x

رضوي عاشور.. حكاية شغف مازالت قابلة للرواية

الإثنين 01-12-2014 13:03 | كتب: حسين البدري |
صورة أرشيفية بتاريخ 14 يونيو 2009 للدكتورة رضوى عاشور ، الأديبة المصرية خلال حوار مع جريدة المصري اليوم . صورة أرشيفية بتاريخ 14 يونيو 2009 للدكتورة رضوى عاشور ، الأديبة المصرية خلال حوار مع جريدة المصري اليوم . تصوير : محمد معروف

«الحكايات التي تنتهي، لا تنتهي ما دامت قابلةً لأن تروى»، تطالعنا الجملة المباغتة في رواية «ثلاثية غرناطة»، للكاتبة الكبيرة، رضوي عاشور، التي رحلت عن عالمنا مساء الأحد، وشيعت إلى مثواها الأخير، الإثنين، تاركة لقرائها ميراثا كبيرا من نصوص أدبية فاتنة تحض على الشغف والمقاومة والثورة.

وغالبا ما ينتج الألم كتابة تبدو مغايرة، وبقدر ما يقسو المرض على جسد المبدع، ينتج عقله أدبا شفيفا يغازل أرواح قرائه بجمل ساحرة، وبدا هذا جليا في السيرة الذاتية للكاتبة الكبيرة، المولودة في 26 مايو 1946، الصادرة قبل عدة أشهر، والمعنونة بـ«أثقل من رضوى»، وتكشف جملة النهاية عن روح تقاوم بشموخ، عندما تقول: «هناك احتمالٌ آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا».

وبدا واضحا توجه الكاتبة الكبيرة المنحازة إلى المقولات الكبري في الحياة، بإصدار كتابها الأول «الطريق إلى الخيمة الأخرى»، (1978)، عن كتابات الأديب الفلسطيني، غسان كنفاني، ووضح أنها ناقدة تنحاز للمعنى الأبقى للكتابة، والأدب الناتج عن «وجع وألم إنساني ما»، عبر تغريبة شعب يواجه الاحتلال.

وعانت صاحبة «رأيت النخل»، إبان حكم الرئيس الأسبق محمد أنور السادا،ت من منع زوجها الشاعر الفلسطيني، مريد البرغوثي، من الإقامة في مصر، عقب توجه السادات إلى الصلح مع الاحتلال الإسرائيلي، وكانت على موعد ثان مع «عسف السلطة» بعائلتها الصغيرة عقب ترحيل نجلها تميم البرغوثي، عقب مشاركته في احتجاجات عارمة بميدان التحرير إثر غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق في 2003.

ويبدو ارتباط صاحبة «أطياف»، بالقضية الفلسطينية جوهريا وليس فقط عائليا، من خلال نصها الشهير «الطنطورية»، وتسرد على لسان بطلتها في إحدى القرى بعام النكبة وقائع الألم الفلسطيني، بالإضافة إلى قضايا التحرر بشقيه الوطني والإنساني.

ومن نفس الزاوية «الانحياز إلى المقولات الكبري»، يمكننا تفهم رد صاحبة «تقارير السيدة راء»، في حوار صحفي نشر مايو الماضي، عن علاقة الأيديولوجيا بالنص الأدبي، وقالت: «الأيديولوجيا موقف من الوجود، هي فكر وفلسفة تنظم علاقة الإنسان بالكون، حقيقية أحياناً ووهمية في أحايين أخرى. وتبقى كامنة في النص»

ودرست صاحبة «حجر دافئ»، اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وعقب حصولها على الماجستير في الأدب المقارن، انتقلت إلى أمريكا ونالت الدكتوراه بأطروحة عن الأدب الأفريقي الأمريكي، وأنجزت عن تلك الفترة كتابها «أيام طالبة مصرية في أمريكا».

ونالت «عاشور» عدة جوائز أدبية، منها جائزة أفضل كتاب عام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة، على هامش معرض القاهرة للكتاب، وجائزة المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن نفس الرواية، وجائزة قسطنطين كفافيس للأدب في اليونان، وجائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي في إيطاليا، وجائزة بسكارا بروزو الإيطالية عن رواية أطياف.

وتنوعت أعمال الكاتبة الكبيرة ما بين النقد الأدبي والرواية والقصة والسيرة الذاتية، وترجمت نصوصها، إلى عدة لغات، منها الإنجليزية والإيطالية والإسبانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية