة بالهموم؟

يحتاج المتحف لمبلغ يقدر بـ ٧٠٠ مليون دولار وهو مبلغ ليس بالكبير إذا كانت لدينا خطة جمع تبرعات ومساهمات مالية من كيانات ثقافية واقتصادية عالمية ومحلية تهتم بدعم المشروعات الثقافية العملاقة مثل مشروع المتحف المصرى الكبير.. لقد أشفقت على المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وأنا أراه يعقد اجتماعاً وزارياً داخل المتحف المصرى الكبيرـ المبنى الإدارى المنتهى- للتوعية بأهمية المشروع وبحث طرق تمويله. وقد ذكرتنى صورة المهندس إبراهيم محلب وهو يقف أمام تمثال «رمسيس الثانى» بالسيمفونية الرائعة التى قادها كرئيس للمقاولين العرب أثناء نقل التمثال من ميدان رمسيس إلى موقعه الحالى بالمتحف الكبير.

كانت هناك رؤية ومشروع متحف ينتهى ويفتتح عام 2015م... وتغيرت الحكومات وتبدلت الإدارات، وكان يجب الاستمرار والبناء على ماتم بالماضى؛ ولكن للأسف الشديد ضاعت الأفكار والخطط بالإصرار العجيب على أن نبدأ كل مرة من نقطة الصفر! والنتيجة ضياع الوقت والجهد والمال؛ فما كان ينتهى بـ ٥٠٠ مليون دولار أصبح الآن يتطلب ٧٠٠ مليون دولار؛ مع عدم وجود خطة محددة لتوفير ذلك المبلغ!.

أما موضوع التمويل.. فقد بدأنا فى تجهيز حملة دولية، وكان من المفترض أن يتم اختيار مجلس أمناء من رجال الأعمال القادرين على العطاء، ومنهم الكثيرون فى مصر، بالإضافة إلى شخصيات دولية على مستوى عالٍ تشارك فى الفكر الذى يضع هذا المتحف فى مصاف المؤسسات الثقافية الدولية، على أن يكون داخل هذا المجلس أثرى واحد أو اثنان؛ لأن المجلس الحالى مع احترامى الكامل لكل أعضائه غير قادر على توفير التمويل؛ والذى لن يأتى إلا بعد أن يدخل المتحف الكبير كل بيت مصرى على أنه مشروع ثقافى عالمى.. النظر تحت أقدامنا لن يجعلنا نتقدم خطوة واحدة!.. بناء المتحف المصرى الكبير ليس مستحيلاً.. كل ما هو مطلوب الفكرة والقدرة على التنفيذ.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية