x

حنان مفيد فوزي انهيار الواي فاي حنان مفيد فوزي الجمعة 28-08-2020 01:15


في هذا الحيز المكانى من مساحة رأى، الذي يفترض ألا يتعدى محتواه عن 500 كلمة أيام الجمعة كل أسبوعين، أحاول قدر أحلامى، وهى بالمناسبة طويلة وعريضة، أن أتحرر من كل ما هو شائع وتقليدى ومتعارف عليه في منهج كتابة المقالات، رغبة منى في كسر القوالب الجامدة العتيقة واستبدالها بأخرى أكثر اتساعاً واستيعاباً وتطوراً، لتصبح جريدتى الورقية المصرية اليومية أشبه ما يكون بمشاهد تسجيلية ترسم ملامح حية ونابضة بالصوت والصورة بعيداً عن رائحة الأحبار والمجلدات. ومن هنا أدعوك عزيزى المنتمى لعصر البصريات قلباً وقالباً أن ترى بين السطور ذلك الفيلم القصير الذي حدث بالأمس، ويبدو في ظاهره كوميدى فرس، ولكن في باطنه هو درامى بحت، والتعليق عليه متروك لك، يقول الراوى:

«إمبارح وأنا قاعد في البلكونة كافى خيرى شرى، فجأة وبدون مقدمات وقع الراوتر من أعلى نقطة لأسرع شبكة على الأرض وما حدش سمّى عليه، وعنها انهار الواى فاى وانقطع النت عن البيت كله، قمت ورجعته مكانه مُعّززا مُكّرما وخرجت من أوضتى الضلمة أفك شوية وأعمل فنجان قهوة يعدل مزاجى بعد الحادث الأليم اللى لسه لحد دلوقتى مش معروف إذا كان حصل بفعل فاعل ولا قضاء وقدر، المهم قعدت في الصالة وشوية ولاقيت شاب كده مالى هدومه خارج من الأوضة المجاورة ليّا، ودققت النظر طلع ابنى البكرى أحمد، وأول ما شافنى هات يا بوس وأحضان وواحشنى وعمل شاى وقعدنا ندردش مع بعض وهات وخد في الكلام وأحوالك إيه وخطبت ولا لسه وشغال فين وراح مقاطعنى وقال: «سيبك من أخبارى وقولى حضرتك عامل إيه، يا ترى إجازة النهارده ولا مزوغ» وقلت له إنى طلعت معاش من سنتين وتعبت من الغربة طول عمرى وقاعد حالياً لا شغلة ولا مشغلة، بس انبسطت جداً لما عرفت إنه بسم الله ما شاء الله اتخرج وشغال في شركة كبيرة في شرم وبينزل إجازة أسبوع كل شهر يقعد معانا، مع إنى ولا مرة اتخيلت بيه، بس مش مهم، هو أدرى، وبركة يا جامع إننا اتجمعنا على خير، وطبعاً القعدة طولت وخرجت منار بنتى الوسطانية اللى كان شكلها على وش ولادة، مع إنى فاكر إن فرحها كان زى إمبارح كده، لكن واضح إنهم كانوا مستعجلين على الخلفة، وعرفت منها إنها جت قعدت معانا من أول شهرها السابع لحد ما المولود يشرف بالسلامة واحتمال كبير تمد لحد ما تفطمه، قلت ألف بركة، العيلة بتكبر وربنا يزيد ويبارك، وحبة كده لقيت آخر العنقود شيماء وقعدت على حجرى وقال إيه بتقولى أحضر هدية البكالوريوس، بقى البت اللى كنت لسه مقدم لها في التنسيق بقيت في نهائى صيدلة، يا وعدى على الأيام اللى بتجرى وما حدش حاسس يا جدعان، أما بقى المفاجأة فكانت مراتى هدى، اللى كانت داخلة علينا بصينية البسبوسة بتاعة زمان وجبر وهاتك يا أحضان وعياط وحمد الله على سلامتك يابوحمادة، إنت نزلت مصر إمتى؟، وقلت لها على آخر أخبارى إنى نهيت عقدى في الخليج ورجعت آخر سنتين أسوى معاشى، بس الشهادة لله زى ما هي، وكأن الزمن ما عداش عليها، والله زمان يا بطة وطبعاً ضحكت وقالت لى «يا راجل اختشى بشعرك الأبيض ده، العيال بقو طولك» ولسه كنا هنقترح نتعشى سوا بالمناسبة الحلوة دى، لقينا إشارة الواى فاى واجبت، قلنا يبقى ما فيش غير إننا نتصور صورة جماعية بس الصراحة ماكنش فيه وقت وكان الحل الأمثل إن كل واحد يصور نفسه سيلفى ونبعتها لأحمد على الواتس وهو بقى يركب الصور على بعض بحيث تطلع صورة واحدة حلوة، وطبعاً سلمنا على بعض وكل واحد رجع أوضته على وعد نتجمع تانى في أقرب فرصة واللقا نصيب». بس الحق يتقال طلعوا ناس كيوت أوى..

وفى ختام يومنا المفتوح، أرجو عزيزى المنتمى لهذا العصر أن تكون قد استمتعت بمشاهدة فيلم الظهيرة اليوم وكل يوم في كل بيت، على أمل أن نلتقى غداً مع أحداث جديدة ومثيرة من فظائع عصر التكنولوجيا الحديثة وتوابعها عليك وعلى اللى خطفوك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية