x

وسطاء «تحرير الجنود» يكشفون كواليس مفاوضات الساعات الأخيرة

الأربعاء 22-05-2013 16:56 | كتب: رشا الطهطاوي |

كشف عدد من مشايخ القبائل، الذين استعانت بهم المخابرات الحربية والجيش في الوساطة لإنهاء أزمة الجنود المختطفين في سيناء، أن العملية العسكرية التي أعلن الجيش عن احتمال تنفيذها، الأربعاء، كان حُدد لها ساعة الصفر، لكن الوسطاء وعواقل العائلات طلبوا من القوات المسلحة إعطاءهم فرصة أخيرة للتوصل إلى حل سلمي بعيدًا عن التدخل العسكرى.

 وقال الشيخ عارف أبو عكر، أحد الوسطاء، لـ«المصري اليوم»، إن عملية تحرير الجنود سبقها اجتماع مطول، بدأ في العاشرة من صباح الثلاثاء واستمر 7 ساعات بمقر المخابرات الحربية في شمال سيناء.

 وأشار «أبو عكر» إلى أن الاجتماع جمع ممثلًا عن كل قبيلة من مشايخ «الشيخ زويد» و«رفح» و«العريش»، لمناقشة أبعاد تنفيذ العملية العسكرية، التي كانت على وشك البدء بالفعل ومدى إمكانية الخروج بأقل خسائر في حال تنفيذها، وقال: «أبلغتنا القوات المسلحة أن ساعة الصفر لبدء العملية العسكرية تحددت وأنها على وشك البدء إلا أن عواقل العائلات أكدوا أن تنفيذ أي عمليات عسكرية سيؤدي إلى اختلاط الحابل بالنابل وإراقة دماء أبرياء بعيدًا عن الخاطفين»، موضحًا أن المشايخ أقنعوا القيادات الأمنية بإعطائهم فرصة 24 ساعة لعمل مفاوضات أخيرة مع الخاطفين، للتوصل إلى اتفاق سلمي.

 ولفت «أبو عكر» إلى أن الوسطاء بدأوا بعد انتهاء الاجتماع مفاوضات مع الخاطفين، استمرت حتى الرابعة صباحًا، إلى أن توصلوا إلى اتفاق لترك الجنود في منطقة «بئر لحفن».

وحول آلية التفاوض، وسبب عدم إلقاء القبض على الخاطفين، وكيف تم التوصل لذلك، قال «أبو عكر»: إن هناك تفاصيل أمنية لا يمكن الإفصاح عنها وفقاً لوعودنا مع الجهات الأمنية والجيش، ولكن ما أستطيع قوله إن الأساس في التفاوض هو التوصل إلى حل وتحرير الجنود، دون «لي ذراع الجيش» وعدم إراقة الدماء التي كانت ستخرج عن نطاق الخاطفين وتمتد إلى سيناء كلها، مؤكدًا أن التفاوض كان يتم بالتزامن مع  الضغط الأمني وتضييق النطاق على الخاطفين بتمشيط مناطق «الجورة» و«صلاح الدين»، بالإضافة إلى انفجار لغم في رفح، مشيرًا إلى أن جميع هذه النقاط كانت مؤثرات أدت إلى خضوع الخاطفين وقبولهم إطلاق سراح الجنود.

وثمّن «أبو عكر» دور المخابرات الحربية والخدمة السرية التي كانت تتواصل يومياً مع مشايخ القبائل في سرية تامة، للتوصل إلى حل لإنهاء الأزمة، مشددًا على ضرورة الالتفات للمستقبل والنظر إلى تنمية سيناء، وقال: «شبعنا من الوعود الكاذبة ويجب النظر إلى طلبات أبناء سيناء  بعيدًا عن أي ضغط».

  ومن جانبه، قال الشيخ عيد أبو سنجر، إن اجتماعًا آخر حدث بالتوازي مع اجتماع المخابرات الحربية في مبنى المحافظة، حضره ممثلو بعض القبائل، أهمها الرميلات والسواركة، دار حول التعاون بين المشايخ والجهات الأمنية في سيناء، حيث عقد في الثالثة عصرا قبل انتهاء اللقاء الموسع مع المشايخ والقيادات الأمنية.

 وأكد أحد المشايخ، رفض ذكر اسمه، أن عدم القبض على الخاطفين يرجع لأسباب لا يمكن الإفصاح عنها حاليا، مؤكداً أن كل ما وصل إليه وفهمه أن العمليات العسكرية في سيناء لن تنتهي بإرجاع الجنود.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية