x

رضوى عاشور.. شغف الانحياز للمقولات الكبرى

الجمعة 28-11-2014 22:17 | كتب: حسين البدري |
صورة أرشيفية بتاريخ 14 يونيو 2009 للدكتورة رضوى عاشور ، الأديبة المصرية خلال حوار مع جريدة المصري اليوم . صورة أرشيفية بتاريخ 14 يونيو 2009 للدكتورة رضوى عاشور ، الأديبة المصرية خلال حوار مع جريدة المصري اليوم . تصوير : محمد معروف

في غرفة تجللها الستائر البيضاء وتعطرها دعوات الأحبة، ترقد الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور، صاحبة «ثلاثية غرناطة»، تحت الرعاية المركزة في إحدى مستشفيات القاهرة، تقاوم المرض وتتمسك بشغف الحياة والكتابة والثورة.

وغالبا ما تنتج تجربة الألم كتابة تبدو مغايرة، وبقدر ما يقسو المرض على جسد المبدع، ينتج عقله أدب شفيف يغازل أرواح قرائه بجمل فاتنة، وبدا هذا جليا في السيرة الذاتية للكاتبة الكبيرة، الصادرة قبل عدة أشهر، والمعنونة بـ«أثقل من رضوى»، وتكشف جملة النهاية عن روح تقاوم بشموخ، عندما تقول «هناك احتمالٌ آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا».

وبدا واضحا توجه الكاتبة الكبيرة المنحازة إلى المقولات الكبرى في الحياة، بإصدار كاتبها الأول «الطريق إلى الخيمة الأخرى»، (1978)، عن كتابات الأديب والمناضل الفلسطيني الراحل، غسان كنفاني، ووضح أنها ناقدة تنحاز للمعنى الأبقى للكتابة، والأدب الناتج عن «وجع وألم إنساني ما»، عبر تغريبة شعب يواجه الاحتلال.

وعانت صاحبة «رأيت النخل»، المولودة في 26 مايو 1946، إبان حكم الرئيس الأسبق محمد أنورالسادات من منع زوجها الشاعر الفلسطيني الكبير، مريد البرغوثي، صاحب الكتاب الشهير «رأيت رام الله»، من الإقامة في مصر، عقب توجه السادات إلى الصلح مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكانت على موعد ثان مع «عسف السلطة» بعائلتها الصغيرة عقب ترحيل نجلها الشاعر تميم البرغوثي من مصر، عقب مشاركته في الاحتجاجات العارمة بميدان التحرير إثر غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق في 2003.

ويبدو ارتباط صاحبة «أطياف»، بالقضية الفلسطينية جوهريا وليس فقط عائليا، من خلال نصها الشهير «الطنطورية»، وتسرد على لسان بطلتها في إحدى القرى بعام النكبة وقائع الألم الفلسطيني، وتكاد تكون منغمسة في الشأن الفلسطيني، بالإضافة إلى قضايا التحرر بشقيه الوطني والإنساني.

ومن نفس الزاوية «الانحياز إلى المقولات الكبرى»، يمكننا تفهم رد صاحبة «تقارير السيدة راء»، في حوار صحفي نشر بجريدة الحياة اللندنية، عن علاقة الأيديولوجيا بالنص الأدبي، وقالت «الأيديولوجيا موقف من الوجود والواقع والنفس والآخرين، هي فكر وفلسفة تنظم علاقة الإنسان بالكون، حقيقية أحياناً ووهمية في أحايين أخرى. ولكن الأيديولوجيا تبقى كامنة في النص، تكسوها تفاصيل كثيرة وتوقيت للبداية والنهاية وبنية دالة، أما إن ظهرت في شكل مباشر؛ عارية من كسوتها، فيسقط النص في مباشرة ممجوجة».

ودرست صاحبة «حجر دافئ»، اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وعقب حصولها على الماجستير في الأدب المقارن، انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ونالت الدكتوراه، بأطروحة عن الأدب الأفريقي الأمريكي، وأنجزت عن تلك الفترة كتابها «أيام طالبة مصرية في أمريكا».

ونالت «عاشور»، عدة جوائز أدبية، منها جائزة أفضل كتاب عام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، والجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة، وجائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان، وجائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي في إيطاليا، وجائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف في إيطاليا، وجائزة سلطان العويس للرواية.

وترجمت أعمال الكاتبة الكبيرة، إلى عدة لغات، منها الإنجليزية والإيطالية والإسبانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية