الأحد: بينما كنت فى طريقى إلى البيت، كان الطريق خاليا تقريبا. ويبدو أن ذلك شجّع مجموعة من الطيور أن تهبط على الأرض!، ولسبب ما راحت هذه الطيور تمشى على الأرض فى عصفرة منقطعة النظير. كان واضحا أنها سئمت الطيران، وأرادت أن تجرب المشى لتخبر صديقاتها كم كانت مغامرة رائعة!.
توقفت أرقبها وأنا أبتسم! فى الحقيقة لم أجد لفظا يصف ما يحدث أمامى إلا أنها (سكر).
الاثنين: كنت فى المصعد قاصدا الحديقة المجاورة فى وقت متأخر من الليل!، وفاحت فجأة من حوالى رائحة (القطايف)! شرعت أستنشق فى عمق رائحة العجين المتخمر بكل حاسة فى كيانى!. أعادت الرائحة لى ذكريات كثيرة عن عصارى رمضانية ترسلنى أمى كى أبتاع قطايف اليوم!، فأنتظر البائع وهو يعدها طازجة منعشة تحمل كل روائح الدنيا!. لم أكن أدرك وقتها كنز الروائح الذى أعيش من حوله، وأنها الزاد الذى يهوّن علىّ الليالى القادمة الطويلة. أذكر رائحة الشمس التى كانت تفترش الطرقات وروائح الأطعمة الرمضانية تفوح من الحوانيت المجاورة!.
توقف المصعد فغادرته أسفا. لم يكن واردا بالطبع أنها رائحة قطايف حقيقية ابتاعها أحد الجيران، وعلى كل حال لطالما كانت الروائح وسيلتى السحرية للتواصل مع الماضى!.
الثلاثاء: لا شك أن هناك شططا فى طائفة القرآنيين فى إنكارهم للسنة العملية واعتقادهم أنه يكفى الرجوع إلى القرآن لمعرفة تفاصيل العبادات، ليس فقط عدد ركعات الصلاة (وهى عماد الدين)، ولكن أيضا فى أى آية من القرآن تجد وصفا للبس الإحرام أو عدد مرات الطواف حول الكعبة أو عدد أشواط السعى بين الصفا والمروة؟.
والخلاصة أنه يجب التفرقة بين السنة العملية التى تناقلتها أمة عن أمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه واجبة الاتباع يقينا، وبين السنة القولية التى نقبل منها ما يحكم علماء السند بصحته، طالما لم تتعارض مع القرآن الكريم تعارضا لا يمكن التوفيق بينهما.
الأربعاء: ألاحظ كثرة استخدام النساء لكلمة (منفصلة) عند وصف حالتها الاجتماعية من ناحية الزواج. هذه الكلمة تبدو لى ضبابية وغير محددة الدلالة بدقة. هل معناها أنها مطلقة أم يوجد خلافات بينها وبين زوجها انفصلت بعدها بالمعيشة؟.
فى جيلنا كانت الألفاظ محددة الدلالة. مطلقة، غضبانة، ذهبت إلى بيت أهلها.. فما المقصود من هذه اللفظة الجديدة التى اقتحمت مجتمعنا وأدت إلى كثير من اللبس والعلاقات غير المنضبطة؟، ولماذا لا يتم استخدام اللفظ الدال على الواقع بدقة؟، هل يمكن أن يكون السبب أن لفظ الطلاق مرير على المرأة إلى الحد الذى تهرب من استخدامه؟.
الخميس: مادة القرآن الرئيسية هى توحيد الله وتعظيمه، وأن نشاهده فى كل ظواهر الكون، وأن نفكر فيه باستمرار. فانظر إلى تحقق هذه المعانى فى قلبك تعرف نصيبك من القرآن.