اندلعت اشتباكات في تونس في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بين مئات من السلفيين المحافظين الذين أغضبهم معرض فني يعتقدون أنه «يهين المسلمين والشرطة».
وقال شهود إن المحتجين أغلقوا الشوارع وأشعلوا النار في إطارات سيارات في منطقتي التضامن وسيدي حسين في العاصمة، وقاموا برشق قوات الأمن بقنابل بنزين بعد محاولتها تفريقهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء.
ولم يعرف على الفور ما إذا كان أحد قد أصيب، ولكن الشهود قالوا إن المحتجين هاجموا دار محكمة في سيدي حسين وحاولوا إشعال النار في مبنى للشرطة في التضامن.
تأتي الاشتباكات بعد يوم واحد من قيام مجموعة من السلفيين باقتحام معرض فني في ضاحية المرسى الراقية، وتشويه أعمال يعتبرونها مسيئة.
وأثار المعرض والهجوم على الأعمال الفنية توترات دينية في تونس، مهد الربيع العربي، والتي شهدت العديد من المواجهات المتفرقة بين السلفيين والشرطة في الأشهر الأخيرة.
وعلى الرغم من أن الإسلاميين لم يلعبوا دوراً رئيسياً في الثورة التي أسقطت زين العابدين بن علي في يناير، فإن الصراع على دور الدين في الحكومة والمجتمع ظهر منذ ذلك الوقت، بوصفه أكثر القضايا المثيرة للانقسام في الحياة السياسية التونسية.
ويريد السلفيون أن يكون للدين دور أكبر في تونس الجديدة، مما يثير قلق النخبة العلمانية التي تخشى من سعيهم لفرض وجهات نظرهم وتقويض الديمقراطية الوليدة في نهاية الأمر، وبعض هؤلاء السلفيين مؤيد للقاعدة.
جاءت هذه الاشتباكات بعد يوم من دعوة أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، التونسيين إلى «الدفاع عن الشريعة الإسلامية من حزب النهضة الإسلامي»، الذي فاز في الانتخابات التي جرت في تونس في أكتوبر الماضي، والذي قال منذ ذلك الوقت إنه لن يسعى إلى فرض تطبيق الشريعة في الدستور الذي تجرى صياغته حاليا.
وقال الظواهري في تسجيل صوتي نسب إليه وبثته مواقع إسلامية على الإنترنت إن «حزب النهضة الذي يرأس الحكومة في ائتلاف مع جماعتين علمانيتين خدع نفسه والدين».
وعلى الرغم من ضغط زعماء السلفيين التونسيين لقيام الإسلام بدور أكبر فقد قالوا في الأسابيع الأخيرة إنهم سيفعلون ذلك سلميا دون استخدام القوة، ولا يعتزمون الصدام مع «النهضة»، ولكن سلفيين كثيرين قالوا إنهم سيضعون حدا للأعمال التي يعتقدون أنها «تهين المسلمين وتقوض الدين، ويقول علمانيون إن السلفيين غير مستعدين للتسامح مع وجهات نظر مغايرة وسيسعون إلى خنق حرية التعبير في تونس».