فى الوقت الذى تنتظر فيه مصر «دستور الثورة»، وتعلق عليه آمال أجيال حالية وقادمة، ووسط جدل لا يكاد ينقطع عن الهوية ودور الجيش ونظام الحكم والحريات العامة وحماية الأقليات والديمقراطية.. تفتح «المصرى اليوم» هذا الملف لتنقل تجارب دول أخرى، جميعها عانى من الأسئلة نفسها، وصاغ دساتيره بحثاً عن «إجابات مطمئنة» تجمع المواطنين ولا تفرقهم، وتستجيب لتطورات ثقافية واجتماعية وسياسية ودولية مختلفة. تقرأ «المصرى اليوم»، دساتير 10 دول، معتمدة فى المقام الأول على ترجمة المركز القومى للترجمة، لنسخ الدساتير التى أودعتها تلك الدول فى الأمم المتحدة، لتكون عنواناً لها أمام العالم كله، وتستعين القراءة بفصول من تواريخ تلك الدول ووضعها السياسى والاجتماعى والثقافى والاقتصادى لحظة كتابة الدستور، وتتبع مسار التعديلات، وتربطها بسياقها لدى كل دولة، لتقدم تجارب هذه الشعوب، واختياراتها للتعامل مع الماضى وإدارة الحاضر، واستشراف المستقبل. وتنشر «المصرى اليوم» فى هذا الملف على حلقات، نصوصاً كاملة من دساتير كل من تركيا وإيران والهند واليابان كتجارب آسيوية فارقة، وجنوب أفريقيا وأستراليا كاثنين من أحدث الدساتير، فضلاً عن إيطاليا واليونان وفرنسا من أوروبا، والولايات المتحدة كنموذج لدستور رئاسى فريد، والبرازيل كنموذج لدولة تحمى الفقراء وتقفز اقتصادياً فى الوقت نفسه.
أخبار متعلقة
الولايات المتحدة.. الكونجرس يحاصر «قيصر واشنطن»
فور حصول الولايات المتحدة الأمريكية على الاستقلال فى 1783، عقب ثورة مسلحة ووسط مفاوضات شاقة مع بريطانيا (بدأت فى 1775)، توجه ممثلو «الأمة الأمريكية» كما كانوا يحبون أن يسموا أنفسهم وقتها إلى فلادلفيا، بولاية بن سلفانيا، ليضعوا دستور بلادهم، متأثرين بفيلسوفين من كبار فلاسفة أوروبا، الأول هو الإنجليزى توماس هوبز (1588/1679)، صاحب نظرية الحق الطبيعى للإنسان، والثانى هو الفرنسى جان جاك روسو (1712/1778)، صاحب نظرية العقد الاجتماعى الذى أحدث ثورة فى مفاهيم السياسة والحكم..المزيد...
إعلان الاستقلال.. دستور «الحق فى السعادة» 
فى 4 يوليو من كل عام تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية بذكرى استقلال أول 13 ولاية عن الإمبراطورية البريطانية عام 1776، وهو ما يعرف باسم «عيد الاستقلال». لم يكن ذهاب المحتل البريطانى فقط، هو سبب الاحتفالات الأمريكية، لكن وحسب بيان أول كونجرس للبلاد يعتبر ذلك اليوم «بداية لممارسة الشعب لحقوقه كاملة فى إطار الحرية والمساواة بين الجميع»، حيث تضمن إعلان الاستقلال الأمريكى واحدة من أكثر الجمل تأثيراً فى ثقافة العالم وحقوق الإنسان..المزيد..
وثيقة الحقوق.. الحريات فوق البرلمان
تتكون وثيقة الحقوق من أول 10 تعديلات دستورية، تم اقتراحها كضمانة للحريات فى 25 سبتمبر 1789، وإقرارها فى 15 ديسمبر 1791، وهى الضمانات الحقيقية لحرية المواطنين فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتمثل توجهاً جديداً فرضته الثورة الفرنسية على الأمريكيين الذين رأوا فى انتفاضة فرنسا، نموذجا ملهماً للحرية والعدالة، ورسالة لعلمانية الدولة تمنع تدخل الدين فى السلطة، وتمنع تدخل السلطة فى الدين أيضاً..المزيد...
البرازيل.. الدستور «بيت الفقراء»
فى عام 1550 وصل البرتغالى بيرو ألفاريز كابرال، إلى شواطئ البرازيل الشرقية، ليعلن اكتشافه لأكبر دول أمريكا اللاتينية، ويضمها لمستعمرات البرتغال، ليستمر الاحتلال أكثر من قرنين. ما إن تم إعلان استقلال البرازيل فى 1989، لتجد الدولة نفسها مقسمة بين أقلية تملك كل شىء، وفقراء تحرر غالبيتهم من العبودية قبل الاستقلال بعام واحد، ووسط هذه الأجواء شهدت البرازيل، محاولات لإجراء إصلاحات دستورية وسياسية، إلا أنها غالباً ما كان يتم إجهاضها على يد الأثرياء والعسكرى، الذين حكموا البلاد طويلاً..المزيد..
