انتقدت صحيفة «البعث» السورية، الثلاثاء، كلمة الرئيس محمد مرسي في افتتاح مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة، والذي انعقد الاثنين، معتبرة أنها «متسرعة» و«تحرج» مصر وتساهم في «تعقيد» الأزمة السورية.
وذكرت الصحيفة أن كلمة مرسي التي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد كامل عمرو، تصدر عن «استباق للأحداث، وتضمر موقفا حزبيا مسبقا لرئيس أعلن تخليه عن الحزبية وتختزن خطابا آيديولوجيا مسبقا لا يعكس الحقيقة الكاملة في سوريا».
وأوضحت الصحيفة أن كلمة مرسي «تجاهلت التدخل الخارجي والوجود والفعل الإجرامي المؤكد دوليا للعصابات الإرهابية المسلحة، كما تجاهلت وجود مشروع إصلاح حقيقي ناجز شعبيا وسياديا في سوريا».
واعتبرت «البعث»، التي تصدر عن حزب البعث الذي يهيمن على الحياة السياسية في سوريا منذ عام 1963، أن «ارتجال السلطة الجديدة خطابا متسرعا في مؤتمر إشكالي عقد في القاهرة سينتهي إلى تصعيد الأزمة في سوريا، وإلى تناقضات داخلية وعربية وإقليمية ودولية».
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان حريا بالسلطة في بداية عهدها إدراك أن «سقف الاجتماع وزاري وليس رئاسيا فيكتفى فيه بكلمة وزير خارجية مصر، وبالتالي لا حاجة لكلمة الرئيس التي ستضع مصر شعبيا ورسميا ومؤسسات حزبية في موقف حرج، وتجعل الشعب السوري يحس بأن سياسات نظام (الرئيس السابق حسني) مبارك لم ترحل برحيله».
وكان مرسي، أول رئيس مدني منتخب، والمنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، قال في الكلمة التي وجهها إلى مؤتمر المعارضة السورية ان «التزامنا الأخلاقي وواجبنا القومي يحتم علينا الرفض القاطع لقمع الشعب السوري».
وأضاف أن «مصر لا تقبل استمرار حمام الدم في سوريا واستمرار القمع والوحشي للمدنيين بمن فيهم النساء ولا تقبل أن يرتبط الوضع في سوريا بحسابات قوى دولية تسجل نقاط في مواجهة قوى أخرى».
وقال إن «المطلوب هو حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري ويجنب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقة».
ويهدف اجتماع المعارضة السورية الذي يستمر الثلاثاء، ويشارك فيه نحو 250 من أطياف المعارضة من الداخل والخارج، إلى توحيد موقف المعارضة السورية حول كيفية التعامل مع الأزمة السورية ووضع رؤية للمستقبل.
وقد أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية الثلاثاء، انسحابها من مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة.
وبررت الهيئة، وهي إحدى المكونات الرئيسية للمعارضة السورية، قرارها برفضها «الدخول في التجاذبات السياسية التي تتلاعب بمصير شعبنا وثورتنا وفق رؤى وأجندات تسمح بوضع ثورتنا بين سندان التجاذبات والصراعات الدولية ومطرقة نظام الإجرام في سوريا».
وكانت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل أعلنت الاثنين مقاطعة المؤتمر، واصفة إياه بـ«المؤامرة».