أكد عدد من أساتذة الإعلام أن بث فيديو الجنود المختطفين، قبل عدة أيام، ساهم بشكل كبير فى الضغط على القيادات، وحشد الشعب ضد الخاطفين، ما أدى إلى إطلاق سراحهم، موضحين أنه كان يراد بذلك الفيديو هز ثقة المصريين فى الجيش، لكنه جاء بنتائج عكسية، لصالح المؤسسة العسكرية.
قال الدكتور فرج كامل، عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية سابقا، إن فيديو الجنود المختطفين الذى تم بثه، الأحد الماضى، ساهم بشكل كبير فى تحريك الشارع المصرى والضغط على القيادات، مؤكدا أنه للمرة الأولى منذ حرب 67 يرى المصريون تلك المشاهد، وربما كان الغرض منه أن يفهم الشعب أن الجيش غير قادر على حل المشكلة، وحماية أبنائه، ومن ثم هز الثقة فى الجيش.
وأوضح «كامل» أن الفيديو جاء بنتيجة عكسية لما كان يراد منه، لأن الهدف منه كان إحداث تأثير سلبى ونفسى لدى الشعب، مشددا على أنه يبين حقيقة مهمة، وهى دور الإعلام المهم، للحد الذى دفع الخاطفين إلى التعامل معه من خلال هذا الفيديو.
وأضاف «كامل» أنه للمرة الأولى، يلتف الناس جميعا على هدف واحد، وهو القضاء على الإرهابيين، وانقلب السحر على الساحر، وجاء الفيديو سلبيا على الخاطفين.
أما الدكتور صفوت العالِم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، فأكد أن الفيديو الذى تم بثه للجنود المختطفين، كان له دور كبير فى تحريك الرأى العام، وأن المصريين ربطوا بين كرامة الوطن وتحرير الجنود، وهو ما دفع الجيش للتحرك العسكرى بهذه الصورة والمعدات الضخمة، لأنه استشعر أن صورته اهتزت لدى الرأى العام، حتى الرئاسة نفسها استشعرت الحرج، وعقدت اجتماعات دائمة، بغض النظر عن جدواها.
وتابع: «للأسف لعب الإعلام أدوارا ضد مصلحة الوطن، حيث إنه بالغ فى تقدير قدرة الخاطفين، حتى إنه خلق مناظرات ندية بين قيادات سابقة بالجيش وعناصر موالية للخاطفين، وهذا غير مقبول، وكان يفتقد الدقة، خاصة فى التصريحات التى تنسب إلى الجيش، وتم توظيف الفيديو فى الدعاية السلبية ضد الحاكم، دون النظر إلى الحالة النفسية للمواطن».