عبدالفتاح السيسي، هو اسم رئيس مصر السابع، الذي دعا الشعب في أول خطاب له بعد تقلده المنصب، إلى العمل، موجهًا الشكر والتحية مثل سابقيه إلى الشعب المصري.
رؤساء مصر تحدثوا في خطابهم الأول عن أهمية الاتحاد والعمل والصبر، ووصفوا الشعب بـ«الصامد»، كما اعتبروا أن إرادة الشعب هي الدافع الرئيسي وراء تحقيق أهداف الثورة، سواء كانت ثورة 23 يوليو 1952 أو 25 يناير 2011 أو 30 يونيو 2013.
في السطور التالية، تستعرض «المصري اليوم» نصوص الخطاب الأول لرؤساء مصر، بداية من الراحل محمد نجيب وقت إعلان الجمهورية عام 1953 ومرورًا على جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، وصولًا إلى محمد حسني مبارك، ومحمد مرسي، وعدلي منصور، وأخيرًا وليس آخرًا السيسي.
خطاب محمد نجيب
حضرات المواطنين:
أشكر لكم من كل قلبي، شعوركم هذا، وأهنئكم بالجمهورية، التي هي عنوان حكم الشعب نفسه، وأرجوا ألا تنسوا أنكم جنود هذا الوطن، وبمقدار تعلقكم به وحبكم له وشعوركم بالمسؤولية نحوه.. بمقدار ذلك الحب وهذا لا شعور بالمسؤولية، سيكون نجاح بلادنا. فالوطن وطننا جميعًا.
مصر تطالبكم أيها المواطنون، وأريد أن اقول لكم أن مصر تنتظر من كل فرد من أبنائها أن يؤدي واجبه خالصًا لوجه الله و الوطن، وأريد أن اكرر ما سبق أن قلته مرارًا، من اننا لكي ننجح، يجب علينا ان نتمسك باتحادنا، وبحسن نظامنا، وأن نضاعف عملنا، فلا تسمحوا للفرقة أن تتسلل إلى صفوفكم فنحن إذا ما تمسكنا باتحادنا وأدى كل منا عمله بقلب خالص، فسننجح وسيكون النصر حليفنا بإذن الله.
وها أنتم هؤلاء ترون أننا ما دمنا نعمل بقلب رجل واحد، فإننا نكسب كل يوم كسبًا جديدا ونخطو دائمًا خطوات موفقة إلى الأمام.
نحن أمام خصم قوي أيها المواطنون:
إننا الآن أمام خصم قوي.. ونحن وإياه أشبه بفريقين يشد كل منهما طرف حبل، فالفريق المنظم المتضامن هو الذي يكسب.
لا تنسوا أن الحركة قامت لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد الشعب جميعًا، والعمل على تحقيق أهداف الوطن، وفي مقدمتها صالح الفلاحين والعمال وكل الطبقات، التي كانت محرومة، وبذلك يشعر كل مواطن بأن هذا الوطن وطنه وأنه هو الذي يدر عليه الخيرات كما أنني أوصيكم بالصبر، فلا تنسوه، لأن الصبر يجب أن يكون في المحل الأول من تقديرنا، ولا تنسوا أننا قطعنا مرحلة طيبة جدًا في سبيل تحقيق أهداف الوطن.
فالذي يزرع الأرض فيتعهدها أولًا بالري حتى تثمر، فيجني هذا الثمر بعد وقت وبعد صبر وبعد جهاد.
إننا سنواجه صعوبات كثيرة ولكننا بصبرنا وقوة ايماننا وباتحادنا وبتمسكنا بحق وطننا سنتغلب على جميع هذه الصعاب.
وأخيرا أكرر عليكم ألا تنسوا أننا جميعًا كالجنود في جبهة القتال، التي يتحتم فيها على كل جندي أن يتحمل بالصبر، و يتصف بالشجاعة والجلد والجهاد، وأن يكون قويًا، حتى ننجح في هذه المعركة العظيمة.. معركة الوطن و السلام.
خطاب عبد الناصر
أيها المواطنون:
اليوم انتصرت إرادة الشعب، واستطاع شعب مصر أن يثبت للعالم أجمع أنه قد آلى على نفسه أن يعمل من أجل أهداف ثورته.
