صنع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى موجة تسونامى من التغريدات والمشاركات حول خبر «اعتقال طالب بتهمة حيازة رواية 1984 لجورج أورويل».. خبير السوشيال ميديا، هشام عوف، يوضح سر الضجة العالية التى صنعتها تلك المواقع للدرجة التى أعادت الرواية للحياة.
يقول «عوف» إنه حتى يمكن للخبر الوصول لهذه الدرجة من الانتشار، يجب توافر عوامل عدة، منها: أن يكون موجهاً لشرائح معينة، فتهتم بقراءته وترويجه، وكلما كانت الشريحة أكبر زاد انتشاره، على حد قوله.
ويضيف: «يؤثر أيضا توقيت نزول الخبر من حيث تواجد الشرائح المهتمة به خلال نشره على المواقع الإلكترونية، إلى جانب وجود مفارقة غريبة فيه، إضافة إلى أنه إذا كان الخبر يستهدف جهة ما، كالداخلية، فى حالة (خبر الرواية) فإن رد فعل تلك الجهة يساهم فى انتشار الخبر أو احتوائه».
وتابع أن فكرة اختيار أحد الأحراز وتحويله إلى سبب للاتهام، فى عنوان الخبر وليس متنه، فكرة سبق تجربتها ونجحت، مثل خبر القبض على طالب يحمل مسطرة تحمل إشارة رابعة، معتبرا أن الفارق هنا يتمثل فى صياغة الخبر.
وقال «عوف» إن عملية صياغة خبر يستهدف الانتشار فى السوشيال ميديا يجب أن تتسم بحرفية حتى تراعى العوامل السابقة، وفى حالة الرواية كانت الصياغة بقدر عال من الحرفية، مستدركا: «فمثلاً لو كان الخبر يقول: (تم القبض على طالب إخوانى) لحصر الشريحة الموجه إليها الخبر فى مؤيدى تيار الإسلام السياسى، ولكن التعميم فتح مجالاً أوسع من التعاطف».
وأشار إلى أن توقيت النشر كان صباحاً وهو توقيت يتميز بالرغبة فى التلقى والمشاركة بأقل مجهود (الريتويت والتشيير)، وفى الوقت نفسه، هو توقيت ذهاب الطلبة إلى الكليات ما أعطى للخبر دفعة وزخما أكبر من الطلبة أنفسهم الذين سيتساءلون عن إمكانية تكرار نفس الموقف معهم.
ولفت «عوف» إلى أن مصادفة وجود رواية 1984 من ضمن الأحراز وهى عمل فنى ينتقد الدولة البوليسية والقمع، صنعت الدراما والمفارقة فى الخبر.
ووسعت الشريحة المهتمة به لتتضمن النشطاء الحقوقيين المتيمين بأورويل وروايته؛ لذا كان الخبر حديث مصر خلال ساعات، ومنها إلى الصحافة العالمية ووسائل الإعلام الغربية.
وأكد خبير السوشيال ميديا أن رد فعل وزارة الداخلية وجهازها الإعلامى كان غير احترافى بالمرة، حيث نفت الخبر بعد نحو 5 ساعات، وهو توقيت بطىء للغاية وكارثى، وكان يجب الرد خلال ساعة على الأكثر إضافة إلى أنها اكتفت بالنفى فقط دون تقديم أدلة أو ما يفيد عدم وجود ما يسمح قانوناً بضبط مواطن لحيازته رواية.