تستضيف العاصمة العراقية بغداد، الخميس، القمة العربية للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين، في مناسبة استثنائية يرى فيها العراقيون حدثًا تاريخيًا، يُعيدهم إلى المحيط العربي بعد سنوات طويلة من العزلة.
ومن المتوقع أن يحضر القمة في العاصمة العراقية التي تشهد منذ نحو 9 سنوات أعمال عنف متواصلة، 11 زعيم دولة، بينهم الرئيس العراقي جلال طالباني، الذي سيكون أول كردي يقود أعمال قمة عربية.
ووصل إلى العاصمة العراقية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ اجتياح العراق للكويت إبان نظام صدام حسين عام 1990، وسبق أمير الكويت إلى بغداد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس السوداني عمر البشير، الذي يواجه مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس التونسي منصف المرزوقي، والرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد، ورئيس اتحاد جزر القمر اكليل ظنين، والرئيس اللبناني ميشيل سليمان، والجيبوتي إسماعيل عمر.
ويشارك في أعمال القمة أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي.
في مقابل ذلك، من المتوقع أن يغيب عن القمة زعماء دول مهمة مثل السعودية ومصر والإمارات وقطر، علما بأن سوريا لن تحضر القمة بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، رغم أن أزمتها ستتصدر جدول أعمال القمة.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن استضافة بغداد لأعمال القمة «رسالة لعودة العراق إلى محيطه العربي والإقليمي (...) إثر سنوات طويلة من العزلة» التي فرضها اجتياح صدام حسين للكويت عام 1990 بعد أشهر قليلة من آخر قمة استضافتها بلاده، وأضاف أن «العراق والجامعة العربية كسبا الرهان»، واصفًا الحدث بأنه «تاريخي».
وآخر قمة استضافتها العراق كانت القمة العربية في مايو 1990، قبل غزو صدام للكويت بثلاثة أشهر.
وسيصدر عن القمة الثالثة والعشرين، التي من المفترض أن تستمر ساعات قليلة، مجموعة قرارات إضافة إلى «إعلان بغداد» الذي سيركز بشكل رئيسي على تفعيل العمل العربي المشترك و«حل الخلافات داخل البيت العربي».
وتطغى الأحداث في سوريا، التي تشهد منذ أكثر من عام احتجاجات غير مسبوقة تواجهها السلطات بالقمع وقُتل فيها الآلاف، على أعمال القمة، وسط تباين في وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع هذه الأزمة.
وأعلن زيباري، الأربعاء، أن القمة العربية لن تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، في وقت يتوقع فيه أن يتمسك «إعلان بغداد» بالحوار بين السلطة والمعارضة، بينما يحمل القرار الخاص بسوريا السلطات مسؤولية العنف.
ويأتي انعقاد القمة في بغداد بعد أكثر من ثلاثة أشهر من انسحاب القوات الأمريكية من البلاد التي اجتاحتها عام 2003 لإسقاط نظام صدام حسين، وفي وقت لايزال فيه العراق يشهد أعمال عنف متواصلة قُتل فيها عشرات الآلاف.