x

صنع الله إبراهيم: الاغتيالات من أدبيات الإخوان.. وأمريكا تجهز بديلاً لـ«مرسى» (حوار)

الخميس 21-02-2013 22:45 | كتب: رانيا بدوي |
تصوير : نمير جلال

«الاغتيالات السياسية جزء من أدبيات وأيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين.. وسيناريو اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد يمكن نسخه فى مصر».. بهذه الجملة التي تحمل رؤية مريرة، لمستقبل مصر القريب، بدأ الروائي الكبير صنع الله إبراهيم حواره لـ«المصرى اليوم»، موضحا أنه لم يندهش من الفتاوى، التى تحرض على قتل المعارضين السياسيين أو المخالفين فى الرأى لتيار الإسلام السياسي.

وشدد «صنع الله»، خلال الحوار الذي لازمه خلاله الإحساس بالإحباط واليأس، على أن العنف جزء من أيديولوجية الإسلاميين، وأن التاريخ ملىء بالشواهد، لمن يريد أن يقرأ ويتعرف على حقيقة هذه التيارات.

ورفض «صنع الله» كل الآراء وما سماه «الادعاءات»، التى تقول إن جبهة الإنقاذ تحث على العنف وترعاه، مشيراً إلى أن عمرو موسى والدكتور محمد البرادعي، القياديين في الجبهة، تربيا فى عالم الدبلوماسية، وأن حمدين صباحي، رجل مناضل وتاريخه معروف للجميع، ولم يدع على مدى تاريخه استخدام العنف.

وأضاف: «إذا أردتم معرفة شخص فعودوا إلى تاريخه، وأستشعر تحضير أمريكا لبديل للنظام الحالي، حتى إذا ما تعقدت الأمور ستطرح بديلها فوراً».. وإلى نص الحوار:

■ في البداية.. هل تعتقد أن اغتيال بلعيد فى تونس مشهد يمكن أن يتكرر فى مصر؟

- نعم بكل تأكيد، فتيار الإسلام السياسي، فى تونس ليس ببعيد فى التفكير والأيديولوجية عن تلك الموجودة فى مصر، والاغتيالات السياسية جزء من أدبيات الإخوان، وتيارات الإسلام السياسي، عموماً منذ اغتيال النقراشى باشا والخازندار مروراً باغتيال فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ.

 فى السبعينيات وأثناء القبض على بعض أعضاء التيارات المتشددة وجد معهم قوائم اغتيالات تم نشرها فى الصحف آنذاك، وكانت تحمل أسماء عدد كبير من رموز السياسة والصحافة والفكر والإبداع لتصفيتهم جسديا، وهذا نهج موجود باستمرار، والعنف جزء ليس بجديد فى تفكيرهم، وقد أصبحت احتمالية وقوع هذا الأمر واردة بقوة الآن، بسبب حالة الاستقطاب والشحن التى تعيشها مصر.

■ هل تقلقك فتوى محمود شعبان بإهدار دم رموز جبهة الإنقاذ؟

- لم أندهش على الإطلاق من هذه الفتوى، فكما قلت هذا نهجهم طوال الوقت، وأحياناً تصدر مثل هذه الفتاوى ونستهين بها على اعتبار أنها «كلام عيال»، فلا تؤخذ على محمل الجد، لكن من الواضح الآن أنها أصبحت طريقة ومنهجاً عاماً والأمر أصبح خطيراً، وما أتعجب له هو غياب الموقف الحاسم والحازم من هذه الفتاوى ومطلقيها، فلابد أن يخرج رئيس الجمهورية ويقول للناس إن هذه الفتاوى غير شرعية وغير قانونية ولا إنسانية، وإنه لا يقبل بها ولن يسمح بإطلاقها من المواطنين.

■ لكن الرئاسة أصدرت بيان إدانة لهذه الفتاوى؟

- بيانات الرئاسة فارغة، ولم يعد أحد يأخذها على محمل الجد أو الأهمية، فقد أصبح لدينا رئيس جمهورية ورئيس وزراء ومؤسسات دولة، لذا لابد أن تكون لدينا خطوات عملية للتصدى لهذه الفتاوى، ولماذا لم يتم القبض على محمود شعبان وتقديمه للتحقيق فوراً بتهمة التحريض على القتل، ولماذا لم يتم تقديم غيره ممن يحرضون ضد الأقباط والليبراليين وغيرهما.. كلنا ندين أنا وأنت والشارع لكن الرئيس يجب ألا يدين بل يجب أن يتخذ موقفاً.

