أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون اليوم الخميس، عند وصولها إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، أن بلادها «مصممة» على التوصل إلى اتفاق سلام من خلال المفاوضات المباشرة، متعهدة بتحقيق «طموحات الشعب الفلسطينى بإقامة دولة فلسطينية مستقلة».
ومن جهته، قال الرئيس الفلسطينى: «الوقت صعب والظروف صعبة والإدارة الأمريكية معنية بالوصول إلى السلام الذى لا بديل عنه من خلال المفاوضات».
كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأبومازن التقيا، أمس ، فى القدس فى حضور هيلارى التى أشادت بـ«جدية» الطرفين فى المضى فى محادثات السلام الصعبة بينهما.
وفيما يخص قضية الاستيطان التى تشكل العقبة الرئيسية فى طريق المفاوضات، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية قولها إن هيلارى طرحت اقتراحاً لإزالة الخلاف، قبله أبومازن وتردد فى قبوله نتنياهو، وهناك من يقول إنه رفضه - بحسب الصحيفة - وينص الاقتراح على أن تقرر حكومة إسرائيل تمديد فترة تجميد البناء الاستيطانى فى القدس وفى مستوطنات الضفة الغربية التى ستنتهى فى 26 سبتمبر الحالى لمدة 3 شهور أخرى، على أن يتعهد الطرفان بإنهاء المفاوضات خلالها حول مسألة الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية.
وعلى الفور، وصف دانى ديان، رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، الاقتراح الأمريكى، بـ«الباطل»، معرباً عن أمله فى أن يتحلى نتنياهو بـ«الشجاعة» لرفض الاقتراح، فيما قال مصدر مسؤول بديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى إن نتنياهو لم يغير موقفه من مسألة تجميد الاستيطان، حيث إنه التقى هيلارى على انفراد وأبلغها بأن إسرائيل لا تنوى تمديد مفعول قرار التجميد، معتبراً أن الأمر كان بمثابة «بادرة حسن نية محدودة الزمن». لكن المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل أعرب أمس الأول عن تفاؤله بشأن المفاوضات، معلناً أن الجانبين يحرزان تقدماً فيما يخص الخلاف الاستيطانى.
جاء ذلك فيما أفادت مسودة البيان الختامى لقمة الاتحاد الأوروبى التى عقدت أمس فى بروكسل بأن قادة الاتحاد الأوروبى يدعون إسرائيل إلى تمديد وقف النشاط الاستيطانى فى الضفة الغربية «بهدف ضمان أن تستمر المحادثات بصورة بناءة»، مؤكدة عدم شرعية المستوطنات.
ولم يكن متوقعا أن يصدر قادة دول الاتحاد الأوروبى بيانا بشأن الشرق الأوسط فى هذه القمة، ولكن دبلوماسيا فى الاتحاد الأوروبى قال إن فرنسا مارست ضغطا من أجل الاتفاق على إعلان.
وميدانياً، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أمس عدة غارات جوية على أهداف فى جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، وفقا لمصادر طبية فلسطينية وشهود عيان، دون الإشارة إلى وقوع إصابات.
وكان فلسطينى استشهد أمس الأول وأصيب 2 آخران فى غارة إسرائيلية استهدفت أنفاقاً فى المنطقة الحدودية فى رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بعد أن أعلن الجيش والشرطة الإسرائيليان أن صاروخاً وقذيفتى هاون أطلقوا من غزة سقطوا فى جنوب إسرائيل دون وقوع إصابات. وزعم متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أن القذيفتين تحويان مادة الفوسفور.
تأتى الغارات الإسرائيلية بعد يوم واحد من إعلان وزير حماية البيئة الإسرائيلى جلعاد أردان أن إسرائيل «ستدرس خطة للقيام بعملية عسكرية واسعة ضد حماس فى غزة على غرار عملية الرصاص المصبوب، فى حال استمرت الاعتداءات التى تقوم بها حماس بالقذائف الصاروخية على إسرائيل» - على حد قوله.
ومن ناحيتها، أكدت «حماس» مجدداً المضى فى طريق «مقاومة الاحتلال الإسرائيلى حتى دحره عن أرض فلسطين»، وذلك فى بيان بمناسبة الذكرى الـ28 لمجزرة صبرا وشاتيلا التى جرت فى 16 سبتمبر1982.
ومن جهة أخرى، فتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلى أمس، معبرى كرم أبوسالم والمنطار لإدخال كميات محدودة من المساعدات والوقود وغاز الطهى إلى قطاع غزة.
فيما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن إسرائيل والسلطة تعملان على وضع صيغة نهائية لخطط نشر مسؤولين أمنيين فلسطينيين على معبر كرم أبوسالم فى الأشهر المقبلة.
وفى تلك الأثناء، أعلنت منظمة «الصوت اليهودى الألمانية» لليهود الأوروبيين التى ترغب فى إرسال سفينة مساعدات لكسر حصار غزة، أن سفينتها جاهزة للإبحار، لكن الميناء الذى ستغادر منه مازال سراً.
وعلى صعيد آخر، حذرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» الفلسطينية من مخاطر مخطط إسرائيلى جديد لعمليات حفر كبيرة ملاصقة للمسجد الأقصى، قائلة إنه من المفترض أن تصادق لجنة التخطيط والبناء المحلية فى بلدية الاحتلال هذه الأيام على مخطط لبناء مسطح وطابق سفلى جديد بمساحة 600 متر أسفل ساحة البراق تسبقه عمليات حفر كبيرة ملاصقة للمسجد الأقصى.