صدر أخيرا عن دار مقام للنشر والتوزيع كتاب «التربية الجنسية الفريضة الغائبة» للزميلة هبة عبدالعزيز، الصحفية بالأهرام والباحثة بجامعة عين شمس، جسدت فيه صرخة امرأة تعاني من السلوكيات المجتمعية الشرقية وتحاول معالجة العديد من الأمراض الاجتماعية التي نضحت عقب الانهيارات المتلاحقية للنسق القيمي لمجتمعاتنا، وفي مقدمتها التحرش الجنسي والنظرة الدونية للأنثى التي هي إكسير الحياة.
تقول «هبة» في ثنايا كتابها «لأنني على يقين أن الوقاية خير من العلاج فعلينا أن نعترف بأننا في أشد الحاجة لتصويب الأخطاء وصناعة أجيال جديدة ووضعها على المسار الصحيح، إننا إذن بصدد ثورة تصحيح على الأبواب، وإلى أن يتحقق هذا أتمنى أن نتخلص من النفايات الفكرية والثقافية القديمة التي أغرقت عقولنا في براثن الجاهلية الأولى وكأن الزمن يمضي إلى الوراء، يعني باختصار لا فرق بين ولد أو بنت في محيط الأسرة، ولا ذكر وأنثى في المجرة الشرقية، فكلاهما إنسان وفقط».
الكتاب يمثل محاولة جادة لتغيير العادات الراكدة في بحيرة التقاليد المغلوطة، فـ«أن نسعى للتنوير وأن نبذل جهودنا فيما ينفع مجتمعنا فتلك هي الثورة».
ويتناول الكتاب تفسيرا وشرحا واضحا للمفهوم الحقيقي للتربية الجنسية، وكيف أنها أصبحت فريضة حضارية وحتمية ودينية لم يعد المجتمع يملك رفاهية تجنبها، كما يوضح الفرق بين التربية الجنسية ومصطلحات مشابهة مثل «الثقافة الجنسية»، وكيف أصبح من المهم تربية النشء على ذلك المفهوم؛ لمواجهة بعض الأوبئة الاجتماعية مثل التحرش والاغتصاب والشذوذ وغيرها.
يشار إلى أن هبة عبدالعزيز سبق أن صدر لها كتاب «التحرش الجنسي بالمرأة»، تناولت فيه ظاهرة التحرش التي أصبحت تؤرق المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع المصري بشكل خاص، فضلا عن كونها من نشطاء الحركة النسوية في مصر.