■ هل مصر تحولت إلى دولة ميليشيات.. وما رأيك فى ظاهرة الـ«بلاك بلوك»؟

- «بلاك بلوك» رد فعل طبيعى تجاه وضع أمنى مترد، وهى ظاهرة لا يمكن تحليلها الآن لحين اتضاح الصورة، لكن على الأقل يمكن اعتبارها ظاهرة لشباب متحمس ورومانسى على طريقة شخصية «زورو» الذى يدافع عن المظلومين، لكن خطورتها فى أنها قد تكون ذريعة ومبرراً لدى النظام الحاكم، لاستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين.

■ هل هذا المبرر تمثل فى دعوة أحد رموز تيار الإسلام السياسى لتشكيل الـ«وايت بلوك»؟

- ليسوا فى حاجة إطلاقا لتشكيل «وايت بلوك»، فلديهم الفرقة 95 وهى مجموعات موجودة منذ أيام حسن البنا، ومشهد «الاتحادية»، الذى عذبوا فيه المتظاهرين واعتدوا عليهم كفيل وحده بإثبات ذلك، وهو أكبر دليل على العنف، فالصور والفيديوهات أظهرت شباباً ورجالاً يتمتعون بلياقة بدنية عالية وصحة جيدة، وواضح أنهم تلقوا تدريبات ويحملون أسلحة مختلفة.

■ كيف ترى مبرر استخدام العنف القائل إن المتظاهرين يخربون ويعتدون على المؤسسات؟

- المظاهرات السلمية المستمرة والمتوالية حق أصيل من حقوق الشعب، والمسيرات والمظاهرات التى يقوم بها الثوار الحقيقيون حتى الآن سلمية تماماً، ومن الوارد أن يندس عدد من البلطجية أو فلول النظام السابق، لإحداث شغب وتخريب لأنه ليس متوقعاً أن يكون رموز النظام السابق يتفرجون على ما يحدث فى هدوء، مؤكد لهم دور، وهناك أمور غير واضحة يشوبها الغموض، فى مسألة الاعتداء على قصر الاتحادية كل يوم جمعة، ولدى شعور أن يكون المعتدون من الإخوان أنفسهم، لتبرير العنف ضد المتظاهرين، وتمهيداً لقانون تنظيم التظاهر الذى سيعد أشبه بقانون لمنع التظاهر.

■ هل تعتقد أن عمليات تعذيب وسحل المتظاهرين من قبل «الداخلية» حوادث فردية؟

- فى ظل وجود وزير الداخلية الحالي، من الواضح جداً أن الشرطة منحازة لطرف على حساب الآخر، وأعتقد أنه لهذا السبب تم تغيير الوزير أحمد جمال الدين ليصبح محمد إبراهيم وزيراً مطيعاً ومنفذاً وفق أهواء النظام، رغم أنه بعد الثورة كنا نأمل فى جهاز شرطة غير منحاز لأى طرف.

■ ماذا عن المؤسسة العسكرية وكيف تقرأ شعار «واحد اتنين الجيش المصرى فين» الذى ظهر مجدداً فى مظاهرات الجمعة الماضى؟

- موقف القيادة العسكرية الفترة الماضية محير إلى حد ما، فإما أنه يحضر نفسه لدور أكبر فى المستقبل، أو أنه يعبر عن دور وطنى وإحساس بعمق الأزمة التى تعيشها مصر، وربما يؤخذ على أنه تحذير للجميع حكومة ومعارضة، لكن أنا أميل إلى الاعتقاد بأنه يمكن استخدام المؤسسة العسكرية لدعم نظام مرسى فى الوقت المناسب.

أنا بكل تأكيد ضد الآراء التى تنادى بضرورة تدخل الجيش أو الانقلاب العسكرى لأن هذا يعنى الانهيار الكامل لمصر وكأننا نلغى كل شىء ونبدأ من الصفر، ولا أعتقد أن الشعب يمكن أن يقبل حكم العسكر بسهولة، فالشعب أصبح واعياً ويدرك جيداً خطورة الحكم العسكرى.

