احتفلت مدينة «اسطنبول» باختيارها عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2010، بعد تفوقها على مدينة «بيكس» المجرية، ومدينة «إسن» الألمانية، حيث أقيمت العديد من المهرجانات الفنية بحضور الرئيس التركي «عبد الله جول»، ورئيس الوزراء التركي «رجب طيب أردوغان»، بالإضافة إلى العديد من الحفلات الموسيقية والأنشطة الثقافية، كما أطلقت ألعاب نارية انعقدت في سبع ميادين بالمدينة، وأحيا الحفل بالميدان الأكبر المطرب «تاركان» ذو الأصل الألماني الذي يعد "سوبر ستار" موسيقي البوب واجتمع حوله ألاف من الناس وحضر خلال الاحتفالات نحو 500 فنان وجهز للاحتفال فريق مكون من 900 شخص و 8 ألاف متطوع.
وقال «أردوغان» في احتفال جماهيري لتدشين الاحتفال أمام أربعة ألاف شخص "تحولت «اسطنبول»، مدينة التراث الإنساني اليوم إلي عاصمة الثقافة الأوروبية"، وأضاف قائلاً "نالت «اسطنبول» هذا الشرف بعد سراييفو، والقدس، ودمشق، وبغداد، وباريس، ومدريد، ولكن تبقى «اسطنبول» هي «اسطنبول»، بوجهها الأوروبي .. مدينة لـ 13 مليون تركي"، مشيراً إلي أن "هناك مدن كثيرة يمر بها نهر لكن اسطنبول تتفرد بأن بحراً يمر بها فضلاً عن إنها تربط بين قارتي أوروبا وآسيا"، مؤكداً أن "اسطنبول نموذج لتحالف الحضارات والتسامح فلا تجد صوت المآذن يعلو على صوت الكنائس".
وقال عمدة اسطنبول أثناء كلمته "اسطنبول التي تتحول إلى مدينة الثقافة الأوروبية لمدة عام، ستظل واجهة القارة الأوروبية ما بقيت على سطح المعمورة".
ويتم للمرة الأولى في مدينة «اسطنبول» إنفاق أموال عامة على تجديد معبدين قديمين يعودان إلى المسيحيين واليهود، وبالإضافة إلى ذلك يقام معرضان يذكران ببعض المعماريين اليونانيين والأرمن الذين تركوا بصماتهم بشكل دائم على مدينة «اسطنبول» من خلال ما شيدوه من كنائس ومدارس وقصور.
وتصور الأفلام الوثائقية التي تعرض في هذه المناسبة، الحياة الدينية في الكنائس والكنس اليهودية والمساجد، بالإضافة إلى حياة أهل اسطنبول في الشوارع والبيوت.
وستعزف على هامش تلك الاحتفالات، جوقة موسيقية مختلطة بحسب الطوائف الدينية وأوركسترا خاصة بها، يقدمان على المسرح أغاني باللغة الأرمينية واليونانية، وكذلك العبرية السفارديمية والتركية، وتعد تلك الاحتفالات هي المرة الأولى التي تقدم فيها ثقافات الأقليات باعتبارها جزءاً من حياة إسطنبول الثقافية، التي تعرف بكونها مدينة السبع تلال، كما سيتم افتتاح «متحف البراءة» للروائي التركي الحاصل على جائزة نوبل «اورهان باموك» والذي سيحتوي على 800 أداة ظهرت في رواياته.
ويقول المنظمون إن المدينة ستستقبل نحو 10 ملايين زائر خلال عام 2010، وستتولى وكالة اسطنبول 2010 مسئولية تنظيم المشروع، ويعد من أهم المشاريع الأساسية مهرجان «ثقافة النمل» المصمم من أجل الأطفال الذين سيتم اصطحابهم للمهرجان.
كما سيتم افتتاح مهرجان "طلبة عاصمة الثقافة الأوروبية 2010" حيث ستقوم كل مدرسة للتعليم الثانوي بعرض أنشطتها الثقافية بالمهرجان خلال العام.
أخبار متعلقة
