x

اللواء سيد شفيق: أتوقع عمليات «جبانة» لكن مصيرها الفشل (حوار)

الجمعة 27-09-2013 21:28 | كتب: يسري البدري |
تصوير : حسام فضل

قال اللواء سيد شفيق، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام الجديد، إن قوات الشرطة والجيش الموجودة فى سيناء وكرداسة لن تعود حتى يتم تطهيرهما من جميع البؤر الإجرامية والعناصر التكفيرية.

وأضاف أنه يجرى تعقب كل العناصر الجهادية التكفيرية، وأن حملات تطهير دلجا وكرداسة نجحت فى تحقيق 95% من الخطط الأمنية الموضوعة، وأن وزارة الداخلية اتخذت قرارا بنقل قسم شرطة كرداسة إلى أطراف المدينة، وسيظل المكان القديم ذكرى لما سماه «الحادث الإجرامى الخسيس»، الذى تعرض له القسم.

وحذر «شفيق» فى حواره لـ «المصرى اليوم»، ممن وصفهم بـ«العابثين والمخربين»، الذين يسعون لإرهاب المواطنين بعمليات تفجيرية بأنهم مرصودون.. وإلى نص الحوار:

■ فى البداية.. ماذا عن خطط الأمن العام فى الفترة المقبلة؟

- لدينا خطة شاملة خلال الفترة المقبلة تستهدف السيطرة الأمنية، وبسط التواجد الأمنى الفعال على كل الأماكن الملتهبة، والتى كانت خارج السيطرة الأمنية، والتى استغلها بعض العناصر الخطرة لتكون بمثابة بؤر إرهابية جديدة، ونحن لدينا إصرار واضح على استعادة الأمن بالقوة، من خلال خطط تأمينية شاملة وضرب وتطهير جميع البؤر الإجرامية فى كل محافظات مصر، وفى توقيت واحد من خلال حملات تفتيشية تجرى بشكل يومى دون توقف.

■ كيف سيتم التعامل مع البؤر الساخنة والملتهبة؟

- المرحلة المقبلة سوف تشهد طفرة فى الأداء الأمنى، وسنركز على مكافحة كل البؤر الإجرامية على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى مواصلة الجهود المستمرة للقضاء على كل الأنشطة الإرهابية، هذه الجهود مستمرة منذ 14 أغسطس الماضى، ونحن نعمل فى المسارين سواء الجنائى أو الإرهابى، وسنركز على الشق الجنائى أكثر، لكونه العمل الأساسى لقطاع الأمن العام، وسنعمل على إيصال إحساس الأمن الفعلى للناس، والحملات الأمنية المشتركة مستمرة على مستوى الجمهورية، من أسوان للإسكندرية، وهناك حملات تمت فى أسوان والإسماعيلية أمس الأول، وكانت لها جهود بارزة فى إعادة الأمن إلى ربوع المحافظتين، وكذا باقى محافظات الجمهورية، وستكون الحملات متوازية فى جميع المحافظات.

■ هل الحملات سيتم توجيهها إلى كل المحافظات؟

- نعم، فى كل محافظات مصر دون تفرقة، ولدىّ أوليات قصوى فى جميع المدن والقرى لضبط الأمن العام وإعادة الاستقرار إلى ربوع البلاد، على سبيل المثال، هناك عدد من البؤر الإجرامية فى محافظة الشرقية، المواطنون يتضررون منها، ومكافحتها تشكل أولوية قصوى، وكذلك ما يحدث فى أسوان وكرداسة. وسنعمل على كل المسارات، سواء الأمر يتعلق بالنشاط المتطرف أو الإرهابى وكذلك الشق الجنائى، والمرحلة تقتضى التركيز على استهداف جميع البؤر الإجرامية واستكمال الحملات الأمنية للقضاء على تلك البؤر وضبط كل الخارجين على القانون الذين يتخذون تلك البؤر مأوى لهم، ويعملون على ترويع المواطنين، وتجديد الخطط الأمنية وتحديثها بما يتواكب مع المستجدات الأمنية والأساليب المستحدثة التى ينتهجها المجرمون فى ارتكاب جرائمهم، وذلك بهدف مواجهة كل الظواهر الإجرامية التى تهدد الأمن العام للبلاد، والعمل على القضاء على تلك الظواهر.

■ ما هى الخطوة الأولى التى تولى لها اهتماما شديدا حاليا؟

- اهتمامى الشديد بظاهرة الأسلحة النارية غير المرخصة، المنتشرة فى الشارع المصرى، ونعمل جاهدين على تكثيف جهود رجال مصلحة الأمن العام للقضاء على تلك الظاهرة وضبط كل تلك الأسلحة غير المرخصة التى يستخدمها الخارجون على القانون فى ترويع المواطنين، وذلك بقصد العمل على عودة الأمن للشارع المصرى مرة أخرى.

وهناك الآن ضرورة لتفعيل جميع إجراءات الأمن وتكثيف جهود الأمن العام بصورة عامة، وفى الأمن الجنائى بصورة خاصة، خاصة فى عمليات منع الجريمة قبل وقوعها، وهو ما ستنتج عنه عودة الهدوء والأمن فى الشارع، مؤكدا أن المواطنين سوف يشعرون بالأمن وتواجده بصورة كاملة خلال الفترة المقبلة.

■ ماذا عن الوضع الأمنى فى كرداسة بالجيزة ودلجا بالمنيا؟

- الوضع الأمنى فى كرداسة تحت السيطرة الأمنية الكاملة، وهناك تعاون مع الأهالى للقبض على العناصر الإرهابية، وأرى أن السبب فى ذلك هو قدرة وزارة الداخلية على استعادة القبضة القوية، وكذلك نتيجة التعاون الوثيق الذى أشيد به مع القوات المسلحة، وكذلك الروح الجديدة للمواطنين.. رأينا هذا فى كرداسة، والمواطنون تطوعوا لتقديم معلومات للأجهزة الأمنية حول المطلوبين أمنيا لأجل ضبطهم وتقديمهم للعدالة، كان شيئا مفرحا، العشرات من المتهمين الذين تم ضبطهم كان بإرشاد من المواطنين الشرفاء بناهيا وكرداسة، أما قرية دلجا بالمنيا التى عاد إليها الهدوء بعد قيام الأمن بمحاصرتها وتطهيرها وشن حملات أمنية مستمرة عليها، لغل يد العابثين بها والمؤثرين على عقول سكانها، فبات التجاوب مع الأمن هو لغة التفاهم السائدة بين الأهالى والشرطة بدلجا بل المنيا كلها.

■ كم عدد المتهمين المضبوطين فى كرادسة؟

- ضبطنا حوالى 170 متهما فى منطقتى كرداسة وناهيا، وضبطنا أحمد مصطفى غزلانى، أحد المتهمين شديدى الخطورة، وشهرته أحمد رشيدة، والذى شارك فى قتل مأمور قسم كرداسة شخصيا، وله كليبات أثبتت تورطه، كما تم ضبط طبيب بيطرى شارك فى اقتحام القسم.

والحملة هناك ستستمر حتى ضبط كل العناصر المطلوبة أمنيا، والصادرة بحقهم قرارات ضبط وإحضار، بلغ عددهم 143، إلا أنه مع دخول قوات الأمن بدأ ورود معلومات جديدة حول تورط آخرين فى الأحداث، وبدأنا فى ضبطهم، وذلك نظرا لأن التحريات التى تمت على المتهمين حدثت دون دخول ميدانى إلى المنطقة، إلا أنه بعد دخول قوات الأمن بدأ تعاون المواطنين فى الإدلاء بالمعلومات، بعد ارتياحهم لدخول قوات الأمن، وحققنا 95 % من الخطط المطلوبة فى كرداسة، ولن نغادرها دون أن يكون هناك سيطرة كاملة عليها.

■ كيف أجريتم تحرياتكم عن المتهمين بكرداسة، رغم عدم وجود مركز شرطة، وعدم قدرة الشرطة على دخول المنطقة؟

- بصراحة كنا محرومين من جزء أصيل من المعلومة، وكنا نحصل على المعلومات عن طريق الهواتف المحمولة، لكن اللقاءات المباشرة مع المواطنين لم تتحقق إلا بدخول قوات الأمن إلى المنطقة، ما ترتب عليه ارتفاع عدد المضبوطين، وكنا حريصين على التأكد من أن كل الأسماء الواردة كانت مشاركة فى الأحداث، والحملة مستمرة، ولن أستطيع أن أحدد ميعادا لانتهائها، وبضبط جميع المتهمين فى الأحداث سينتهى ميعاد الحملة.