اليوم يستطيع أي فرد من أبناء هذا الوطن أن يشعر أن مبادئ التعاون ومبادئ المحبة قد انتصرت، وأصبحت مصر كلها متكاتفة متحدة، إرادتها واحدة، نبذت التفرق وأخذت من الماضي العظة، أصبحت مصر اليوم بعد الجهاد الطويل وبعد الكفاح المرير تشعر بقيمتها وتشعر بقوتها.
أصبحت مصر اليوم بعد كفاح السنين الطويلة والأجيال الطويلة، وبعد أن استشهد من أبنائها من استشهد، وبعد أن لم تقف عن الكفاح أبدًا ولم تسلم ولم تستسلم، أصبحت مصر تحس أنها حققت هدفًا من أهدافها.
فقد أصبحت مصر من شمالها إلى جنوبها إرادة واحدة وعزم واحد وإيمان واحد، أصبحت مصر اليوم بفضل وعى أبنائها وبفضل تيقظ أبنائها، أصبحت مصر اليوم غير مصر الأمس، لقد كافحت مصر دائمًا، كافحت وجاهدت وقاتلت، ولكنها لم تجد الفرصة أبدًا لكي تعرف حقيقتها.
واليوم - أيها المواطنون - نحن نعرف حقيقتنا.. نعرف قيمتنا ونعرف قوتنا، نحن نعرف أن مصر جميعًا قد أجمعت على أهداف هذه الثورة، إن مصر جميعاً قد أعلنت إرادتها بالأمس، إرادتها التى تقول إنها ستسير وراء أهداف هذه الثورة رجلًا واحدًا وقلبًا واحدًا.
مصر قد أعلنت إرادتها التي تقول: نزحف زحفًا في الجهاد المقدس لتحقيق أهداف هذه الثورة، مصر أعلنت إرادتها.. أعلنتها للعالمين وأعلنتها لأبنائها،
وأصبح كل فرد من أبنائها يشعر أننا نتعاون جميعًا من أجل تحقيق هذه الأهداف، كل فرد من أبناء هذا الوطن الذين كانوا يفقدون ثقتهم في أنفسهم وفي وطنهم وفي أبناء وطنهم، كل فرد من أبناء هذا الوطن يستطيع اليوم أن يشعر أن الثقة متكاملة، كل منا يستطيع أن يثق فى نفسه وفي أخيه وفي وطنه، لأن مصر قد أجمعت بالأمس على أنها ستسير قدمًا لتحقيق أهداف الثورة.. ستجاهدون جهادًا مقدساً وستزحف زحفًا مقدسًا.
أيها المواطنون.. وفقكم الله وهداكم.. وفقنا الله وهدانا.
خطاب السادات
أيها الإخوة المواطنون
لقد تلقيت أمركم وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يكون أدائى للمهمة، التي كلفتمونى بها على نحو يرضاه شعبنا وترضاه أمتنا، ويرضاه المثل الأعلى، الذي وضعه القائد الخالد، وأعطاه كل شئ من الحياة إلى الموت.
إننى أعتبر النتيجة، التي أسفر عنها الاستفتاء الشعبي على رئاسة الجمهورية أمانة ومسـؤولية.
أعدكم بدوري أن أعطيها كل شئ بلا تردد، وبلا تحفظ، وبكل ما يملكه الجهد، وتتسع له القدرة، وأثق ثقة كاملة مستمدة من إيماني بالله وإيمانى بالشعب.. إنكم جميعا سوف تكونون معي على الطريق، الذي يمتد فيه نضالنا نحو آفاق الأمل المرتجى.
لقد قلت لكم من قبل إنكم لتعرفون أن الأمانة والمسؤولية الكبيرة وقلت لكم من قبل، وإنكم لتعرفون، إن الطريق طويل وشاق، وقلت لكم من قبل، وإنكم لتعرفون، إن آمالنا رحبة وواسعة، والوفاء بذلك كله فوق طاقة أي فرد.
وتحقيق ذلك كله يتعدى احتمال أي إنسان، ووصولنا إلى ما نريد بمقاييس العصر وقيمته وأحلامه يحتاج إلى الأمة بأسرها تزحف زحفًا على الطريق، تؤمن بنفسها وتؤمن بهدفها، وتؤمن بالتطور والتقدم وتؤمن بحتمية انتصار الحياة: وتنتصر لكل ما تؤمن به.
