عين المتلقى، عنوان المعرض الذي أفُتتح في قاعة أوبونتو للفن التشكيلى بمشاركة أكثر من 150 عملاً لفنانين يمثلون أجيالاً وتيارات متنوعة في المشهد التشكيلى المصرى رحلوا عن عالمنا لكنهم باقون بروحهم وأعمالهم الفنية، كما يضم مجموعة فنية مختارة لكبار الفنانين ممن جمعوا بين الحداثة والمعاصر، ويمزج هذا المعرض، وهو السنوى من نوعه، بين مختارات من الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة وبعض قطع الأثاث والأنتيكات، من خلال تصور لنواحى منزل المقتنى المختلفة.
ويتمتع مقتنى تلك القطع الفنية بحس انتقائى، حيث يرى جمال القطع التي تستحق الاقتناء بعين مختلفة تمكنه من الجمع بين الحديث والمعاصر بسلاسة وتناغم تعكس شخصيته المتفردة.
من أبرز الفنانين الذين يسُلط عليهم، المعرض، الضوء هذا العام، الفنان نور اليوسف «1928 – 2000»، والذى عاش راهبا في محراب الفن، مستمتعًا بما يقدمه لنفسه من إبداع، معزولا عن المجتمع، ليس له صديق إلا فرشاته التي يعبر بها عن أحاسيسه. فأقام العديد من المعارض الخاصة والجماعية خارج مصر من خلال رحلاته المستمرة حول العالم، غير أنه قدم في مصر، معرضين فقط، وربما ثلاثة، وشارك في القليل من المعارض الجماعية. نال الفنان نور اليوسف العديد من الجوائز العالمية واحتفظ بأعماله كلها باستثناء بعض الأعمال القليلة أهداها لأصدقائه من الفنانين والأجانب وبعض الأدباء المصريين الذين كان يتردد عليهم في بعض الأحيان كيوسف إدريس وأنيس منصور.
وبالنسبة للفنان شانت شانت أفيديسيان، الفنان المصرى، أرمنى الأصل، من مواليد القاهرة 1951، رغم دراسته الفنية وأصوله الأرمنية، إلا أن الصبغة الأساسية التي تبدو طاغية في أعمال شانت، هي تأثره بثقافة تعظيم الهوية المصرية، كما أن لوحاته وثقت لعصر من الفن، حيث نجوم قدمتهم مصر وحققوا لفنونها وثقافتها الريادة لعقود طويلة، أبرزهم كوكب الشرق أم كلثوم.
الفنان التشكيلى الحسين فوزى، أحد نجوم المعرض، تميزت أعماله في الأربعينيات بتناول العادات والتقاليد الشعبية في المجتمع المصرى، راصداً بريشته واقع حياتهم البسيط، كما تتمثل إسهاماته في مجلات «المصورـ الرسالةـ آخر ساعةـ على بابا»، كما رسم العديد من أغلفة روايات يوسف السباعى، ونجيب محفوظ وعديد من كتاب الرواية المصرية، وخلف جيلاً من فنانى الصحافة، ومن أهم أعماله في مجال النشر كتاب في مجلدين جمع فيهما رسومات من داخل جوامع القاهرة.
أما الفنان التشكيلى محمد صبرى الذي رحل عن عالمنا في 2018، عن عمر ناهز الـ100 عام، فقد تميزت أعماله بحرفيته في استخدام ألوان الباستيل، «خامة صعبة ذات كثافة عالية»، وتحتاج إلى اتقان شديد وقت استخدامها، ولذا أطلق عليه زملاؤه وتلاميذه «رائد فن الباستيل في مصر». ومن أبرز اللوحات التي قدمها، مجموعات القاهرة القديمة، الأقصر وأسوان، الآثار الإسلامية بالأندلس، ومجموعة البيئة الشعبية المصرية، كما رسم لوحات تخلد تاريخنا القومى والبطولى منها: لوحات عن معركة بورسعيد، ولوحة السد العالى.
وأكد أحد مسؤولى قاعة أوبونتو، أن هذه السنة هي السابعة للمعرض، وما يميزه هذا العام، عرض قطع من الأثاث والاكسسوارات والأنتيكات التي تخص المقتنى، مشيرة إلى أن الإقبال على المعرض كان مفاجئا لهم، فقد نال المعرض إعجاب الكثيرين ممن زاروا المعرض بالرغم من تخوف الكثيرين من أزمة فيروس كورونا المستجد.