x

أيمن الجندي أول من تلقت لقاح الكورونا أيمن الجندي الأربعاء 16-12-2020 01:09


طيّرت وكالات الأنباء أن أول إنسان يتلقى اللقاح هو سيدة بريطانية فى التسعين من عمرها. العجوز رشيقة القوام وتبدو فى صحة جيدة. ابتسمت وأنا أشاهدها لأنها تبدو أكثر صحة وأصغر عمرا منى! لكنى لم أملك نفسى من الإحساس بخطورة الوضع وغرابته! والحقيقة أن البشرية تشهد وضعا جديدا لم يسبق لها أن تعاملت معه. وهو تزايد معدل الأعمار بهذا الشكل غير المسبوق! والسبب طبعا يعود إلى الرعاية الصحية المتقدمة، والتى افتقدها أجدادنا فكانت تقصف أعمارهم! عبدالحليم حافظ توفى بالقىء الدموى الناتج من دوالى المرىء النازفة! واحدة من أشهر مضاعفات تليف الكبد وارتفاع الضغط فى الوريد البابى بسبب البلهارسيا! مات أشهر مطرب عربى فى عام ١٩٧٧ ولم يملك له الطب حيلة! بينما الآن ما أسهل وقف القىء الدموى باستخدام المنظار!

والدى- رحمة الله عليه- توفى بسبب الجلطة القلبية! بينما ينجو مريض اليوم باستخدام القسطرة ومذيبات الجلطة والدعامة القلبية. كانت الأوبئة تحصد الملايين، ومنذ اكتشاف المضادات الحيوية لم نعد نسمع عن الكوليرا والطاعون! فالحمد لله الذى علّم الإنسان ما لم يعلم!

■ ■ ■

لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فهناك جانب آخر مقلق لهذا الارتفاع فى معدل أعمار البشر. عندما يكون نصف تعداد ألمانيا اليوم فوق الخامسة والستين عاما، فهذا معناه ببساطة أن أقل من نصف المجتمع ينفق على النصف الآخر! فهناك أطفال تحت سن العمل، وهناك أمهات مشغولات برعاية أطفالهن! وهناك عاطلون وفاشلون لا مفر من وجودهم فى أى مجتمع بشرى! وهذا هو السبب الحقيقى لفتح ألمانيا أبوابها أمام السوريين الذين يتمتعون- ككافة الشعوب الشرقية- بخصوبة محيرة!

نحن أمام وضع غير مسبوق تواجهه البشرية اليوم! ولا حل أمام الشعوب الغربية إلا أحد حلين. إما أن ترفع سن التقاعد إلى السبعين عاما وربما الثمانين. وإما أن تفتح أبوابها أمام سيل المهاجرين العرم القادر على تجديد دمائهم وإضافة الحيوية على شعوبهم التى توشك أن تموت من الشيخوخة! لأنك لن تستطيع أن تجبر امرأة غربية حرة على الحمل وتربية الأطفال ما لم تكن تريد ذلك!

■ ■ ■

كانت الأرض فى الأصل لكل البشر، يتنقلون عبر البلدان فى هجرات بحثا عن الأمن والسلام والطعام المتوافر! أنا وأنتم جميعنا خليط السلالات المهاجرة! بالتأكيد جابت سلالة أجدادى الأرض جميعها من شرقها لغربها، ومن شمالها لجنوبها، حتى استقروا فى مصر! وأنتم جميعا مثلى! فما نحن إلا أبناء البشرية. لكن عندما نشأت الدول القومية فى العصور الحديثة بدأت الحدود والقيود والسدود والعراقيل! لكن الأمر لن يمر بغير عقاب، لأن الطبيعة تعرف ما تفعل جيدا! كونها مسيّرة بقوانين مرهفة بثها الله فيها وبدونها يختل التوازن! منذ أن تجبر الإنسان ووضع القيود على انتقال البشر حتى ظهر الفساد فى الأرض.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية