الدكتور زاهى حواس، الحارس الأمين على التراث الفرعونى.. الرافض دائماً أى عدوان عليه، أو اعتداء.. يتصدى دائماً لكل من يحاول سلب المجد الفرعونى من وطننا مصر.. سواء من يدعى أن قوى خارجية جاءت مصر وعلّمت المصريين براعة بناء الأهرام، خصوصاً وهو الذى اكتشف مقابر العمال المصريين الذين بنوا الأهرام.. أو ذلك «المخبول» الذى يدعى أن الملك الذهبى توت عنخ آمون ليس مصرياً، والهدف هو سلب أعظم إنجازات المصريين التاريخية.. وهى حكايات طويلة بعضها صهيونى وبعضها مدفوع الأجر ممن «يستكثرون علينا أن نكون أحفاد هؤلاء العظام، الذين شيدوا تلك الحضارة الفرعونية».
وأقول للدكتور الزاهى دائماً: ليس ذلك أمراً حديثاً.. بل هى محاولات عديدة ومنذ عشرات ومئات السنين، هدفها أن يسلبوا منا أعظم ما قدمناه لتاريخ البشرية.. ومن أبرز هذه المحاولات ما قيل- أو شاع- بعد سطوع نجم وشمس البطل القومى المصرى إبراهيم باشا.. من أن هذا البطل الذى يزين حياتنا وتصدى للأتراك العثمانيين وهزمهم فى العديد من المعارك.. حتى إن سلطانهم مات كمداً بعد أن علم آخر الهزائم التى أنزلها بهم هذا البطل القومى المصرى.. إذ قاموا وادعوا وأشاعوا أن هذا البطل ليس من صلب محمد على باشا الذى وضع مخطط استقلال مصر عن العثمانيين.. بل قالوا إنه ابن زوجة محمد على من زوجها الأول عندما عاشت فى مدينة قولة اليونانية قبل أن تتزوج من محمد على، الضابط الصغير فى الجيش العثمانى، وكان هدف من أشاع ذلك كسر الشخصية المصرية، مدعين قائلين: وكيف يكون بين المصريين شخص بهذه العظمة العسكرية؟.. وهدفهم من ذلك الإيحاء بأننا شعب لا ينجب مثل هذا البطل.
ولكن الثابت تاريخياً أن إبراهيم هذا ولد فعلاً فى قولة عام 1789، وهو عام الثورة الفرنسية، وهو ابن محمد على الأول من زوجته أمينة هانم نصراتلى، وهى أيضاً أم طوسون وإسماعيل من الذكور وتفيدة وخديجة من الإناث، أما أم محمد سعيد الذى أصبح حاكماً لمصر فهى السيدة عين الحياة، وقد تزوج محمد على 8 زيجات غير السيدة أمينة هذه.. وإذا كان إبراهيم قد ولد عام 1789، فإنها أيضاً ولدت ابنه الثانى طوسون عام 1793، والحقيقة أن هؤلاء المغرضين أرادوا ذلك بعد أن قاد الجيوش المصرية وحارب أكبر الجيوش فى الجزيرة العربية وفى اليونان «المورة»، ثم فى فلسطين وسوريا ولبنان، وهو الذى جاء إلى مصر فى سبتمبر 1805 بعد أن استقر والده محمد على وجاءه فرمان التعيين وأشرف على بناء الجيش المصرى الحديث، وتاريخه يفخر به كل المصريين، إنها محاولات مستمرة لسرقة تاريخ مصر.. وما أكثر هذه المحاولات والأكاذيب البطالة.