الجمعة: ارتكبت خطأ حين ذكرت فى مقال سابق أن نصف الشعب الألمانى يقع فى الشريحة العمرية فوق 65 عامًا. والحقيقة أنه خطأ مخجل لأننى اعتمدت على معلومة سماعية ما كان أسهل علىَّ أن أدققها فى دقائق معدودات!، وهو الأمر الذى لطالما انتقدته فى الفرقاء السياسيين، أنهم يصدقون على خصومهم أكاذيب فاحشة لمجرد أنها تروق لهم، ولا يكلفون أنفسهم عناء التحقق على مواقع البحث من أجل الوصول إلى الحقيقة!.
آفة الاستسهال أصابتنا جميعًا. هذه هى العبرة الأهم من مجرد تصحيح خطأ! والآن نصحح المعلومة: الشريحة العمرية فوق 65 عامًا فى ألمانيا فى حدود 21%!
هذا لا يمنع أنها نسبة كبيرة ومقلقة، وأن معدلات الخصوبة لديهم من أدنى المعدلات فى العالم، ولذلك يخشون انكماش تعداد ألمانيا إلى 65 مليونًا عام 2060! لذلك جاء الترحيب بالمهاجرين.
■ ■ ■
السبت: يحدث أن أتعرض- كغيرى من البشر- إلى مضايقات من زملاء العمل!، فى البدء تعكرت وغضبت!، ولَشَدّ ما أدهشنى أننى لم تنفعنى ساعات التأمل الطويلة!.
وسرعان ما قلت لنفسى إنها صراعات الكائنات الفانية التى تظن أنها مهمة، دون أن تدرى أنها بلا أهمية على الإطلاق! وإن هذا الكدر الذى أشعر به الآن ليس أكثر من فقاعة فى نهر الحياة العظيم سرعان ما ستنفجر! وإننى- والزميل الذى ضايقنى أيضًا- لا شىء بمعنى الكلمة فى ميزان الكون والحياة! لسنا أكثر من نمل نتزاحم خلف ذرة سكر! أو ذكور أيل تتشابك قرونها فى مواسم الحب كل عام! أو بشر ممن خلق الله يتصارعون كما يتصارع الحمقى! وإن اهتمامى بمشادة عابرة، بل مجرد تفكيرى فيها، ليس أكثر من حماقة أو ضعف بشرى كنت أربأ بنفسى أن أتورط فيه! فكل هذا هراء مثل الحياة بأسرها!
أفكار من هذا القبيل راودتنى فهدأت نفسًا، وألقيت بالغضب خلف ظهرى! وتذكرت قوله تعالى: (ادفع بالتى هى أحسن)، وعدت إلى سابق اهتماماتى الأجدر بالعناية، وأجَلّها التسبيح.
■ ■ ■
الأحد: لو استرجعت أسماء الأعلام التى تعيها ذاكرتنا فى القرون الماضية لوجدتهم إما أدباء أو شعراء أو علماء دين!. السؤال: أين العلماء والمخترعون أو حتى أصحاب الحرف من هؤلاء؟. لاحظ أننى فرقت بين العلماء أصحاب المعرفة الأكاديمية والمخترعين الذين يحولون الفكرة إلى شىء مادى يمكنك الانتفاع به. وإذا كان شرقنا التعيس يفتقر إلى العلماء، خصوصًا فى القرون الحاسمة (الثامن عشر والتاسع عشر)، حيث لا يوجد- للأسف- اسم عالِم عربى واحد!، فأين أصحاب الحرف على الأقل؟، الذين جعلوا حياة الناس أسهل!، لماذا نحتقرهم ونفضل عليهم أناسًا كل بضاعتهم كلام؟!.
أقول هذا بمناسبة مشاهدتى أول ثلاجة اختُرعت، كم كانت ضخمة وبدائية!، وكيف أمكن تطويرها حتى صارت أنيقة هادئة كالتى نستخدمها الآن؟!. وقِسْ على ذلك السيارة وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التليفزيون فى ستينيات القرن الماضى!.