شاهدت فيلمًا يُدعى (اللص Thief 1981) لا أنصحكم بمشاهدته! لكنى أحب أن أكتب لكم عن بعض المشاهد الطريفة.
بطل الفيلم سجين سابق ولص بارع. وهو متخصص فى سرقة المجوهرات والنقود فحسب! عمله يتسم بالدقة والمسالمة. لا يلجأ إلى العنف أبدا. ربما كان السبب أنه سبق له دخول السجن لعشرين عاما! كانت أياما مريرة وينوى ألا تتكرر أبدا! وهناك سبب آخر أنه واقع فى الحب مع مضيفة حسناء! ويبدو أنه كان مترددا فى مصارحتها بحقيقة مهنته التى لا ينوى أن يغيرها. فزار صديقه فى السجن، الرجل الذى أنقذه من هاوية الاكتئاب، ليسأله هل يخبرها بحقيقته، أم يخفى عنها؟.
رد السجين العجوز الحكيم على الفور ردا بليغا. قال له: «لا تكذب أبدا! إن كان من تكذب عليهم من المقربين إليك فستفقدهم يوما بسبب أنك كذبت عليهم ولن يغفروا لك ذلك! وإن لم يكونوا من المقربين فمن هم حتى تكذب من أجلهم!».
تأثرت جدا بهذه الحكمة وأحببت أن أنقلها إليكم.
■ ■ ■
هذا العجوز الذى يقضى عقوبة المؤبد كان أعز عليه من حياته. وحين أصابته الذبحة الصدرية كانت أمنيته الوحيدة ألا يموت فى السجن! قد يبدو لك الأمر بغير أهمية على أساس أنه لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها، ولكنه كان مهمًا بالنسبة إليه.
وبالفعل، حين سقط مصابا بنوبة قلبية وتم نقله إلى المستشفى، هرع إليه على الفور. وبينما هما يتمازحان كما يحدث فى أمثال هذه المواقف، إذا بأجهزة المراقبة (Monitor) تزعق فجأة! خلل مميت فى دقات القلب، هرع الأطباء إليه على أثره.
بعد قليل خرج طبيب يعلنه الوفاة! نظر إليه فى غضب وعدم تصديق! قلت فى نفسى (آه! سيضرب الطبيب حتمًا). قلتها متأثرًا بخلفيتى المصرية، رغم أن الطبيب لم يخطئ على الإطلاق.. لا هو الذى أدخله السجن! ولا هو الذى أصابه بالمرض المميت!.
صدق أو لا تصدق! الصديق والسجين السابق لم يضرب الطبيب الذى جاء يخبره بوفاته! فى أمريكا لا يضربون أطباء الطوارئ! بصراحة هذا بلد لا يُعاش فيه! من أين يحصل الناس إذًا على المتعة؟ وفيمَ يفرغون غضبهم إذا لم يضربوا أطباءهم؟!ز
■ ■ ■
مشهد طريف آخر، حين طلب منه أحد أباطرة المسروقات فى المدينة أن يعمل لديه بالأجر بدلا من العمل منفردا! قال له فى حنكة: «أنا (بابا) وأشترى نصف مسروقات هذه المدينة! اعمل عندى وسأدلك على الأشياء الثمينة، وأحمى ظهرك، وأمدك بكل ما تحتاجه من عون».
اتفقا بعد تردد وقام بسرقة كبرى، لكن المشكلة جاءت عند الحساب، إذ أحصى النقود فوجدها أقل بكثير مما اتفقا عليه. قال له (بابا): «الباقى أدخلتك كشريك فى شركات تجارية. المفروض أن تشكرنى يا أخي! هه؟ لماذا لا تظهر نحوى الامتنان؟ هذا ظلم! ماذا حدث فى هذا العالم؟».