«الطعمية» دون طحينة.. والزيت مستعمل

دائماً ما كانت الملاذ الأخير، الذى يهرب إليها المواطنون من غلاء أسعار اللحوم والخضراوات، كما أنها الوجبة الوحيدة التى يمكن للمواطن الحصول عليها بـ«جنيه» واحد فقط، لكن القرارات الأخيرة التى أصدرها الرئيس محمد مرسى - مع وقف التنفيذ - بشأن الزيادة الضريبية للزيوت النباتية، هددت قدرة الجنيه المصرى على شرائها.

لن تسلم وجبة الفول والفلافل، التى وصفها الحاج «منعم» صاحب عربة فول بـ«لقمة الغلبان»، ووصفها آخرون بأنها «مسمار المعدة» من زيادة الأسعار، فالزيادة الضريبية التى ستلحق بالزيت - وفقاً للقرار - ستكون سبباً رئيسياً فى زيادة أسعار الفول والفلافل.

آسفاً أكد عم «منعم» أنه سيضطر لزيادة سعر طبق الفول، إذا تم تطبيق القرار، وقال: «هنعمل إيه مش بإيدينا.. ولو إنها لقمة الغلبان اللى مفيش غنى عنها، بس زيادة الأسعار هى اللى بتضطرنا نغلى، لو كان علينا مانتمناش، الناس هتعمل إيه؟».

البديل الوحيد لزيادة سعر طبق الفول، كما يؤكد «منعم»، هو استخدام زيوت أقل جودة، ليكون البديل أمام المواطن الذى يريد توفير ثمن الغذاء هو الإنفاق على صحته، يقول «منعم»: «إحنا بنستخدم الزيت العادى، لكن فيه مطاعم ممكن تلجأ للزيت المستعمل، الذى تبيعه مصانع الشيبسى، رغم أنه مضر جداً صحياً».

الزيت المستعمل، هو الزيت الذى تحدث عنه «منعم»، ويستخدمه ياسر عصفور فى مطعم الفول الذى يعمل به، لكنه يرى أنه ليس مضراً بالدرجة التى يتصورها البعض، ويقول: «المصانع بتكون استخدمته مرة واحدة بس».

استخدام «ياسر» للزيت المستعمل، لا يعنى أنه سينجو من زيادة الأسعار، فحتى هذا النوع من الزيوت، رغم أنه أرخص «7 جنيهات للكيلو»، إلا أنه سيتأثر بغلاء أسعار الزيوت: «فى الفترة الأخيرة الزيت المستعمل زاد سعره 20 جنيها للجركن الـ18 كيلو، لكن وفقاً للقرارات الأخيرة سيزداد سعره 50 جنيها».

تزامن ارتفاع سعر الزيوت مع ارتفاع سعر الطحينة، جعل الزيادة فى سعر طبق الفول حتمية، يقول «ياسر»: «سعر السمسم زاد 5 جنيه للكيلو، بس مارضيناش نغلى، لكن بزيادة سعر الزيت سنضطر لزيادة السعر».

طوال الـ13 عاماً التى عمل بها «ياسر» بمطعم الفول، ارتفع سعر «سندوتش الفول والفلافل» 4 أضعاف، ومن المتوقع أن يصل سعره لـ6 أضعاف سعره السابق، عندما كان ثمن السندوتش 25 قرشاً، يرصد «ياسر» تطور سعر سندوتش الفول: «منذ حوالى 10 سنوات كان سعره 25 قرش، ثم ارتفع سعر الفول الحصا والمدشوش فأصبح سعر الـ3 سندوتشات جنيها، ثم أصبح سعر الواحد فقط 50 قرش، وفى السنوات الأخيرة بلغ سعره جنيهاً واحداً، بسبب زيادة الأسعار فى البلد».

ويضيف: «أعتقد سيصل سعر (السندوتش) بعد تطبيق القرار إلى 150 قرش.. والله الناس صعبانة عليّا».