تعيش ملايين النساء، اللاتى يعانين من نزاعات مع أزواجهن على الحضانة والرؤية، فى رعب من تعديل قوانين الأحوال الشخصية لصالح الرجال، ويشعر بعضهن بالمرارة لأنهن شاركن فى ثورة تدحرجت حتى وصلت لتيار الإسلام السياسى، كأنهن حاربن ضد مصالحهن.
تقول مروة الصعيدى، التى تعمل مستشارة طبية وهى فى الوقت نفسه أم حاضنة لطفلة لا تتجاوز 8 سنوات: «أعيش حالة من الانهيار الشديد والاكتئاب منذ علمت بخبر صعود (مرسى) إلى كرسى الرئاسة»، مؤكدة معاناتها من القلق والشعور الدائم بأنها ستفقد ابنتها.
«حاسة إن عمرى ضاع على تربية بنتى ومش شايفة حل غير إنى أخدها وأهرب بره البلد، مش حاسة إن فيه فايدة.
«أنا بقيت حاسة بالذنب إنى شاركت فى الثورة اللى جابت مرسى وهتغير قوانين الأحوال الشخصية اللى هتحرمنى من بنتى»، مؤكدة أنها لا تتصور أن تجرى لابنتها عملية ختان تنفيذاً لأجندة حزب الإخوان المعادى للمرأة، وهو ما يضاعف من إحساسها بفقدان ابنتها ولا تجد مخرجاً إلا بالهروب بها خارج مصر.
وتوقعت «مروة» أن يتسبب تعديل القوانين فى كوارث خاصة مع شعور الأمهات بأن التضحيات اللاتى قدمنها من أجل الاحتفاظ بأبنائهن راحت هباء.
وتقول الدكتورة ريهام سعيد، إحدى الأمهات الحاضنات: «لدينا حالة من الفزع الشديد، لأننا مهددون، إذ إن كل القوانين التى قدمها حزب الحرية والعدالة فى مجلس الشعب كانت معادية لحقوق المرأة ومنها ختان الإناث وخفض سن الزواج، كما نخشى تعديل سن الحضانة، خاصة أنه كان مطروحاً على المجلس قبل حله وكان هناك اتجاه قوى لإقراره».
وأضافت: «أنا كنت وطنية فى المرحلة الأولى من الانتخابات واخترت حمدين صباحى، لكن كان لازم أكون أنانية فى مرحلة الإعادة عشان أولادى، من كتر كرهى فى مرسى والإخوان اخترت شفيق»، مشيرة إلى أن الإخوان حينما فشلوا فى الطعن على شرعية قوانين الأحوال الشخصية، تقدموا بمشروع قانون لإلغاء مرجعية الأزهر فى تحد سافر للمؤسسة الدينية الأعلى فى مصر.
وأضافت أن الأيام المقبلة ستكشف عن الموقف الحقيقى لـ«مرسى» من قضايا المرأة، وذلك مع ظهور ملامح التشكيل الوزارى ومواصفات النائبة التى سيقع الاختيار عليها، مشيرة إلى أن اتجاه الرئيس إلى حل المجلس القومى للمرأة سيعد مؤشراً سلبياً على توجهاته نحو المرأة، خاصة أن المجلس ساعد فى إقرار الكثير من القوانين التى أنصفت المرأة.
من جانبها، قالت الدكتورة نرمين، أم حاضنة، «بكيت بحرقة بمجرد علمى بتولى (مرسى) رئاسة الجمهورية، لأننى حزينة على حالى وحال ابنتى، فى حال نجح فى تعديل قوانين الأحوال الشخصية وفقا لأجندة الإخوان»، وتوقعت «نرمين» أن يسير مرسى على السيناريو الذى اتبعه حزب الحرية والعدالة بمجرد حصوله على الأغلبية فى مجلس الشعب «دول سابوا كل الكوارث اللى عندنا بعد الثورة وراحوا يناقشوا قوانين الأحوال الشخصية والأعضاء التناسلية للمرأة».
وأضافت: «لو (مرسى) عدل قوانين الأحوال الشخصية هتزيد جرايم الانتحار والقتل، أى حد هيحاول ياخد ولادى منى هقتله وأموت نفسى»، مؤكدة أن وصول «مرسى» إلى كرسى الرئاسة يعنى لها عودة الحزب الوطنى، الذى لن تستطيع الثورة عليه لأنه سيطبق حد الحرابة ضد كل من يعارضه.