إن ثقتى بهذه الأمة الخالدة لتتأكد إلى غير ما حد، حين أرجع البصر مستذكرًا ما واجهنا وعانيناه خلال الأسابيع الأخيرة.
لقد أراد الله عز وجل - ولا اعتراض على حكمه أو حكمته - أن يمتحن صلابتنا في أغلى ما كان عندنا، وأعز ما كنا نملك.. وجاء ذلك في أصعب الأوقات وأحرج الظروف ولو وهن عزمنا لكان لنا العذر.. ولو أخذتنا الصدمة لشفعت لنا قسوة المفاجأة، لكن شعبنا كان عظيمًا.. عظيمًا.. عظيما.. لقد حمل أحزانه بنبل وكبرياء وعبر الجسر من مرحلة كنا فيها مع القائد الخالد إلى مرحلة نحن فيها بغيره.. مستمرا على نفس الطريق، متوجها إلى نفس القصد لا يثنيه عائق، ولا ترده قوة.. مدركا فى وعى عميق أنه بذلك لا يؤكد استمرار مبادئه فحسب.. وإنما يثبت في نفس الوقت ضرورة انتصاره.
أيها الإخوة المواطنون
لابد أن أصارحكم أنني أعتز بالنتيجة التي أسفر عنها الاستفتاء الشعبي.. أي أكثر من ستة ملايين قالوا نعم لترشيحي.. وأكثر من سبعمائة ألف قالوا لا، وأعتبر بأمانة أن هذه ظاهرة صحية وإن كنت أود أن أضيف اعتقادي الشخصي بأن الذين قالوا لا لم يقولوها اعتراضًا على الثورة.. ولا على استمرار الطريق، وإنما كان قولهم لها تحفظًا على المرشح لرئاسة الجمهورية نفسه إن ذلك - وأصارحكم القول - لم يسبب لي أي ضيق.. ولا اعتبرته مدعاة للأسف.. إنما اعتبرته ظاهرة صحية . فإن هذا الشعب لا يجب أن يمنح ثقته المطلقة لفرد بعد جمال عبد الناصر.. بل ولقد كان جمال عبد الناصر نفسه أعلى الأصوات تحذيرا من اعتماد الأمة على الفرد وإننى أعدكم أنني سأكون للجميع.. للذين قالوا نعم والذين قالوا لا.
إن الوطن للجميع، والمسؤول فيه مؤتمن على الكل بغير استثناء.
لقد شرفني أن يقول أكثر من ستة ملايين رأيهم بنعم .. واعتبرت ذلك حسن ظن مسبق أعتز به، وأرجو الله أن يمنحني القدرة على أن أكون أهلا له وجديرا به ولقد شرفنى فى نفس الوقت ان يقول أكثر من سبعمائة ألف رأيهم بلا، ولم أعتبر ذلك رفضا، وإنما أعتبره حكما مؤجلا.. وأرجو الله أن يمنحني القدرة على أن أصل بالأمانة إلى حيث يجب أن تصل الأمانة.. وأن يجئ الحكم المؤجل قبولا حسنا، ورضا من الناس والله في نهاية المطاف ضد كل قوى الظلم والعدوان.
أيها الإخوة المواطنون
فلنتوجه الآن بكل قوانا إلى مسيرتنا المستمرة.
إن هناك عمل كبير يجب أن نقوم به وأن نحسن القيام به.
إن هناك معركة تنتظرنا.. ويجب أن نعطيها شعبا وجيشًا كل ما تفرضه علينا من تبعات وتضحيات.
إن هناك أمة عربية تناضل على طريقه.. وسوف نكون خير رفقة في النضال.
إن هناك عالما بأسره فيه الأصدقاء وفيه الأعداء وسنكون أوفى الأصدقاء للصديق، وأشرف المقاتلين ضد العدو.
إن هناك بناء سوف نواصل إقامته، وهناك تقدما سوف نواصل اللحاق به.
وهناك قضايا إنسانية سوف نكون لها الحماية والسند، وهناك أعلاما عالية فوق رؤوسنا وسوف يكون جهدنا.. بمشيئة الله عزا لمبادئنا وكرامة لأعلامنا.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
خطاب مبارك
تحدث عن السادات بوصفه «حبيب الملايين»، معتبرًا أن رحيله «خسارة فادحة»، خاتمًا بقوله: «ربي إني نذرت لك نفسي وجهدي وكفاحي فتقبل مني إنك أنت السميع العليم».
خطاب مرسي
وجّه التحية للشعب المصري بمن فيهم سائقي التوك توك، معتبرًا أنه «رئيس لكل المصريين».
خطاب عدلي منصور
تلقيت ـ ببالغ الاعتزاز والتقدير والتوقير والإجلال ـ أمرَ تكليفى بتولى رئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية القادمة ممن يملك إصدارَه ، وهَو شعبُ مِصرَ العظيم ، السيدُ والقائُد ومَصْدَرُ جميع السلطات بعد أن قام فى الثلاثين من يونيه بتصحيح مسار ثورته المجيدة التىَ تمت فى الخامس والعشرين من يناير سنة 2011 .
إن أعظم ما تم فى الثلاثين من يونيه أنه جمع الشعبَ كلَّه بغير تفرقة ولا تمييز ، وكان للشباب فضلُ المبادرة والمبادأة، والريادِة والقيادِة ، وأنبل ما فى هذا الحدث العظيم أنه جاء تعبيراً عن ضمير الأمه وتجسيداً لطموحاتها وأمانيها ، ولم يكن دعوة إلى تحقيق مطالب خاصة أو مصالح شخصية .
إن ضمان استمرار روح الثورة يحمل لنا بشائَر الأمل وأطيافَ الرجاء فى التمسك بمبادئ هذه الثورة وقيمها الجديدة وفى مقدمتها أن تنتهى إلى غير رجعية عبادةُ الحاكم التى تخلق منه نصف إله ، وأن تَسْقُط كلُ أنواعِ القدسيةِ والحمايةِ والحصانةِ التى يضفيها الضعفاءُ على الحكام والرؤساء ، وأن نتوقف عن إنتاجنا فى صناعة الطغاة فلا نعودُ نعبدُ من دون الله ـ جل جلاله ـ صنماً ولا وثناً ولا رئيساً .
إننى أرجو ألا يرحل الثوار عن الميدان ، يظلُ المصريون هناك يتناقلون الرايةَ جِيلاً بعد جيل يُسَطَّرون لهذه الثورةِ آياتِ الخلود والرفعة، ولا أقصد بالميدان حدود المكان ولا التواجد الجسدى فيه، وإنما أن تتجدد روح الميدان فى نفوس المصريين جميعاً متوثبةً يقظةً تحمى الثورة وتحرَسها فى مُستقبلِ الأيام والسنين
إننا نتطلع إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإرادة شعبية حقيقية غير مزيفة ، ذلك هو المدخل الآمنُ الوحيد من أجل غد أكثر إشراقاً ، وأرحبَ حرية ، وأوفى ديمقراطية وأوفرَ عدلاً ، وأكثَر وعياً ، وأطهرَ سلوكاً ، تتحقق فيها رفعةُ الوطن وعزةُ الشعب .
تحية للشعب المصري الثائر الصابر الصامد الذي أثبت للدنيا كلها أنه لا يلين ولا ينحنى ولا ينكسر.
تحية للشباب المصري الجسور الرائع الذي كان طليعةَ الشعب ، ودليلاً له فى ارتياد طريق الانتصار حتى بلوغ نهايته.
تحية للقوات المسلحة الباسلة التي كانت دوماً ـ وكعهدها أبداً ـ ضميرَ أمتها ، وحصنَ أمنه وحمايته ، والتى لم تتردد لحظة فى تلبية نداءِ الوطن والاستجابةِ لإرادة الشعب.
تحية للقضاء المصري الشامخ العادل الحر المستقل الشجاع الذى تحمل ـ بصبر لا ينفد ـ كل محاولات العدوان على استقلاله ، والنيل من قضاته ، فارتدت سهاُم المعتدين إلى نحورهم ، ووقف إلى جانب شعبه مدافعا عن قضاياه حتى أذن الله بالنصر.