 ولا تنسى أخطاء المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، التى توصف أحياناً بأنها سيئة وأحيانا بأنها إجرامية، حيث فقدت هذه القيادات هيبتها لدى الشعب، وزادت الخوف من حكم العسكريين، وهذا النوع من المطالبات بدور للجيش هو أمر طبيعى فى وقت الأزمات، فقبل تنحى مبارك بأيام كنت أسمع بعض الأصوات فى الشارع تقول إن مبارك أرحم من غيره «سرق لما شبع بدل ما يجى واحد يسرق من جديد» وغيرها من الأفكار.

وعموما أنا لدى إحساس بأن الورقة التى لم تلعب حتى الآن فى عهد مرسى هى ورقة الجيش، وهنا أنا أقصد القيادات وليس مؤسسة الجيش الوطنية التى نكن لها كل الاحترام والتقدير.

■ هل القيادة العسكرية مستعدة أن تلعب دوراً سياسياً سواء بشكل منفرد أو بالتعاون مع مرسى؟

- لا تنسى أن أمريكا ومرسى هما من أتيا بالقيادة العسكرية الجديدة، وبالتالى لا يمكن للفريق أول عبدالفتاح السيسى أن يتصرف بمفرده إلا إذا حصل على دعم أمريكى.

■ فى رأيك ما الموقف الأمريكى تجاه ما يحدث من اضطرابات فى مصر؟

- أمريكا فى حيرة شديدة جداً من أمرها، فهم دعموا الإخوان ظنا منهم أنهم سيسيطرون على الشارع المصرى، لكن أصبح جلياً أمامهم أن الوضع معقد وعلى وشك الانفجار والشارع أصبح منفلتاً، وهم يتحركون الآن بهدوء شديد وحذر فمن الممكن جداً أن ما يحدث الآن فى تونس ومصر من اضطرابات، يجعلهم يعيدون استراتيجيتهم الخاصة بدعم التيارات الإسلامية إلى اتجاه آخر.

■ هل هذا يعنى أننا بصدد ظهور بدائل جديدة تراهن عليها أمريكا؟

- لا أستبعد ذلك، والفريق أحمد شفيق بدأ يخرج بتصريحات قوية ويعقد مؤتمرات صحفية ويؤسس حزباً، وكذلك ما يقول به سعدالدين إبراهيم من تصريحات بأن أمريكا أبلغته برغبتها فى انتخابات رئاسية مبكرة فى مصر، وكل الشواهد تدل على أن أمريكا بدأت فى تحضير بدائل فى حال فشل النظام الحالى فتكون مستعدة فوراً، ومن الممكن أن البديل يكون أشخاصاً غير موجودين على الساحة الآن وسيظهرون فجأة وقت الضرورة، وربما تراهن الفترة المقبلة على العمال والفلاحين الكتلة الأكبر فى مصر.

■ هل الأوضاع الاقتصادية تتحمل كل هذه الترتيبات؟

- بالتأكيد الوضع الاقتصادى لم يعد يحتمل، والخوف الحقيقى فعلاً من ثورة الجياع، التى ستكون ثورة طبقية بالدرجة الأولى وستعم البلاد الفوضى وستقضى على كل شىء لا قدر الله.

■ لماذا فشل الإسلاميون فى تحقيق العدالة الاجتماعية رغم كونها ركناً أساسياً من الدين؟

- الإخوان المسلمون هم أحد إفرازات النظام الرأسمالى الاستغلالى، فهم يؤمنون بالسوق الحرة وتوجهاتهم الاقتصادية تميل إلى التجارة لا الصناعة، والتاريخ نفسه شاهد على عدم حرص التيارات الإسلامية، على العدالة الاجتماعية ولا مصالح الفقراء، ألم تكن أكبر وأضخم شركات توظيف الأموال فى مصر، والتى نهبت أموال المواطنين وثروات البلد وضاربت بها كانت مملوكة لشخصيات تنتمى للتيار الإسلامى.

 عقلية الإخوان المسلمين فى الاقتصاد لا تتجاوز العمل في إدارة «سوبر ماركت»، أما عبدالناصر فقد أنشأ أكثر من 200 مصنع للألومنيوم والسيارات والمراجل هذا بخلاف السد العالى وغيرها من المشروعات القومية الضخمة، لكن الإخوان مازالوا يفكرون فى إطار القروض ولا يسألون أنفسهم كيف سترد، ولا ما هو حجم الأعباء التى ستقع على المواطن جراء هذه القروض، وإن كانت هذه الأمور ليست الخطر الأكبر ولا الأهم.

والخطر الأكبر يكمن فى أن القروض تعنى مزيداً من الاستعمار السلعى والخدماتى فى مصر، فأغلب المطاعم فى مصر الآن أجنبية وكذلك الأجهزة المنزلية والملابس حتى الصابون إلى آخره، فهل تعلمين أن شركة كوكاكولا لها 200 مليون مستهلك فى المنطقة، وليست المأساة كما يردد البعض تكمن فى العزة والكرامة المصرية إنما تكمن فيما هو أعمق فالمنتج المصرى يعنى التدريب والحرفية والقضاء على البطالة، وبالتالى عدالة اجتماعية، والنهضة الاقتصادية تعنى أن أهتم بإنشاء المصانع والمنتج المصرى.

■ هل العقلية الرأسمالية التى تحكم فكر الإخوان هى التى تفسر قرار صرف 3 أرغفة للمواطن فى اليوم أم أن ضعف الاقتصاد هو السبب؟

- مؤكد هناك أزمة اقتصادية لكن التعامل معها بهذا المنطق سياسة فاشلة.. ولا مانع من أن يعيش الشعب المصرى حالة من التقشف نظراً للأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد، لكن فى إطار سياسة معلومة، فبعد عام 67 حتى عام 73 كانت البلاد تعيش حالة تقشف ولكن كانت لدينا سياسة مقنعة للشعب وأسباب موضوعية وعدالة فقبل الشعب بالتقشف وتعاون مع الحكومة.

أما حل الأزمة على طريقة 3 أرغفة للمواطن فى اليوم فهذه مسألة مضحكة، فهناك مواطنون يأكلون العيش فقط ولا طعام آخر جواره، وحجم الرغيف المدعوم الناس تتعامل معه على أنه لقمة وليس رغيفاً، ثم أن إصدار مثل هذه القرارات دون أن يرى المواطن قرارات أخرى تعطيه الأمل فى الإصلاح أو قرارات تؤكد له أن التقشف على الجميع وليس عليه وحده، يجعله يثور ولا يقبل بالتقشف خاصة إذا وجد من هم فى السلطة يتمتعون بالسيارات الفارهة والتنزه بالطائرات الخاصة إلى طابا.

■ ما رأيك فى الدعوة للمصالحة مع رموز النظام السابق فى سبيل جزء من ثروتهم لتدارك الوضع الاقتصادى المتردى؟

- توجد صفقة تدبر واتفاق ما يتم فى الخفاء لا نعلم عنه شيئاً، وقد تمت عمليات إخلاء سبيل لعشرات من رجال الأعمال ورموز النظام السابق وكأن هناك قراراً مشتركاً بالنسبة لهم، ولم يقل لنا أحد ما أسباب الإفراج عنهم وما المعايير القانونية للتصالح ولم يكلف أحد نفسه أن يعلمنا بحجم الصفقة بينهم.

■ كيف ترى زيارة أحمدى نجاد إلى مصر وما أدت إليه من مخاوف نشر التشيع والإضرار بالأمن القومى؟

- لدينا علاقات مع إسرائيل فكيف لا تكون لدينا علاقات مع إيران، وهي دولة قوية والتفاهم معها شىء ضرورى، وأمريكا تقف حيال ذلك وترى أن أى تفاهمات مع إيران قد تخرجها من العقوبات الاقتصادية الموقعة عليها ومن عزلتها.

أما عن المخاوف من التشيع وخلافه، فهذا يعكس من جديد المخطط الأجنبى لإشعال الفتن فى المنطقة، فالشعب المصرى بالذات له علاقة وجدانية بآل البيت رغم كونهم سنة ولا يغير ذلك من الأمر شيئاً، فالمصريون يدينون بالمذهب السنى لكن لديهم هوى شيعياً ولا يفرقون بين الأمرين إنما من يحاول زرع الفتنة له مآرب أخرى.

■ هل تعتقد أن بداية التفاهمات مع إيران تتم دون موافقة أمريكا؟

- ربما يسعى الرئيس مرسى بهذه الخطوة إلى الضغط على أمريكا لكنها محاولة ضعيفة، وأغلب الظن وكما هو الحال فى ظروفنا المرتبكة سياسياً واقتصادياً لا أعتقد أن مرسى سيعادى أمريكا من أجل إيران تحت أى ظرف، خاصة أن أمريكا هى التى أتت به إلى الحكم، لذا أنا أميل للقول بأن كل ما حدث كان من باب الشو الإعلامى.