■ هل هناك دراسة لنقل مقر قسم شرطة كرداسة خارج المنطقة السكنية؟

- نعم هناك دراسة، وأنا لا أذيع سرا فيما سبق أن أنشأنا قسما خاصا بالمنطقة، وكان من المفترض أن يحافظ المواطنون على القسم، وليس هدمه، وهذا القسم تعرض للحرق مرتين وتم تدميره مرتين، وفى المرة الأخيرة حدث به تمثيل لجثث جميع القوة المتواجدة به، أعتقد أن وزارة الداخلية يجب أن تقف «وقفة»، ولن نعمل على تشغيل هذا القسم مرة أخرى فى مكانه الحالى، بل سنهدمه، وهنسيب قطعة الأرض المقام عليها القسم خالية كـ«ذكرى»، حتى ترى الناس الفارق بعد أن يتم نقل قسم الشرطة بعيدا عن هذا المكان، وسيعلمون حينها كيف سمحوا للمجرمين بالإجرام فى حق هذا البلد، وستطارد المجرمين لعنة شرفاء المدينة، ونقل القسم إلى أطراف كرداسة كلام نهائى لا رجعة فيه بالمرة.

■ لكن البعض يؤكد أنكم تعاقبون الأهالى بنقل القسم؟

- لا أعاقب الأهالى، لكن نقل القسم خارج المنطقة سيتم لدواع أمنية، ولن يكون بكرداسة أو ناهيا، هناك لجان تدرس المكان المناسب، وسيتم إنشاء القسم الجديد فى زمام منطقة كرداسة، وليس فى وسط المدينة وسيكون فى مكان بعيد عن المقر المحترق للقسم.. كان مقر قسم الشرطة أقرب إلى المستشفى والمدارس، وأقرب لكل الناس، لكن للأسف قلة من المتطرفين عاثت فيه فسادا، وأحرقت المقر مرتين على مدار سنتين، فمضطر أن أنقله وسيكون ذلك على أطراف المدينة.

■ ماذا عن الحديث الذى يتردد بشأن مقتل اللواء نبيل فراج بنيران صديقة؟

- مزايدات وكلام خيبان، وعيب لما يتقال فى موقف زى ده، هذه واقعة استشهاد، الرجل خرج من بيته إلى أداء واجبه، ولقى ربه شهيدا، ليست نيرانا صديقة، والشهيد أطلقت عليه النيران أول ما ترجل من سيارته فى وجود ضباط الشرطة وضباط القوات المسلحة، وفى وجود بعض الصحفيين والإعلاميين، اللواء قتل برصاصة غدر، ونحن نعرف أن هناك طلقات 9 مم «البريتا»، وهو فى متناول أيدى المجرمين، وأعتقد أنه انضرب بدفعة من الدفعات أصابته طلقة منها، ودم اللواء نبيل فراج فى رقابنا ولن نترك حقه وحق ضحايا مجرزة كرداسة، ونلاحق المتهم وسيتم القبض عليه فى أقرب وقت ممكن.

■ هل أجريتم تحقيقا مع القوة التى كانت برفقة اللواء الشهيد؟

- لم نجر تحقيقا مع القوة المتواجدة برفقة الشهيد، وما يشاع عن إطلاق عيار نارى من أحد المرافقين له بطريق الخطأ غير صحيح بالمرة، وعبارة عن مزايدات، وهذا الكلام أشاعه شخص على قناة «الجزيرة» على لسان الطبيب الشرعى، وإن الطلقة الـ9 مم لا تطلق إلا من فرد قريب من الشهيد، وأنها أطلقت من مسافة متر أو نصف متر، وهذا كلام «خيبان»، ونفى الطب الشرعى هذا الكلام شكلا وموضوعا، وقال لهم عيب «ما تقولنيش كلام ما قولتوش»، والمسافة التى أطلقت منها الرصاصة من 10 إلى 20 مترا، وظهر الضابط وأمين الشرطة المتواجدان بجوار اللواء وكذلك مراسل المحور، وكانت هناك كمية ضرب كثيفة، وكل المتواجدين انبطحوا وجروا.

■ ما سر نقل جنازة الشهيد إلى مدينة نصر؟

- نقل جنازة الشهيد من «الدراسة» إلى مدينة نصر كان رسالة بأن قوات الداخلية والجيش قادرون وقادمون على الحماية والتأمين، ولا يوجد أى مكان يعصى على وزارة الداخلية دخوله، وحددنا جنازة اللواء نبيل فراج فى منطقة الدراسة، وحين علم الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، قرر نقلها إلى مسجد آل رشدان فى مكان مفتوح، حتى يستطيع جموع رموز المجتمع المشاركة فى الجنازة، والدواعى الأمنية كانت تستدعى إقامة الجنازة فى الدراسة، وكان مقصودا أن تتم إقامتها على بعد أمتار من مسيرات الإخوان، وتم تقديم النصيحة بعدم إقامتها بمدينة نصر، لكنه أصر وكذلك الحكومة أصرت لتأكيد أن الدولة قادرة على حماية أى مكان فى الوطن.

■ لماذا لم يتم القبض على عبدالسلام بشندى؟

- عبدالسلام بشندى البرلمانى السابق عن الإخوان، وأحد المطلوبين فى واقعة كرداسة، والصادرة له ضبط وإحضار لم يتم القبض عليه، وهارب مثل آخرين من قيادات جماعة الإخوان، لكنه لا مفر، سيتم ضبطه فى أقرب وقت، ومفيش حد هيفلت من العدالة مهما كان، وهناك حملات مستمرة فى كرداسة، وباقى المحافظات لضبط كل العناصر الصادرة لها قرارات بالضبط والإحضار.

■ هل حددتم الجناة فى محاولة اغتيال وزير الداخلية؟

- نعم، حددنا الجناة فى الجريمة الخسيسة، وحددنا شخصية الانتحارى الذى قام بتفجير نفسه فى سيارة فى شارع مصطفى النحاس، واستعان بـ4 آخرين، من الخلايا العنقودية، ومعظمهم مصريون، والتحقيقات سوف تكشف مدى علاقتهم ببعض العناصر الخارجية، التى أرفض الإفصاح عنها لسلامة التحقيقات، وتقرير المعمل الجنائى حدد نوعية المواد المتفجرة التى كانت شديدة الانفجار، وبلغت 200 كيلوجرام، ووضعت فى السيارة، والتقرير الطبى أشار إلى وجود أشلاء على عجلة قيادة السيارة التى عثر عليها فى الدور الرابع لعقار مواجه لمكان الانفجار.

■ أين عصام العريان وعاصم عبدالماجد.. وهل تم تحديد مكانى اختبائهما؟

- هناك 15 مأمورية قتالية توجه يوميا لضبط المطلوبين فى كل المحافظات، عصام العريان ليس موجودا فى كرداسة على وجه اليقين، ووارد أنه يكون مازال متواجدا فى الجيزة، أصبح التخفى سهلا، طبعا كل القيادات اللى كانت عاملة نفسها «أسود» اتمسكت متخفية بالمظهر والشكل، وسهل جدا أن يتخفى الهارب عن الأنظار، وحددنا تواجده فى بعض قرى الصف، كما أنه دائم التنقل فى القاهرة الكبرى والتى يبلغ عدد سكانها 15 مليونا، وذلك سيكون لفترة، لكنه لن يفلت من العدالة مهما فعل، وكذلك حددنا تواجد عاصم عبدالماجد فى المنيا، وأعدهما بأنهما لن ينجيا من العقاب على جرائمهما فى حق الشعب المصرى.

