قضت «المصرى اليوم» 8 ساعات أمام المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، وتابعت دخول قيادات الجماعة المبنى لحضور اجتماعات التنسيق التى تجرى لبحث خطط دعم الدكتور محمد مرسى، مرشح الجماعة، فى جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية.
شهد المقر هدوءاً نسبياً، ظهر الثلاثاء، بالمقارنة بالأيام السابقة التى انعقدت فيها اجتماعات مكثفة للمستويات التنظيمية، بدأت بالمكاتب الإدارية أوائل الأسبوع الجارى وانتهت بلقاء الشعب الإخوانية التى يطلق عليها الخلايا النائمة.
وفسرت مصادر بالجماعة هذا الهدوء بأن قيادات الإخوان يتحركون بالمحافظات بعيداً عن مكتب الإرشاد، وأن القيادات تعقد اجتماعات تنسيقية مع القوى السياسية الثورية فى مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى، فيما تتولى مجموعة من أعضاء الجماعة بالمقر الاتصالات الهاتفية للتنسيق مع جميع المحافظات.
وعلمت «المصرى اليوم» أن الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، سيحضر اجتماع مكتب الإرشاد اليوم بعد غيابه خلال الفترة الماضية لقضاء فترة نقاهة فى مسقط رأسه ببنى سويف عقب عملية «تفتيت الحصى» التى أجراها مؤخراً.
المشهد أمام المقر العام للإخوان شديد الهدوء، حيث كان «أيمن» حارس الأمن، ينظم عملية الدخول إلى المقر ويستقبل الزائرين، وتتراص عدة سيارات على بعد أمتار من المبنى تحمل ملصقات مرسى على زجاجها الخلفى.
وأثناء جولة «المصرى اليوم» بجوار المقر، شاهدت الدكتور كارم رضوان، عضو مجلس شورى الجماعة، مسؤول المكتب الإدارى بالقاهرة، الذى وصل إلى المبنى فى الساعة الثانية والنصف مساءً وقال لـ«المصرى اليوم»: إنه جاء لحضور اجتماع المكاتب الإدارية بالقاهرة الكبرى للتباحث حول دعم مرسى فى جولة الإعادة والتنسيق بين مكاتب القاهرة والجيزة والقليوبية لتفادى الأخطاء السابقة وتداركها بأسرع ما يمكن.
بعد نصف ساعة حضر الدكتور محيى الدين زايط، عضو مجلس شورى الجماعة، الذى فوجئ بوجود عدسات «المصرى اليوم» تلاحقه عبر نافذة سيارته، فبقى داخلها ما يقرب من ربع ساعة، وعندما خرج متوجهاً للمبنى كان يحمل معه «رزمة» ثقيلة من الأوراق.
ووصل الدكتور على بطيخ، مسؤول المكتب الإدارى لإخوان مدينة 6 أكتوبر، للمشاركة فى الاجتماع، وتبعه الدكتور عبدالرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، بالإضافة إلى مسؤول المكتب الإدارى للقليوبية.
بدأ الاجتماع فى الثالثة والنصف وانتهى فى السادسة مساءً، وكان الدكتور كارم رضوان أول من خرج، واعتذر عن عدم التصريح بأى شىء عن نتيجة الاجتماع لتأخره عن عمله بعيادته الطبية، لكنه قال فى كلمات سريعة: «الاجتماع كان لمكاتب الإخوان الإدارية فى القاهرة الكبرى للتنسيق لدعم مرسى والعمل على تفادى الأخطاء»، مشدداً على أن «جميع القوى السياسية مدعوة للتعاون مع الإخوان لتجاوز المرحلة الحالية»، ورفض اتهام الإخوان باتباع سياسة الإقصاء ودلل على ذلك بأن الإخوان يمدون أيديهم للجميع للمشاركة فى التوصل لقرارات سياسية للحفاظ على مكتسبات الثورة.
وفى الساعة الخامسة والنصف خرج الدكتور على بطيخ مسرعاً فسألناه عن الاجتماع فرد مازحاً: «يا سيدى الحكاية مش حكاية اجتماعات، تقدر تقول إخوات قاعدين مع بعض بيطمنوا على بعض، الإعلام ماله ومالهم؟». وقال بعد إصرار من «المصرى اليوم»: «المكتب الإدارى بالقاهرة وضع تصوراً لبيان ستوجهه الجماعة والحزب للشعب المصرى، يحمل لهم دعوة لمحاربة الفلول والتصدى لمحاولات استعادة نظام مبارك».
ثم خرج الدكتور عبدالرحمن البر وتوجه إلى سيارته وخلع جلبابه الأزهرى، ورفض الحديث مكتفياً بالقول: «إنتوا يا بنى بتشموا الأخبار؟ مافيش اجتماعات ولا حاجة النهاردة».
عاود الهدوء الشديد المنطقة، وصاحبه تشديد الحراسة على المبنى بظهور عدد من رجال الحراسة، مع وصول سعد نجل المهندس خيرت الشاطر وهو الأمر الذى أوحى بحضور الشاطر نفسه ليترأس اجتماع المكاتب الإدارية بالقاهرة، إلا أنه لم يصل حتى منتصف الليل.
ورصدت «المصرى اليوم» وصول سيارة تاكسى تحمل شعار حزب النور، ونزل شخص مجهول منها ودخل إلى المقر وخرج بعد دقائق معدودة، ليستقل التاكسى الذى كان فى انتظاره بعد أن سأل حارس الأمن عن عنوان مقر حملة مرسى حسبما علمناه من حرس المبنى.
وشهدت بوابة المقر نقاشاً حاداً بين الحراس حول فرص فوز مرسى والفريق أحمد شفيق، إذ تحدثوا عن مؤامرة قالوا إنها حدثت فى الانتخابات لتصعيد شفيق ليخوض جولة الإعادة مع مرشح الجماعة.