x

مساعد وزير الداخلية: حصلنا على معلومات خطيرة جدا حول «انفجار بولاق»

الخميس 25-09-2014 21:45 | كتب: يسري البدري |
المصري اليوم تحاور «اللواء سيد شفيق  » ،مساعد وزير الداخلية المصري اليوم تحاور «اللواء سيد شفيق » ،مساعد وزير الداخلية تصوير : حازم عبد الحميد

كشف اللواء سيد شفيق، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، أن «جماعة (أجناد مصر)، التى أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الذى شهدته منطقة بولاق أبوالعلا، مؤخرا، إحدى الخلايا الإرهابية، التى خرجت من التنظيم الأم وهو جماعة الإخوان»، موضحا أن الجماعة «مزرعة جميع الجماعات الإرهابية».

وقال «شفيق»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إن «هذه الخلية تم القبض على عدد منها، وارتكبت أكثر من 12 حادثا إرهابيا فى الجيزة وأكتوبر، منها حادث اغتيال العميد طارق المرجاوى، رئيس مباحث غرب الجيزة، أمام جامعة القاهرة».

وأضاف: «الفريق البحثى توصل إلى معلومات مهمة حول هوية المتهمين فى الحادث الأخير، وجماعة (أنصار بيت المقدس) مجرد ستار لجماعة الإخوان، مثلها مثل (كتائب الفرقان)، و(أجناد مصر)، وأجهزة الأمن مستمرة فى ملاحقة بقايا القيادات التكفيرية.

وشدد «شفيق» على أن «وزارة الداخلية مستمرة فى رفع حالة الطوارئ، لتأمين البلاد من مخططات الجماعة الإرهابية، التى تسعى لتعكير الصفو العام، وإفشال الدولة، وتنوى استغلال العام الدراسى لارتكاب أعمال شغب وتخريب، والأمن لن يسمح للإخوان بتعكير سير الانتخابات البرلمانية، ولن نصبر على أعمالهم القذرة»... وإلى نص الحوار:

■ فى البداية.. ما أحدث مستجدات التحقيقات فى حادث تفجير بولاق أبوالعلا؟

- هناك فريق أمنى تشارك فيه كل الجهات الأمنية للتوصل إلى الجناة، الذين نفذوا الحادث الإرهابى الخسيس، وفريق البحث توصل إلى معلومات مهمة عقب تلقى تقرير المعمل الجنائى، ورجال المفرقعات حول نوعية المواد المتفجرة «tnt»، ومكونات العبوة الناسفة التى تتشابه مع مكونات عبوات أخرى نفذت بها جماعة «أجناد مصر» عمليات عدائية داخل محافظة الجيزة ومنطقة 6 أكتوبر.

وهناك بعض الأشخاص المطلوبين فى هذه الجماعة مازالت الأجهزة الأمنية تلاحقهم، وأعضاء «أجناد مصر» معظمهم من خريجى كلية الهندسة، والأجهزة الأمنية تلاحق أفراد هذا التنظيم الإرهابى، وعددهم من 7 إلى 8 أشخاص.

■ هل تأكد الفريق من وقوف «أجناد مصر» وراء التفجير؟

- نحن لدينا معلومات وأدلة بأن هذه الجماعات التى تحاول استهداف رجال الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة، أيا كانت مسمياتها «أجناد مصر أو كتائب الفرقان أو بيت المقدس»، جميعها خرجت من رحم التنظيم الأم، وهو جماعة الإخوان الإرهابية. وهناك معلومات لدى الفريق البحثى مهمة جدا وخطيرة للغاية، بعضها من أقوال شهود عيان ومجندين ومن تفريغ كاميرات، وبعض المشتبه فيهم يتم استجوابهم لدى أجهزة المعلومات، وتتم مقارنتها مع التحريات والمعلومات وتقارير الطب الشرعى.

■ الخلايا التى تم ضبطها كشفت عن «بيت المقدس» و«أجناد مصر» و«كتائب الفرقان».. ما طبيعة هذه الكيانات؟

- كل هذه الكيانات من جماعة الإخوان الإرهابية، وهذه المسميات مجرد «ستار» لهذه الجماعات الإرهابية، وهذه المسميات للتخفى وراءها بدعوى السلمية، ومحاولة ترويجها إلى الغرب، وكل من تم ضبطهم فى هذه الخلايا اعترف بارتكاب وقائع إرهابية، وضبطت بحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة، بإرشادهم، ولا أريد الحديث عن عناصر «بيت المقدس وكتائب الفرقان وأجناد مصر»، أكثر من ذلك، فكلها كيانات إرهابية تقوم بارتكاب أعمال خسيسة، و(الإخوان) هى المنسق العام للجماعات التكفيرية وهى الرحم الحقيقية لهذه الكيانات.

■ أنت تتفق مع الطرح الذى يؤكد أن وزير الشباب فى عهد حكم الإخوان أسامة ياسين وراء تجنيد ميليشيات «أجناد مصر»؟

- نعم هناك معلومات مؤكدة بضلوع عناصر إخوانية فى تجنيد عدد من الميليشيات الإرهابية، وتأكدنا سابقا أن الإخوان كونوا «الفرقة 95 إخوان» فى ميدان التحرير، ولدينا معلومات عن دور الوزير السابق، أسامة ياسين، داخل مراكز الشباب، وتجنيده شباب الإخوان فى ميليشيات إرهابية، بجانب الإفراج عن عناصر إرهابية فى منتهى الخطورة، وهذه الجماعة كانت توفر أماكن للتدريب على العمليات المسلحة فى مطروح، وبعض الأماكن الأخرى فى محافظات مصر، وكانت كلها مجرد إرهاصات لما نحن فيه الآن، والإخوان كانوا لا يثقون فى الشعب المصرى وأعدوا الأسلحة وأماكن التدريب.

■ لكن وزارة الداخلية لم تصدر بيانا عن الفرقة 95 إخوان وأجناد مصر؟

- هناك عدد من الحقائق لم يتم الإعلان عنها، والفرقة 95 إخوان وأجناد مصر هم فصائل من الإخوان وستائر للتخفى، وواقعة «ميليشيات الأزهر» ليست بعيدة، وكانت مجرد بروفة لما وصل إليه الأمر عقب ذلك، والتاريخ القديم يتحدث عن التنظيم السرى للإخوان، فهى جماعة إرهابية انتهجت العنف، وعندما وصلت للحكم سارعت للاستمرار فى التنظيم السرى وساعدت على تدريب والإمداد بالأسلحة، وكل مظاهراتهم غير سلمية ومدججة بالأسلحة.

■ هل ترى أن حادث بولاق أبوالعلا كان هدفه اغتيال أحد شهود قضية «اقتحام السجون»؟

- هو حادث إرهابى من جماعة خسيسة، تسعى إلى العنف والتحريض على العنف وقتل المصريين بدم بارد، والحادث استهداف من الدرجة الأولى لضباط الشرطة فى كمين كانت مهمته منع عودة الباعة الجائلين، وأحد الشهداء يعمل بمرافق القاهرة، والثانى يعمل بتأمين الفنادق ومنتدب للعمل بمديرية أمن القاهرة، وكانا فى الخدمة، وأحدهما كان شاهدا فى قضية اقتحام السجون بوادى النطرون، لكن التحقيقات لم تؤكد أن هناك مخططا لاغتيال الضابط لكونه شاهدا فى القضية.

■ لكن وزارة الداخلية فقدت العديد من رجالها والبعض يردد أن «الداخلية» لا تتعلم من أخطائها.. أين الخلل؟

- أنا مش عايز أقول خلل، جهاز الشرطة كبير ومنتشر على مستوى الجمهورية، والخطأ المهنى وارد فى ظل كل الأعباء المحمل بها جهاز الشرطة، وأنا أتحدث عن بشر، نعم هناك خطأ نعترف به وهو خطأ بشرى، والوزير عقد عدة اجتماعات عقب الحوادث الإرهابية، جدد فيها ضرورة التذكير بقواعد السلامة الشخصية للضباط، والتصدى لمحاولات استهداف سيارات وضباط الشرطة وفقا لخطط أمنية محكمة، والإرهاب عمل جبان ولا تستطيع أى أجهزة أمنية منعه ودحره فى يوم وليلة.

■ هل نجح الإخوان فى اختراق مؤسسات الدولة خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى؟

- نعم الإخوان اخترقوا الأجهزة الحساسة، وعددا من المواقع الخدمية والوزارات أثناء فترة حكم الرئيس المعزول، وكان لديهم مخطط للهيمنة على كل شبر فى البلد، فهم زرعوا عناصر كثيرة فى مواقع حساسة بوزارة الكهرباء وفى الوظائف التى تتحكم فى إجراءات رئيسية، والآن هناك مراجعة لكل الوظائف القيادية بوزارة الكهرباء للتأكد من خلوها من العناصر الإخوانية.

■ ماذا عن اختراق الداخلية؟

- نحن استبعدنا 100 فرد شرطة وضابط اعتنقوا أفكار جماعة الإخوان وتم إنهاء خدمتهم، ونضعهم تحت المراقبة للتأكد من عدم قيامهم بأعمال ضارة بالوطن والشعب، والإخوان استطاعوا أن يدخلوا 73 طالبا كلية الشرطة، وجميعهم تحت المراقبة، ومن يثبت عليه من طلاب الشرطة انتماؤه للإخوان لن يستكمل دراسته ومسيرته فى كليات الشرطة، وتم فصل 3 من هؤلاء الطلاب لثبوت محاولتهم التحريض، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، على العنف.

■ ما تفاصيل تصفية 7 من قيادات جماعة «أنصار بيت المقدس» فى جبل الجلالة بالسويس؟

- فى الحقيقة هذه العملية واحدة من أهم الضربات الأمنية، التى وجهتها وزارة الداخلية للعناصر التكفيرية، التى تم فيها تصفية 7 من قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس. تم رصد هذه المجموعة عقب حادث الفرافرة الأول، الذى استشهد فيه ضابط و4 جنود، وتمت ملاحقتها أكثر من مرة فى أكثر من محافظة، وكانت لا تستقر فى مكان واحد إلا 4 أيام، وكانت تتنقل بين المناطق الجبلية، وعقب تنفيذ حادث الفرافرة الثانى، الذى استشهد فيه 22 من رجال القوات المسلحة، تم استهداف عدة أماكن كانوا موجودين فيها، لكن القوات لم تعثر عليهم، حتى وردت معلومات عن استقرار المجموعة بجبل الجلالة بالسويس. وانتقلت القوات إلى المنطقة وتمت مداهمتها وعثر على كل أنواع الأسلحة بحوزة المتهمين.

■ البعض يشكك فى انتمائهم لـ«بيت المقدس».. ويقول إن شادى المنيعى، قائد التنظيم، مازال حيا، ما تعليقك؟

- ثبت لدينا بالدليل القاطع أن شادى المنيعى، قائد تنظيم بيت المقدس، قتل فى إحدى العمليات، والمتهمون فى عملية جبل الجلالة كانوا مطلوبين ومحددين بالاسم، واشتركوا فى وقائع إرهابية، وأتحدى من يقول غير ذلك، واعترف تنظيم أنصار بيت المقدس بارتكابها وأعلن مسؤوليته عنها، وإجراء تحليل الحامض النووى أثبت أنهم المطلوبون للجهات القضائية. ومازالت هناك بقايا من هذا التنظيم ملاحقون، فى شمال سيناء والقاهرة الكبرى، كما أن المتهمين الذين تمت تصفيتهم فى طريق السويس سرقوا سيارتين بالإكراه لاستخدامهما فى الأعمال الإرهابية، وتأكدنا أن الذين قتلوا فى تلك العملية من قيادات أنصار بيت المقدس وكانوا مشاركين فى بؤرة عرب شركس.

لكن هناك من يحاول التشكيك فى كل شىء وهم عناصر تهوى الإثارة، وتستغل الحرب الإعلامية للجماعة الإرهابية.

■ لكن قوات الشرطة تستهدف يوميا وتم تفجير مدرعتين على نفس الطريق بسيناء والنتيجة شهداء ومصابون جدد؟

- نعم هم يقومون بمحاولات يائسة بعد أن ضاقوا من الملاحقات الأمنية لهم، خاصة التى تقوم بها القوات المسلحة فى سيناء، وقريبا ستعلن سيناء خالية من الإرهاب، لأن الإرهاب يحتضر بالفعل فى سيناء، واستهداف مدرعات الشرطة بعبوات ناسفة شديدة الانفجار، يتم زرعها على الطريق الدولى فيسقط ضحايا ومصابون، وهم يحاولون استغلال هذه الحوادث للتأثير على الحالة المعنوية للضباط والجنود، الذين تزيدهم هذه العمليات الجبانة إصرارا على التصدى لمحاولاتهم من تخريب وتدمير.

■ «أنصار بيت المقدس» بثت فيديو عن الحادث الأخير، وأعلنت مسؤوليتها عنه.. والبعض يعتبره ردا سريعا على الداخلية وتحديا لكم.. ما تعليقك؟

- نعم هذه الجماعة تحاول استغلال آلة الحرب الإعلامية بهذه الفيديوهات حول العمليات التى يتم تصويرها لإرهاب القوات، ونحن حددنا بعض المتورطين فى هذا الحادث وتجرى ملاحقتهم، وهناك فريق بحثى يتابع هذه القضية، والتقارير حددت نوعية المادة التى استخدمت فى التفجير، لكن البعض يعتبره ردا سريعا، لكن نحن لا نعتبره كذلك، لأن هذه التنظيمات يائسة، وتسعى للاختباء فى المناطق السكنية فى سيناء، وفى تفجير المدرعات يستغلون أى حفرة فى الطريق ويقومون بزرع عبوات ناسفة لحصد أكبر خسائر، وهناك تعاون كبير من كل أبناء سيناء الشرفاء للقضاء على الإرهاب فى سيناء، وهذه الفيديوهات لن تؤثر على معنويات رجال الشرطة والجيش، وهذه العناصر لا تستطيع تحدى الدولة.

■ هل لديكم حصر بأعداد أنصار بيت المقدس المطلوبين.. وما حقيقة أن هناك 17 تنظيما مسلحا فى مصر؟

- نحن نجحنا فى القضاء على قيادات أنصار بيت المقدس، وتمت تصفية الكوادر الرئيسية فى هذا التنظيم، والمتبقى منهم معروفون وتجرى ملاحقتهم يوميا وفقا للمعلومات، ونحن لا نذهب إلى القتل، لكن نذهب لضبط متهمين متورطين فى أعمال عنف وتخريب، وممكن أن نعتبر العملية الأخيرة لتصفية أنصار بيت المقدس عملية ثأر للشهداء من رجال الشرطة والجيش.

■ كل يوم يسقط شهداء فى سيناء، ومع ذلك تؤكدون أنكم بالتنسيق مع الجيش تحققان نجاحات.. كيف ذلك؟

- نعم القوات حققت نجاحات عالية فى سيناء، وأتفق معك أن هناك شهداء روت دماؤهم أرض الفيروز، ونحن نثأر لهم من هذه العناصر التكفيرية التى تتاجر بالدين، ولولا الجهود المكثفة من القوات المسلحة وقوات الشرطة فى سيناء لواجهنا فاجعة كبيرة هناك رغم المعاناة التى تتعرض لها المنطقة، خاصة مع وجود الأنفاق التى من الممكن وجودها، ويتسلل منها الإرهابيون إلى سيناء من قطاع غزة أو العكس، والقوات المسلحة تؤمن كل حدود مصر التى تتعرض لتهديدات لأول مرة.

■ كيفية التعامل فى الفترة المقبلة مع هذه العناصر بعد تزايد ضرباتها للأجهزة الأمنية؟

- نحن نتعامل معها بالقانون، ولن نسمح بمحاولات التخريب أو تعطيل مرافق الدولة من هذه الجماعات التكفيرية، وهناك فريق بحثى كامل يعمل بشكل جيد للتوصل لمعلومات على من تبقى من العناصر الإرهابية، بعد الضربات الأمنية التى وقعت ضد رؤوس الإرهاب، وتم القضاء عليها.

■ هل مازالت جماعة الإخوان لديها قدرة على الحشد فى الشارع من خلال تقاريركم الأمنية؟

- هذه الجماعة فقدت قدرتها على الحشد، و«ماتت إكلينيكيا» وكل تحركاتهم ومسيراتهم مرصودة ويتم التعامل معها وتفريقها، وهم دائما يدعون أنهم سلميون رغم أن عناصر هذه الجماعة يحملون الأسلحة النارية ويهاجمون المواصلات العامة التى يستقلها المواطنون الآمنون، ولا أعتقد وجود أى تنظيم فى سيناء باستثناء بيت المقدس الذى يملك وسائل إعلامية لترويج أعماله، ونحن فى سبيل القضاء على التنظيم الذى كان يقوده الإرهابى المقتول شادى المنيعى.

■ هل قدمتم أى تقارير لتأجيل الانتخابات البرلمانية.. وهل يخوض الإخوان الانتخابات؟

- لم نتقدم بأى طلبات أو تقارير أمنية بالتأجيل، والحالة الأمنية فى البلاد تسمح بإجراء الانتخابات البرلمانية ولن نقدم أى طلبات بتأجيل الانتخابات، وقوات الشرطة قادرة على تأمين العمليات الانتخابية بمشاركة الجيش.

■ البعض يردد أن هناك تغولا للأمن السياسى على حساب الجنائى؟

- هذا الكلام غير صحيح، وهناك بعض الكُتاب ينتمون لأفكار تسعى للإثارة ويحاولون الترويج لعودة الأمن السياسى، ولن نتخذ أى إجراء ضد أى فرد دون قرار قضائى وإذن من النيابة العامة، ولا توجد لدينا سجون تتسع لعشرات الآلاف، وكل ما يروج هدفه الإثارة فقط، ولا يوجد داخل السجون أى معتقلين وبداخلها فقط من صدرت ضده أحكام قضائية أو أمر حبس احتياطى من النيابة العامة، وأتحدى من يروج أن هناك أعمالا للتعذيب تحدث داخل السجون، وما يحدث من تجاوزات من ضباط أو أفراد شرطة فى حق المواطن أخطاء فردية وليست أخطاء ممنهجة ويتم التعامل مع المتجاوز بكل حسم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية