أسفر الانهيار المفاجئ للقوات العراقية في مواجهة مقاتلين مسلحين بأسلحة خفيفة، عن مناقشة ساخنة داخل الجيش الأمريكي بشأن حرب كانت على وشك أن تسجل في التاريخ على أنها نجاح وهى الحرب في العراق.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، الخميس، أنه في خضم صدى حقبة ما بعد فيتنام، يعتقد بعض الضباط العسكريين الأمريكيين أن الحرب من الممكن بل ينبغي أن تسفر عن الانتصار، كما أنهم يلقون باللوم على القادة المدنيين، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لفشلهم في الضغط بصورة أقوى للتوصل إلى اتفاقية سياسية تتيح للجيش الأمريكي البقاء على الأراضي العراقية لفترة أطول تكفي لضمان تحقيق النصر.
ونسبت الصحيفة إلى بيتر منصور، وهو جندي أمريكي متقاعد وكان أحد كبار مستشاري الجنرال ديفيد بترايوس في بغداد، قوله إن أي شخص تواجد هناك في فترة الطفرة شعر بحماس شديد تجاه مستقبل البلاد في حال استمرار مشاركة (القوات).
وأوضحت الصحيفة أن هذا الجدال يذكرنا بأعقاب حرب فيتنام عندما ألقى الجيش مسؤولية هزيمته على الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون وغيره من القادة المدنيين من الإدارة المنفصلة الذين وضعوا قيودا على استخدام الجيش للقوة العسكرية واختيار البيت الأبيض لأهداف للقصف.
وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن شهادة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمام مجلس الشيوخ قوله إن «المشكلة اليوم تتمثل في عدم تصرف الحكومة (العراقية) بمسؤولية».
وتساءلت الصحيفة: كيف يمكن للجيش الأمريكي حل النقاش الداخلي الدائر اليوم والذي من الممكن أن تكون له آثار عميقة على شكل قواتها مستقبلا؟.
وأوضحت الصحيفة أنه من الممكن أن تؤثر نتيجة هذا الجدال الداخلي على النصائح التي يقدمها كبار القادة العسكريين بشأن مستقبل الصراعات. وفي السياق ذاته، قال المدير السابق لمجلس الأمن القومي بيتر فيفر إن «العراق باتت ممهدة للنقاش عن أفغانستان وسوريا والعراق».
وأشارت الصحيفة إلى أن النقاش حول من الذي خسر في العراق لا يزال أوليا وعاطفيا حيث لا يزال العديد من الضباط العسكريين الأمريكيين يتذكرون أصدقاءهم الذين قُتلوا في المعركة. وتنتاب العراق وشعبها حالة من الغموض عن الوضع الحالى والسابق حيث إنه خلال الحرب في العراق كانت القوات الأمريكية تقوم بدوريات في المدن العراقية مستقلة مدرعات وتقطن في قواعد محصنة محاطة بجدران واقية من الانفجارات وأسلاك شائكة.