جون قرنق سياسى وعسكرى سودانى كان ضابطاً في الجيش النظامى السودانى فتحول إلى محارب لهذا الجيش، وهو مولود في ١٩٤٥فى«بور» بجنوب السودان لأسرة من قبيلة الدينكا وأنهى تعليمه الأولى في تنزانيا، ثم انتقل إلى أمريكا للدراسة، وهناك حصل على إجازة في العلوم عام ١٩٧١، وبعد الاتفاق بين الأنيانيا (حركة التمرد الانفصالية) وحكومة جعفر النميرى انضم في ١٩٧٢ إلى صفوف الجيش السودانى، وسافر إلى أمريكا للدراسة والتدريب، وعاد في ١٩٨١وعين في الجيش السودانى ثم عمل مدرسا في أكاديمية الخرطوم العسكرية.
وفى مايو١٩٨٣ حين رفضت كتيبة من الجنوبيين قوامها ٥٠٠ جندى بقيادة كاربينو كوانين التوجه نحو الشمال تم تكليفه بإخماد هذا التمرد، وبدلا من الانصياع للأوامر أعلن نفسه زعيما لمن أرسل لتأديبهم، وأسس الجيش الشعبى لتحرير السودان،وبعد الإطاحة بالنميرى في أبريل ١٩٨٥ بدأت حركة قرنق مفاوضات مع حكومة المشير سوار الذهب، وتم التوقيع على وثيقة كوكدام بين الطرفين في إثيوبيا في مارس ١٩٨٦،وامتنع قرنق عن الانضمام لحكومة الصادق المهدى المنتخبة في أبريل١٩٨٦ لتوقفها عن العمل بمبادرة كوكدام، وعند استيلاء البشير على الحكم في يونيو ١٩٨٩ظل التوتر سائدا بين حركة قرنق وحكومة الإنقاذ.
وبلغ التوتر مداه في مارس ١٩٩٧ حين وقع قرنق إلى جانب فصائل المعارضة السودانية ما عرف باتفاق أسمرة الذي تبنى ضرورة إسقاط حكومةعمر البشير، إلى أن عرفت حركة قرنق أول انشقاق داخلى في أغسطس١٩٩١ ودعا المنشقون إلى انفصال الجنوب عن الشمال في حين دعا قرنق إلى إقامةدولةسودانيةواحدة،ثم تعرضت حركةقرنق من ١٩٨٩إلى ١٩٩٥لهزات عنيفة بسبب الانشقاقات واشتداد ضربات الجيش السودانى على معاقل الحركة.
وقد أيدت الحركة الشعبية برئاسة قرنق إعلان مبادئ الإيجاد عام ١٩٩٥ الذي رفضته حكومة البشير في البداية، ثم قبلت به عام ١٩٩٧، ومن هنا دخلت هذه الحكومة في سلسلة من المفاوضات مع قرنق بإشراف أمريكى وتم التوصل إلى اتفاق مشاكوس عام ٢٠٠٢واتفاقية نيفاشا، ثم الترتيبات الأمنية عام ٢٠٠٣، التي أدت إلى التوقيع على اتفاق السلام الشامل بين الجانبين الذي أصبح بمقتضاه قرنق نائبا للرئيس السودانى ورئيس حكومة جنوب السودان، إلى أن لقى مصرعه «زي النهارده»فى ٣٠ يوليو ٢٠٠٥ إثر تحطم مروحيته في طريق عودته من أوغندا.