■ هل تطاردون قيادات الجماعة فى الجيزة؟ ومتى سيسقطون فى يد الأمن؟

- استهدفنا مناطق الشوبك الشرقى وغمازة بمأموريات ضبط وحملات بعد ورود معلومات من الأهالى والمواطنين عن تواجد عصام العريان بهما، إلا أننا لم نجده، ولن نتحقق من تلك البلاغات، فبمجرد أن ترد المعلومة نتحرك فورا لمحاولة ضبطه، أما عاصم عبدالماجد فليس موجودا فى القاهرة، وكلام كثيرعن أنه متواجد بمحافظة المنيا، موطنه الأصلى وعزوته هناك، وحتى الآن لم نستطع تحديد مخبئه تحديدا، وكون المتهم يظل مطاردا وقلقا على أمنه الشخصى ومتخفيا ومتنقلا هاربا من مكان لآخر يعتبر بمثابة نجاح جزئى إلى حد ما بالنسبة لأجهزة الأمن، حتى لا يتفرغ إلى ارتكاب أعمال إجرامية، وأتوعد جميع المتهمين بأنهم لن يفلتوا من العقاب أو الملاحقة الأمنية، ولن يناموا هادئين ليلة واحدة.

■ هل هناك بؤر إجرامية أخرى مستهدفة؟

- هناك بؤر ولكنها ليست متطرفة، وهى جنائية، ولا نفرق بين الجنائى والسياسى، وبعض المتطرفين يستعينون بالعناصر الجنائية، وعندى فى نجع حمادى، فى قنا، بؤرة جنائية سوف نطهرها هى «حمرادوم»، وعندى فى القليوبية بؤرة مخدرات فى منطقة الجعافرة مش هنسيبها، وعندى فى بلبيس فى الشرقية بؤرة، وعندى بؤرتان على طريق الإسماعيلية يوميا بيحصل استهداف لهم، وهناك منطقة سامى سعد على الحدود بين الإسماعيلية والشرقية، وهذه المناطق هى دواليب مخدرات والمدمنين كانوا بيترددوا عليها، وضبطنا كميات من السلاح والمخدرات خلال الأربعة أيام الماضية، والمأموريات كل يوم بتنزل فى المناطق المستهدفة للقضاء على التجار ومنع المدمنين من التوجه إليهم، وسنستهدف فى الوقت القريب الشارع البحرى بالساحل الشمالى، حيث إنه نقطة التقاء لتجار المخدرات والسلاح القادمة من ليبيا.

■ ماذا عن سيناء والوضع الأمنى فيها؟

- الأمور تتحسن يوماً بعد يوم، والحملة المشتركة مع القوات المسلحة نجحت، والإرهاب ينتحر فى سيناء، وهناك بعض العمليات العشوائية التى تنم عن يأس العناصر الإرهابية، سواء كان تفجير مبنى، أو وضع لغم على الأرض، أو إطلاق نيران من سيارات على أماكن تمركز الشرطة أو الجيش، وهى أعمال يائسة تنم عن أن الإرهاب بدأ يتفكك فى سيناء، والعمليات فى سيناء متواصلة، وأحد القيادات فى القوات المسلحة وعد بعدم العودة إلا بعد التطهير،د والقضاء على الإرهاب، وكل المناطق الموبوءة فى سيناء مستهدفة بما فيها جبل الحلال، وضبطنا عددا كبيرا وقتلنا عددا كثيرا، ودمرنا مخازن أسلحة، منها أسلحة جيوش وليست جماعات. وحقيقةً، الجيش نجح بدرجة كبيرة، خاصة فى القضاء على ظاهرة الأنفاق، وسقوط هانى شيتة ضربة موجعة لشجرة الإرهاب، وبسقوط العناصر الرئيسية تضعف الشجرة، وترتفع الروح المعنوية لأهالى سيناء، وبدأ سقوط زعماء التنظيم، وهذا يقلل قدرة التنظيم على التعامل مع الأجهزة الأمنية، وهو ما يشكل نجاحا فى القضاء على منظومة الإرهاب فى سيناء.

■ ما الأماكن التى تعمل على تطهيرها الحملة الأمنية فى سيناء.. ومتى تنتهى؟

- ٤ أماكن فقط فى شمال سيناء، بالقرب من الشريط الحدودى الشرقى، منطقة المهدية، وهى منطقة سكنية، ومنطقة الوادى العمرو، ومنطقة البيرث، ومنطقة جوز أبورعد، بجوار الشيخ زويد، وهذه المناطق طبيعتها الجغرافية وعرة، وننسق مع الجيش لتطهيرها تماما، والحملة الأمنية ستأخذ وقتها كاملا، مش هنرجع من هناك إلا لما نجيب كل المتهمين فى واقعة الاختطاف، وكذلك تطهير البؤر الإجرامية والمتطرفة جميعها.

■ كثيرون يرون أن مشكلة سيناء أمنية فى المقام الأول.. كيف ترى ذلك؟

- مشكلات سيناء ليست أمنية فقط، هناك مشاكل اجتماعية وثقافية وتنموية يجب أن تتصدى لها الدولة، ويجب أن تكون هناك نظرة حقيقية للمحور الاقتصادى بسيناء، عن طريق التنمية الحقيقية وليست الشعارات ومانشيتات الصحف، وتشييد طرق ومصانع ومشروعات وتجمعات سكنية تستوعب العمالة والخريجين، فالتطرف يستقطب طابور العاطلين فى سيناء، كما فى غيرها من المحافظات والأقاليم، وكذلك يجب تغيير لغة الخطاب مع أهل سيناء، فهم يحزنون من كلمة «بدو سيناء» ويرون فيها شيئا من العنصرية، فلماذا لا تتم مناداتهم بأهل سيناء؟!

■ هل تتوقع عمليات إرهابية داخل البلاد قريبا؟

- بعد فض اعتصام ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر وكذلك القبض على القيادات البارزة فى تنظيم الإخوان عملنا تقدير موقف عن احتمالية وقوع عمليات إرهابية تستهدف منشآت وأشخاصا بشكل قريب، على غرار ما حدث فى الثمانينيات والتسعينيات، لكنها محكوم عليها بالفشل، لأنه ليس لها ظهير شعبى، لأن الظهير الشعبى الغالب من المواطنين يقف خلف أجهزة الدولة، خاصة الجيش والشرطة، وهو العامل المؤثر فى المعادلة.

وفى تصورى الشخصى أن تستغرق هذه العمليات فترة من الزمن، قنبلة هنا وتفجير هناك، وستنتهى بانتهاء خارطة الطريق عقب إعداد الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية، ونحن جاهزون لتأمين هذه المرحلة وفى كل المراحل، وأقول لك «إحنا جاهزين للتأمين لو الانتخابات بكرة الصبح».

■ متى سنتخلص من الإرهاب؟

- نتعامل مع ظاهرة عالمية، والإرهاب ستنحصر موجته خلال الـ9 أشهر القادمة، والحالة الأمنية تفترض علينا التحسب لكل عمل جبان، تخفيض الحظر مؤشر، وتشغيل القطارات مؤشر، الأمور تعود إلى طبيعتها تباعا، ولم نطلب تأجيل المدارس سوى فى كرداسة، بسبب العمليات الأمنية، والداخلية حول المدارس لتأمينها.

■ ماذا عن كيفية التأمين بعد العودة التدريجية لخطوط السكك الحديدية للعمل؟

- لدينا خطط شاملة للتأمين والحفاظ على أرواح مستقلى القطارات، ونرصد أن هناك بعض العناصر المتطرفة تحاول استهداف خطوط السكك الحديدية، والقطارات مرفق حيوى ينقل آلاف المواطنين فى الساعة، وأعتقد بعد المؤشرات والتأمين المكثف، نحتاج فترة حتى يتم التأمين، وقررنا إيقاف هذه الخطوط، لكن يمكن إعادة تشغيل الحركة الآن.

■ كيف سيتم التعامل مع جحافل الإخوان.. وماذا عن طلبة الإخوان فى كلية الشرطة؟

- الإخوان ليست جحافل وبانت قوتهم الحقيقية على الحشد فى مظاهرات هزيلة هنا أو هناك، إذ ظهرت آثار الملاحقات الأمنية لتقديمهم للعدالة، 500 واحد فى المظاهرة على أقصى تقدير، وطلبة الإخوان نراجعهم ونراجع تراخيص السلاح خلال السنتين الماضية، حوالى 300 واحد محسوبون على الإسلام السياسى، والمتورط فى نشاط إجرامى هنطبق عليه القانون، وسيتم سحب عدد من التراخيص، وطلبة كلية الشرطة طالما مالهومشى نشاط سياسى سيستمرون، لكن من يمارس نشاطا سيتم فصله وتحويله للتحقيق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية