استجابة لدعوات إلى صناع السينما والتليفزيون في هوليوود بعدم تقديم أعمال جديدة تتناول الشرطة أو رجالها، كرد فعل على حادث مقتل جورج فلويد على يد شرطي، أوقفت مدينة الترفيه الأمريكية عددا من الأعمال التي كان من المقرر بثها أو تصويرها بسبب تضمنها شخصيات لرجال الشرطة.
وأوقفت شبكة HBO مؤخرا بث حلقات COPS على منصتها، والذي قُدم منه 32 موسما، كما توقفت عن بث الفيلم الكلاسيكي الشهير Gone With the Wind ،بطولة «كلارك جيبل» و«فيفيان لي» الذي رسخ ظهور إحدى السمراوات كخادمة، وفكرة العبيد لدى البيض وفقا لانتقادات طالته مؤخرا، والتي أكدت أن التخلي عن بث العملين اللذين يمثلان جزءا من ركائز الثقافة الأمريكية يأتي ضمن خطوات صغيرة نحو تغيير هيكلي أكبر في صناعة أثرت على العنصرية وتمجدها منذ قرن بحسب المنتقدين.
كما تم التراجع عن بث حلقات كرتونية للأطفال باسم paw patrol، كان من المقرر بث موسمها الجديد هذا الصيف، وانتقدت السكرتيرة الصحفية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب «كايلي ماكناني» أن يكون قد تم إلغاء حلقات paw patrol من العرض على قناة «نيكلودين» للأطفال لأسباب ثقافية تتعلق بما وصفته بـ«ثقافة الإلغاء» التي انتشرت مؤخرا، وتم بسببها إلغاء أعمال تتناول ضباط الشرطة منذ حادث مقتل جورج فلويد على يد ضباط الشرطة، والذي كان سببا في اندلاع التظاهرات ومطالبات صناع الترفيه بوقف تقديم أعمال عن الشرطة الأمريكية، وألمحت «ماكناني» في تصريحات صحفية للصحفيين في البيت الأبيض مؤخرا إلى فزع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الواضح فيما يتعلق بإلغاء برامج تلفزيونية مختلفة عن الشرطة خلال الفترة الأخيرة.
وتابعت «ماكناني»: «لقد صُدم»ترامب«من إلغاء العرض التليفزيوني خاصة أنها تتعلق بالشرطة، لقد رأينا قبل بضعة أسابيع أن» Paw Patrol «، وهو عرض كرتوني عن الشرطة، تم إلغاؤه، رغم أنه عمل كرتوني، كما تم إلغاء عرض»Live Pd«أيضا عن رجال الشرطة، وأوقفت لعبة lego الشهيرة مبيعات خط إنتاجها عن رجال الشرطة، وذلك وسط احتجاجات بشأن العنصرية المؤسسية بعد مقتل جورج فلويد».
وبحسب الحساب الرسمي لـ«نيكلودين» ولحلقات paw patrol على «تويتر» فقد بُرر سبب إلغاء الحلقات من العرض بـ«إعطاء مساحة للأصوات السمراء»، وتتناول الحلقات شخصيات كرتونية لكلاب وأطفال يعملون كضباط شرطة في خدمة الآخرين.
ويأتي إلغاء عدد من الأعمال التي تتناول الشرطة في هوليوود، بعد بيان وقعه مؤخرا أكثر من 300 فنان طالبوا خلاله صناع الترفيه بالتوقف عن تقديم أعمال تتناول الشرطة الأمريكية، وطالبوا بتوجيه ميزانياتها إلى دعم التنوع العرقي ومواجهة العنصرية، وكان من الموقعين المذيعة أوبرا وينفري والنجوم هال بيري ودينزيل واشنطن وإدريس إلبا، وذلك في أعقاب مقتل جورج فلويد الشاب الأسمر على يد أحد الشرطيين، وماأسفر عنه من اهتزاز المجتمع الأمريكي واندلاع التظاهرات واتهام الكثيرين بالعنصرية ضد السود.
وطالبت الكاتبة «كاثرين فان أردينروك» بإعادة تشكيل القصص المروية عن الشرطة ومواجهة العنصرية فيما يتم يتناوله، وتفعيل الاستجابة لحركة BLACK LIVES MATTERS# التي انطلقت منذ أسابيع لمواجهة الثقافة والممارسات القائمة على التحيز ضد اللون.