فى مقابل جمعية عمومية عادية تنعقد اليوم فى النادى الأهلى المستمتع حاليا بهدوئه واستقراره وإنجازاته الأخيرة، سواء فنيا أو إنشائيا، ونجاحاته على المستويات السياسية فى الجزائر وأفريقيا، والاقتصادية فى شرم الشيخ.. سيعيش نادى الجزيرة يوما كاملا فوق صفيح ساخن بسبب جمعية عادية حسب القانون واللوائح، وغير عادية نتيجة الخلافات والغضب والشائعات ورفض بعضهم لسياسة مجلس الإدارة الحالى، ومطالبتهم برفض الميزانية حتى تكون هناك ضرورة لطرح الثقة فى هذا المجلس.. وبينما يؤمن أعضاء الأهلى بالصندوق وسيلة وحيدة للتغيير كل أربع سنوات، إن كانت هناك ضرورة للتغيير، لأنهم تعلموا من الماضى الطويل أن الأهلى هو الذى يفرض عاداته وتقاليده ومبادئه على الجميع مهما تغيرت الوجوه والأسماء.. هناك فى نادى الجزيرة العريق أيضا من لم يعودوا يملكون أى صبر أو طاقة على الانتظار والاحتمال.. وبالتأكيد من حق هؤلاء الأعضاء فى الجزيرة أن يرفضوا الميزانية مثلما هو من حق أعضاء آخرين ألا يرفضوا الميزانية، إما تأييدا للمجلس أو انتظارا لبضعة أشهر إضافية سيشهد بعدها النادى انتخابات جديدة عادية دون طرح للثقة واحتمال سحبها، ومجلس مؤقت يجرى تعيينه وليس انتخابه يبقى سنة أخرى وبعدها تكون الانتخابات.. ولست هنا أناقش أعضاء الجزيرة فيما سينجحون فيه آخر هذا اليوم.. ولا أنوى الدفاع أو مهاجمة مجلس الإدارة الحالى وانتقاده..
إنما أرفض فقط تلك الشائعة التى سرت فى كل أوساط وأروقة النادى طيلة الأيام القليلة الماضية بأن مجلس الإدارة اتفق مع صاحب البرج الشهير المهجور أمام النادى على إقامة جراج للسيارات تحت أرض النادى، ويتم تخصيص جزء منه لأعضاء النادى وبقيته للبرج حتى يتم استكمال تصاريح استخدام البرج وبيع وحداته أو تأجيرها.. فمجلس الإدارة لم يقبل هذا العرض من صاحب البرج.. ولم يقبله أى مجلس إدارة سابق.. فأعضاء نادى الجزيرة لم ولن يكونوا على استعداد لاستخدام ناديهم العريق مجرد غطاء أو عملية تجميل لقبح وفساد وتحايل على كل وأى قانون.. حيث تم هدم فيلا شعراوى، التى ذكرتها كتب تاريخ مصر، لبناء برج مخالف فى كل شىء.. بداية من ارتفاع غير قانونى وحتى عدم وجود جراج لبرج متوقع فى حالة تشغيله أن يضيف للمنطقة أكثر من أربعمائة سيارة ستصيب حى الزمالك كله بالشلل التام.. بالإضافة إلى حاجته لمحطة كهرباء مستقلة خاصة به، وإلا سيضطر أهل الزمالك لاعتياد الظلام الدائم والمتكرر.. وبالتالى من حق أى عضو أن يرفض اليوم ميزانية ناديه لأى سبب يراه، لكن من الظلم الحرب على المجلس بسبب شائعة غير حقيقية.. فهناك فارق كبير بين خلافات الرؤى ووجهات النظر التى هى فى الحقيقة جوهر ديمقراطية تحترم دوما رأى الأغلبية وموقفها من أى أزمة أو مشكلة يواجهها نادٍ كبير بحجم الجزيرة ومكانته.. ومواقف مفترض أن تكون جماعية لا تحتمل أى انقسامات أو حسابات خاصة ورؤى شخصية.. وأعضاء الجزيرة جميعهم اليوم مطالبون بموقف واحد رافض بمنتهى الكبرياء لأى اعتداء على أرض ناديهم واستغلالها لأى شىء إلا مصلحة نادى الجزيرة.