■ ما رأيك فى الدعوة الخاصة بإسقاط الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟

- أنا ضد شعار إسقاط الرئيس فقد بدأ مبكراً، كما لا أوافق على مهاجمة قصر الاتحادية، فأنا مع التظاهر بشكل سلمى والضغط لتنفيذ المطالب.

■ ماذا عن مطلب تعديل بعض المواد فى الدستور؟

- يجب أن يلغى الدستور بالكامل وليس تعديل بعض بنوده، فهذا الدستور باطل خلق معيباً بين عشية وضحاها ويكرس للحكم الدينى، حتى إن أحد رموز التيار الإسلامى قالها صراحة: «لقد وضعنا فى كل بند فى الدستور ما يخدم ويفتح مجالاً لتحقيق مشروعنا الكبير».

■ هل تعتقد أن المشروع الإسلامى خسر كثيراً على يد مرسى وأعوانه؟

- بكل تأكيد وأصبحت صورته سيئة وسلبية وتؤكد العودة إلى الماضى السحيق، كما أنها صورة تحوى مزيجاً من العنف والإرهاب والقمع، والإسلاميون خسروا أيضا فى الداخل وفقدوا شريحة كبيرة من الشارع المصري، حتى أن استقالات عدد من مستشارى الرئيس لم تلفت انتباههم بأن هناك شيئاً ما خطأ يفعلونه، وهذا يدل إما على عناد شديد، وهم يعلمون جيدا ما هى نهاية العناد مع الشعب المصرى، وهذا غباء شديد.

■ ما تقييمك لأداء جبهة الإنقاذ؟

- يحتاجون للنزول أكثر للشارع، وأن يقدموا حلولاً ورؤىً بديلة، ولكن اتحادهم فى جبهة واحدة خطوة تبشر بالخير، ومن المؤكد أنهم براء من اتهامهم بإثارة العنف، فكل رموز الجبهة لهم تاريخ ولم يكن العنف جزءاً منه على الإطلاق، فعمرو موسى رجل تربى داخل الوسط الدبلوماسى، وكذلك محمد البرادعى «دول ناس إيليت ملهمش فى العنف» أما حمدين صباحى فهو مناضل له تاريخ طويل لم يعرف عنه أبداً تبنيه لأى شكل من أشكال العنف وإذا أردنا الحكم على أناس يجب أن ننظر إلى تاريخهم.

■ هل تهمة ازدراء الأديان مغلفة وجاهزة تنتظر أى مبدع؟

- أغلب المبدعين يطلقون العنان لمشاعرهم وأفكارهم، ما قد يظنه البعض نوعاً من التعدى على الأديان، وهناك خطر حقيقى يواجه الإبداع سواء فى ذلك كتابة أو تمثيل أو رسم أو نحت إلى آخره وقد بدأ منذ فترة طويلة عندما حرموا ومنعوا رسم الجسد العارى فى كلية الفنون، ومنذ ذلك الحين وهناك محاولات حثيثة للتغول فى العقل المصرى لتجريم الإبداع وهذا لا يمكن أن ينجح أبداً، فالعالم أصبح الآن مفتوحاً ويموج بالإبداع، والشعب المصرى شعب وسطى متدين ويحب الموسيقى والفنون ويتذوقها ويستمتع بها لذا لن يسمح بالتغول على الإبداع مهما كانت محاولات المتطرفين.

■ سؤال أخير.. علام تعكف الآن ؟

- لن أذكر ماذا أكتب الآن، لكن يكفى أن أقول لك إننى أكتب رواية، جمال عبدالناصر جزء منها، وقد طلبت مؤخراً من وزارة الثقافة أن تسمح لى بدخول بيته ومشاهدة غرفة نومه وتم ذلك بالفعل، وشعرت بحسرة شديدة أدمت قلبي عندما دخلت الغرفة فوجدتها مليئة بالأتربة والقاذورات، والمخدة التى كان يضع عبدالناصر رأسه عليه غطتها الأتربة، هذا البيت الذى لو كان مملوكاً لأى دولة محترمة لجعلته مزاراً سياحياً، لأنه لا يعبر فقط عن شخص عبدالناصر، وإنما عن مرحلة تاريخية من أهم مراحل مصر، وهذا البيت وهذه الغرفة خرجت منهما قرارات أثرت فى العالم أجمع وغيرت مسار المنطقة بالكامل فى لحظات فارقة، لكن يا حسرتاه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية