ألقى المشير عبد الفتاح السيسي، مساء الثلاثاء، 3 يونيو، أول خطاب رسمي له عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات فوزه برئاسة مصر، مرتديًا الزي المدني، واثقًا من نفسه، متحكمًا في حركات جسده، وجاء حديثه مقتضبًا ومباشرًا، قاصرًا رسالته على المصريين في الداخل والخارج.
ذلك كان فحوى الخطاب الذي استمع إليه ملايين المصريين سواء ممن منحوه صوتهم أو لم يمنحوه، إلا أنهم أصبحوا مواطنين في دولة صار فيها «السيسي» الرئيس الثالث لها عقب ثورة يناير والثاني عقب ثورة 30 يونيو.
اتسم خطابه الذي لم يتجاوز الـ5 دقائق بعبارة «خير الكلام ما قل ودل»، عكس سابقه المعزول محمد مرسي، الذي امتد خطابه الأول قرابة النصف ساعة، ويمكن القول، إن مدة خطاب «السيسي» معقولة إذا قورنت بخطابات التنصيب الأولى لعدد من الرؤساء العرب والأجانب، فقد بلغت مدة خطاب أول رئيس تونسي منتخب عقب الثورة 3:16 دقيقة، والخطاب الأول للرئيس الفرنسي، فرانسو هولاند، 1:36 دقيقة، والخطاب الأول للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، 3:17 دقيقة.
كما ألقى «السيسي» خطابه مرتجلاً، واثقًا من نفسه، لم يلجأ إلى الإسهاب غير الملائم، متحكمًا تمامًا في حركات الجسد، لم يلوح بيده مطلقًا، على النقيض من «مرسي» الذي لوح بيده 17 مرة، وكان ضعيفًا في لحظات الارتجال خلال خطابه الأول.
وبالنظر إلى مضمون الخطاب، كان أقرب إلى خطاب شكر وعرفان وتعهد، وغزل لمؤسسات الدولة، وتحية لمنافسه المهزوم، وشحذ للهمم والتأكيد على ضرورة العمل من أجل النهوض بمصر.
واستهل خطابه بتقديم الشكر والتقدير والعرفان للمصريين في الداخل والخارج، واصفًا إياهم «شعب مصر العظيم» و«أنباء مصر الكرام»، «المصريين الشرفاء»، ولم يلجأ إلى ذكر «الأهل» أو العشيرة كما فعل الرئيس المعزول، مرجعًا سبب فوزه في الانتخابات إلى التضحيات التي قدمها المصريون خلال ثورتي يناير ويونيو.
كما وجه الشكر والتقدير لمؤسسات الدولة والقضاء والقوات المسلحة والشرطة والإعلام على دورهم في المرحلة الانتقالية وتأمين والإشراف على الانتخابات، ووجه الشكر لمنافسه حمدين صباحي، مؤكدًا على ضرورة إشراك منافسه والشعب المصري في مرحلة البناء التي ستشهدها الدولة خلال الفترة المقبلة.
ركز «السيسي» الذي اتخذ من «تحيا مصر» شعارًا لحملته الانتخابية، والذي حصل على 23 مليونًا و780 ألف صوت، على شحذ النفوس لمواجهات التحديات التي تواجه الدولة، من خلال الحث على العمل لتحقيق الأهداف التي خرج المصريون مطالبين بتحقيقها «عيش حرية عدالة اجتماعية».
وأكد على ضرورة الوحدة والاصطفاف والتعاون، بقوله «أثق بوعيكم بما يواجهه الوطن من مخاطر.. فلنعمل معًا بنية صادقة وإصرار على تحقيق النجاح، لنبتغي رفعة الوطن ومصلحة الشعب».