تحية لرجال الشرطة الذين أدركوا بيقين أن مكانهم الحقيقي إلى جوار الجماهير وبين صفوفها حراسة لها وتأميناً لمطالبها ومصالحها تحت رايةِ القانون.
تحية للإعلام المصري الذي كان مِشعلاً أضاء الطريق أمام الشعب وكشف الغطاء عن سوءات النظام السابق .
تحية لكل القوى السياسية، وجموعِ الشعب على اختلاف أفكارهم ومعتقداتهم رجالاً ونساءً وشيوخاً وشباباً الذين شاركوا في صنع هذا اليوم المجيد يوم الثلاثين من يونيو والذين سيشاركون معا بإذن الله فى صياغة مستقبل هذا الوطن .
أسأل الله أن يحفظ مصر وشعبها ويقيها شر الفتن والانقسامات.. إنه نعم المولى ونعم النصير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطاب السيسي
شعب مصر العظيم... تختلط مشاعري اليوم ما بين السعادة والتطلع، السعادة بما حققتموه من إنفاذ لإرادتكم الوطنية فى مشهد ديمقراطى راقى ومتحضر، والتطلع لأن أكون أهلاً لثقتكم الغالية التى حملتمونى أمانتها.
إن ما حصلتم عليه اليوم فى تلك اللحظة الدقيقة والفارقة من عمر الوطن من استحقاقٍ رئاسى، كثانى استحقاقات خارطة المستقبل التى توافقت عليها القوى الوطنية المصرية، جاء كنتيجة مستحقة لما قدمتموه من تضحيات على مدار ثورتين مجيدتين فى الخامس والعشرين من يناير، والثلاثين من يونيو، استهدفتم فيها تحقيق العيش الكريم والحرية والكرامة .
أبناء مصر الكرام
أتوجه إليكم جميعاً رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، بأسمى آيات الشكر والتقدير على ما قدمتموه من نموذج ديمقراطى مشرف .
أشكر ملايين المصريين الشرفاء داخل الوطن وخارجه، الذين اصطفوا أمام صناديق الاقتراع من أجل كتابة مستقبل مصر. وأشكر قضاة مصر، حراس العدالة، الذين أشرفوا بنزاهة وشفافية على العملية الانتخابية. كما أتوجه بالتقدير والعرفان للمجهود المضنى الذى بذله رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية- جناحي أمن الوطن- من أعمال لتأمين الانتخابات بعزمٍ واقتدار.
والشكر أيضاً للإعلام المصري، لما قام به من تسجيلٍ موثق للعملية الانتخابية التى أتاحت للمواطن المصري حقه فى معرفة الحدث لحظة بلحظة .
وأتوجه بتحية خاصة للسيد حمدين صباحي- المرشح الرئاسي- والذي وفر فرصة جادة لتحقيق المنافسة الانتخابية وأقول له وللمصريين جميعاً إنني أتطلع إلى استمرار جهدكم وعزمكم فى مرحلة البناء المقبلة.
أبناء الشعب المصري العظيم
أخاطبكم جميعا.. لقد أديتم ما عليكم، وحان وقت العمل.. العمل الذى تنتقل به مصرنا العزيزة إلى غدٍ مشرق ومستقبلٍ أفضل.. العمل الذى يعود به الاستقرار لهذا الوطن لينطلق إلى آفاق التقدم والرُقى الذى يستحقه هذا الشعب العظيم .
إن المستقبل صفحة بيضاء، وفى أيدينا أن نملأها بما شئنا، عيشاً وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية.
فإذا افترقنا نكون قد أخطأنا فى حق الوطن وأنفسنا وأبنائنا... وإن تعاونا على العمل والبناء، سنملؤها بما نتمنى لوطننا من رفاهية وازدهار، وبما نأمل لأبنائنا من عزة وفخار، وبما نرجوه لأنفسنا من عيش كريم وانتصار.
إن ثقتى بالله عز وجل مطلقة بلا حدود، كما أثق بوعيكم بما يواجهه الوطن من مخاطر.. فلنعمل معاً بنية صادقة وإصرار على تحقيق النجاح، لنبتغى رفعة الوطن ومصلحة الشعب.
أجدد شكرى وتقديرى واحترامى للجميع، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها الأبى... وتحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.